الفصل العاشر -حصري -

7K 693 217
                                    

اقتحم بلاك الحفل مع حراسه بهدوء ليقع بصره على الكونت الذي توجه اليه وقال حين وقف امامه:
- لم اظن يوما اني سأسعد برؤيتك، القرصان سيزار يحتجز ابنتي في الاعلى ، انقذها فهي في خطر.

ابتسم بلاك ابتسامة جانبية وقد قفز الحماس في عينيه الباردتين وامر صائحا:
حاصروا القصر، فنحن بصدد صيد ثمين.
تجاوز بلاك الكونت والحضور المرتعبين الذين ادركوا ما يحدث حولهم بينما بلاك كان يفكر في الانتقام من سيزار واساليب التعذيب التي سيمارسها عليه حين يمسك به، لكن كان هناك شيء اخر ، كيف توقعت الكونتيسا حضور قرصان بهذه الخطورة الى قصر والدها؟ والأهم ما علاقتها به؟
هو سيعرف كل الاجوبة على تسائلاته فقط ليقبض عليه.
- لقد وقعت في قبضتي الآن سيزار ولن ينقذك مني احدقلها وهو يرتقي الدرجات مع عدد من الجنود في تلك الأثناء.
نظر سيزار عبر النافذة ولاحض الجنود المنتشرين حول القصر وهنا لمح شون وهو يوجه الرجال فأدرك ان لا بد من وجود بلاك على مقربة منهم.
التفت الى ماريا الممسك بها من ذراعها وهي تقف بجانبه وخاطبها مستنكرا:
- هل انت من قمت باستدعائهم؟
استجمعت شجاعتها وردت بثقة:
-نعم، كنت اعلم انك ستأتي الي ومسألة ايجادك لي مرهونة بالوقت ليس الى واعترف انك وجدتني اسرع مما توقعت ولكن لم اكن متأكدة متى فاستدعيت بلاك تحسبا لأي طارء وكان توقعي صحيحا.
وقفت قباله و اضافت:
- ليس هناك طريق اخر، عليك قبول اقتراحي، ولا تقلق استطيع اخراجك من هنا.
- لن اضع مصيري بين يديك.
رد سيزار وقد اشاح نظره عنها في برود وسار في تؤدة نحو الباب فيما سحبها خلفه وخرج معها الى الرواق الطويل المغطى بسجاد مخملي احمر بينما زينت جدراها بلوحات للعائلة العريقة.
ارهف السمع وخطوات بلاك ورجاله ترتقي الدرجات في عجالة فاستدار الى الجهة الاخرى كانه يحفض المنزل عن ظهر قلب و ماريا تراقب ما يحدث بصمت تمشي بكل طوع دون ان تحاول الهرب.
حين وصل الى نهاية الرواق فتح باب يؤدي الى ممر للخدم نزل الدرجات معها بعد ان اغلق الباب في ذات اللحظة التي وصل فيها بلاك الى الرواق الطويل وامر الرجال صائحا:
- فتشوا الغرف كلها عليكم ايجاده.
اناشر رجاله في البحث بينما كانت ماريا في ذلك الوقت تنزل الدرج بصعوبة بسبب ثقل الفستان فتوقف سيزار ورمقه في اضائة الخافتة و سحب خنجره فحاولت التراجع، ليمسكها من ذراعها و قال في حزم وهو ينظر مباشرة في عينيها:
-اثبتي قي مكانك.

راقبته و هو يمزق اجزاء من فستانها ، ثم امسك ذراعها و اجبرها على مواصلة السير برفقة حين وصلا الى المطبخ.
-لن تتمكن من الهرب ، اعرف انك ذو كبرياء ولن تسمح لشخص مثلي بمساعدتك لكن تأكد بأنى اريد الذهاب معك فقط اعطني وعد منك.
همست فيما اختبؤوا وراء الجدار حين لاحض عدد من الجنود يقلبون المطبخ رأسا على عقب.
-هل تثقين بأنك ستكونين في امان على سفينتي؟
- بل أثق بأني سأكون في امان تحت حمايتك ، ادرك بأنك قرصان و ضرب من الجنون لو وثقت بك لكن سمعت عنك انك رجل يفي بوعوده، وانا احتاج منك وعد بالحماية فقط.
اشاح بصره عنها وراقب الرجال من خلف الجدار قبل ان يعود لنظر الى عيونها الجميلة المترقبتين:
- لك كلمتي ايتها النبيلة، ستبحرين معنا على السفينة مقابل رسم الخريطة كاملة.
- ومرافقتك في هذه الرحلة الى النهاية!
قاطعته مؤكدة ليصمت برهة وينظر اليها في غموض قبل ان يؤكد:
-و سأسمح لك بذلك لكن.
استدار اليها بكامل جسده واكمل في تحذير:
- اياك والخداع.
-ثق بي.
نظر اليها مطولا قبل ان يفلت ذراعها و قال وهو يتقدمها:
- لنخرج من هنا
- دع الأمر لي قالتها و قد اوقفته حين لمست ذراعه فنظر الى يدها التي سحبتها بسرعة قبل ان تكمل حين نظر الى وجهها :
- سنذهب من هنا.
قالت مشيرة الى الخلف حيث جدار حجري رصف تحته سلال الخضار ومستلزمات المطبخ، رفع احدى حاجبيه فيما همست مؤكدة :
- سنخرج دون ان يرانا احد.
التفتت عنه وتوجهت الى الجدار و دفعت حجر الى الداخل ليتحرك الباب الحجري تحت صمت سيزار فيما كانت تقول وهي تبعد السلال:
-من هنا تمكنت من الهرب من القصر، هذا الممر السري لا يعرفه احد.
دلفت فيما تبعها في حذر قبل ان يعود الباب الحجري الى ما كان عليه وينغلق.
••••••••••
فتش رجال بلاك القصر شبرا شبرا ولم يجدهما فيما تملك الفزع كريستوفير بإختفاء ابنته الوحيدة التي وقعت في براثن ذلك القرصان الذي خطفها، وقد كاد يفقد وعيه حين وجد اجزاء من ثوبها الفاخر ملقى على درج الخدم .
-نظر شون الى وجه بلاك الغاضب والواقف في الحديقة وخاطبه قائلا في حذر:
- كابتن، لقد هرب سيزار وهذه المرة معه اسيرة من النبلاء، الاوضع تسوء اكثر ان لم نتصرف.
- لهذا سترسل الحرس وتكثفوا الحراسة على الميناء فهو سيغادر من خلالها و سنبحث عنه في كل زاوية من المدينة والسوق، فلن اتركه يفلت من بين يدي.
راقب كريستوفير الحانق والذي اقبل نحوهما وصاح به بجنون غاضب:
-اي جندي انت، تركت ذلك البربري يهرب بابنتي الوحيدة من تحت انوفكم وانتم كالحمقى لم تستطيعوا فعل شيء، قرصان واحد امامك انت ورجالك ولم تستطيعوا الامساك به؟
قضم بلاك غيضه ونظر اليه بشرر يتقاذف من عينيه فتدخل شون :

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Aug 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الأشرعة السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن