-8-الفصل الثامن

6.5K 602 104
                                    

إكتض سوق أروم بالباعة والزوار على حد سواء ، فزينت البضائع البسطات والمتاجر و اخذ الباعة ينادون ويعرضون بضائعهم المتنوعة.

قلبت الفتاة ذو الشعر الاسود الاملس القصير والوجه العذب الجميل تحفة معروضة على احد البسطات ، فرفعت وجهها الى التاجر بابتسامة ودودة و تسائلت وهي تعيد معاينتها:

- كم ثمنها؟

- عشر قطع نقدية.

-هذا كثير سأعطيك خمس قطع.

-قالت الفتاة ليرفض البائع محتجا:

- لا يمكنني بيعها بخمس قطع يا سيدتي، فهي لا توفي سعرها، انظري إليها هي تحفة فنية رائعة!

- ساعطيك ستة إذا.

بان الضيق على التاجر لكنه استسلم و اخذ ست قطع بعد ان تغيرت تعابير وجهه حين لمح بلاك يمر من امام بستطه رفقة عدد من الجنود في دورة تفقدية في السوق.
ابتسمت الفتاة و وهي تنظر الى قطعتها الجميلة و تراجعت خطوة الى الخلف ليصتدم ظهرها بشيء صلب. تمسكت بالمزهرية بشدة لألى تقع، ثم استدارت لترى من خلفها؛ حبست انفاسها في ذهول وهي تنظر الى اقسى نظرات رأتهما في حياتها، عينين زرقاوين باردتين كالثلج تنظر الى قلب عينيها الداكنتين، كان امامها رجل كالجبل شامخا مهيبا وخطير للغاية توجست منه و تفرقت شفتيها بهمس خافت عذب.
- أسفة
عم الصمت الجميع وتشاغلوا عن بلاك رهبة منه، ومنهم من اشفق على تلك المسكينة الذي مرر بصره صعودا متفرسا في هيئتها الانثوية الرقيقة بفستان ابيض بسيط رغم ذلك كان يبدوا عليها رائع الجمال.

كان شون يقف جانبا يراقب ما يحدث منتظرا اوامره لا بد انه سيصرخ، سيؤنب او قد يأمرهم بأخذها لسجن، لكنه دهش حين اشاح بصره عنها ولم يقل كلمة واحدة واكمل سيره تحت دهشة وذهول الجميع ،فيما تنفست الفتاة الصعداء ، كان ذلك الرجل مرعبا للغاية ، استدارت الى البائع المذهول واعطته ماله فيما تمتم:
- انت محظوظة يا انسة.
قطبت حاجبيها دون فهم ليكمل بهمس خشية ان يسمعه احد.

- ذلك الرجل يكون بلاك قائد البحرية يبدوا انه في مزاج جيد لانه لم يبدي ردة فعل تجاهك.
التفتت الفتاة دهشة الى الطريق الذي سلكه ليقع بصرها على منكبيه العريضين، وابتلعت ريقها، ذلك اذا بلاك ، اقوى رجل في مملكتهم واكثرهم قسوة على الاطلاق.

- اجلب لي كافة المعلومات عنها.
قال بلاك لشون المذهول وهما يسيران جنب الى جنب في اكمال دورتهم التفقدية.
- امرك سيدي.

كان يدرك ان قائده يخطط لشيء فليس منطقيا ان يبحث خلف فتاة !

نظر الى جانب وجه بلاك المشدود وهم يقطعون السوق فقال:
- الملك غير راض، انه يحملنا مسؤولية نهب سفينة الحوت وهو يطالبنا بمحاسبة الفاعل ، فالناس بدأت تتكلم...
صمت حين رمقه بلاك بنظرة جليدية باردة قبل ان يكمل سيره وهو يقول:

الأشرعة السوداءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن