الحلقة السادسة عشر
سبتمبر 2008 : بدا الطقس بالبرودة وعاد السواح الى وطنهم حاملين معهم الهدايا والصور التذكارية كما تعود العصافير الى اوكارها... وانا اقول في نفسي ..ننتظركم السنة القادمة.. وكلي شوق وحنين للوطن استسلمت لجميع الظروف، واجبرت نفسي على هذا الوضع متظاهراً امام زوجتي بالفرح والسرور كي لاتتاثر او تتحسس ..
بدأت رحلت العذاب اقصد العلاج مرة اخرى ويجب علي تخطي جميع الصعاب وان ابحث عن حل لجميع العواقب التي امر بها في تلك الفترة .. ويجب ان ابحث عن مدرسة للبنات .... كانت ايام البحث متعبة جدا. لم اترك مكان حتى المكتب الثقافي في القنصلية .. تبعثرت الاوراق وتاهت السفينة خائنتاً ربانها وحتى الان لم ينقشع الضباب.. وبعد البحث والذي استمرا قرابة 15 يوما وجدت اكاديمية الملك "فهد" الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة في منطقة "ايست اكتون" شكرا للمملكة السعودية حكومتاً وشعباَ على هذا الصرح في قلب العاصمة العجوز... والتي تبعد عن الشقة قرابة 40 دقيقة بالاندرجراوند وهذه المنطقة فيها جاليات سعودية ويتملكون الفلل هناك. ذهبت الى المدرسة والتقيت بالسيدة "بيان"كانت محترمة جدا وحاولت ان تساعدني وقالت يجب على البنات اجتياز اختبار اللغة الانجليزية.
تم تسليم جميع الاوراق المطلوبة والشهادات المدرسية التي ارسلها اخي "ثاني" من الامارات عن طريق البريد الإلكتروني وتم تحديد يوم للامتحان . ثم دعونا الى اليوم المفتوح قبل دخول شهر رمضان المبارك.. رجعت الى المستشفى ولدي بصيص من الامل في قبول البنات ولقد اخبرت السيدة "بيان" بإن امهم في المستشفى .
جاء اليوم المفتوح .. ولقد ذهبت ومعي ام شما والبنات في باص رقم 7 من شارع الاجول رود لان الاندرجراوند تحت الارض ويمكن ان يسبب لها نوع من الاختناقات ... لمشاهدة مدرسة البنات واخذنا في الباص قرابة ساعة وربع الساعة للوصول .. والتقت بالسيدة "بيان" ودار الحديث بينهم مما ترتب علية جو من الألفة .وبحمد الله تم قبول البنات وبشرط ان تدخل "شما" البنت الاكبر لغة انجليزية ...
هل علينا هلال شهر رمضان المبارك في 2008 وزاد الحنين للوطن في تلك الاجواء الرمضانية ...
اتصل بي صديقي "محمد المهيري" وقال سوف يأتي احد اصدقائي ويدعا "بدران السويدي" .الله يخليك خل بالك عليه... تقابلت معه في فندق الهيلتون متروبول الذي يقع في الاجول رود (شارع العرب) وقال لي عندي عملية في القلب لابني الصغير وسوف امكث قرابة شهر في لندن ثم انتقل الى شقة "الوست اند كي" وهي خلف الفندق وقمت بنقل الحقائب معه ...جلس في الشقة قرابة اسبوع ثم انتقل الى شقة احد اصدقائه وهي قريبة من الاكسفورد استريت .. كنا نتقابل في المسجد الكبير الذي بجانب الرجنت بارك في شارع البارك رود. وهو قريب من الشقة لصلاة التراويح كي نعيش الاجواء الرمضانية كنا نصلي في الساحة الخارجية للمسجد وفي بعض الاحيان يكون الجو ممطراً قمة في الخشوع في تلك الاجواء الرائعه . وبعدها نذهب الى الاجول رود (شارع العرب) مشياً على الاقدام لتناول الشوارمة اللذيذ في مطعم فتوش عند تلك العجوز اللبنانيه المبتسمة على الكاشير.. وبعدها ارجع الى البيت ... جلس معي بدران طوال شهر رمضان حتى عاد الى أرض الوطن سالماً ..لم يتبقى عن انتهاء الفيزا البريطانيه الا بضعت ايام والتجديد في لندن معقد جداً ويجب العودة الى ارض الوطن في اسرع وقت ممكن و(سلياتي) الخادمة معنا لانها تريد السفر الى بلدها . تم حجز التذاكر من مكتب طيران الاتحاد في منطقة "الهمرسمنث" بتاريخ 23 رمضان ..
عدنا الى ارض الوطن بعد توديع ام شما... وقلنا لها 4 ايام وسوف نكون عندك . وهي وحيده في لندن .. وصلنا الى ارض الوطن.. وهي المهمة التي يجب ان ننجزها خلال 4 ايام .. ولقد قام اخي "راشد" مشكوراً بعمل فيزا لخادمة البيت والتي على اسمه "عائشة" وهي كبيرة في السن ومنذو 12 سنة وهي معنا.. قمنا بتخليص الاجراءات من السفارة البريطانيه واخذ فيزا الخمس سنوات.. وهي حتى الان لم تنتهي .. وايضاً تم تخليص اجراءات الشرطة بخصوص الارض .. سلمت على كل اهلي واصدقائي وعشت 4 ايام الاجواء الرمضانية ... قالت لي والدتي لماذا لا تعيد معنا ؟ فقالت كيف يا امي هل لنا عيد.. فبكت ...... ودعت وطني واهلي وامي التي ضمتني انا والبنات وهي تبكي وتقول الله يحفظكم ويعينكم على البلاء الذي حل بكم سائلتاً الله لكم التوفيق وشفاء ام شما..
راجعاً الى لندن انا والبنات و"عائشة" التي كان في خاطرها ان تسلم على ام شما لانها كانت تحبها .
وعند دخول مطار هيثرو في لندن سالتني موظفة الجوازات البريطانية التي من اصل هندي وهي ثاني اكبر جالية في بريطانيا بعد الجالية الباكستانية . لماذا انته هنا ؟.. مرافق علاج لزوجتي .. هل هذه اول زيارة لك ؟ بعدها لم اتمالك اعصابي من هذه المهزلة والتي يمارسها الغرب للعرب لوضعهم جمع الدول العربية في سلة واحدة وهذه سلة ( الهجرة ) ...
ثم انفجرت فيها قائلاً هل تضنين انني سوف اعمل في بريطانيا في المطاعم ذو الاكلات السرعة او ساعمل بنظام "البارت تايم" 2 باوند في الساعة وماذا تضنين !! وهي تنظر الي مستغربة !! انا من دولة الامارات العربية المتحدة ولا يشرفني ان اعمل في بريطانيا مهما كان الاجر . بصراحة لا اعلم ماذا قلت ولماذا قلت هذا الكلام ثم ابتسمت وهي قائلة هون عليك هذه الأسئلة روتينية لكل مسافر ونظام الهجرة في بريطانيا يطلب هذه الأسئلة .
وعندما ابلغت احد اصحابي لاحقا بموضوع المطار فقال (احمد ربك مارجعوك) من المطار.... فلم إلقي بالاً للموضوع ... الحمد لله على قبول البنات في المدرسة وعاده الشغالة معنا بفضل الله انحلت بعض الامور.
أنت تقرأ
تبعثرت الاوراق في لندن
Romanceرواية كتبها بل عاش تفاصيلها عائلة اماراتية احداثها حقيقية القصـہُ تجر خلفهـآ ، أحدآث مؤلمہُ ، صدمـآت كثيره ، معـآناه طويلہُ ، حڪم متعدده ، شخصيـآت حقيقيہُ ، موآقف حصلت لڪثير من الاشخـآص الموجودون في نفس المجتمع ،