عندما ازف الرحيل الى مدينة الاسكندرية لدراسة البكالوريس وهي منحه دراسية من مقر عملي بتاريخ 2 فبراير /2002 على طيران الخليج من ابوظبي .كانت الرحلة الساعة 12 ظهراً وانا في المطار من الساعة العاشرة صباحا بعد ماودعت زوجتي وبناتي شما وميرة وكانت آمنة في بطن اهما انذاك .. بصراحة كان الوداع صعب.. وبعد دخولي صالة المسافرين قال موظف الطيران بان الطائرة تأخرت لعطل فني وسوف تقلع في تمام الساعة 4 مساءً ... بعد ذلك الوداع المؤلم اضطريت للرجوع الى المنزل.. وعند دخولي فرحن بناتي بلقائي فقالت زوجتي ما الذي أتى بك فقلت تأخرت الطائرة فقالت سوف تذيقنا مرارة الوداع مرة اخرى وبالفعل ذقنا مرارة الوداع ...ذهبت الى المطار قبل الوقت المحدد لطائرة وبعدها اكتشفت بان الطائرة تاخرت الى الساعة 1 بعد منتصف الليل.. فطررت الى الرجوع الى المنزل مرة اخرى مما جعلها تبكي عندما راتني وكان نفس الفلم (معود على الصدمات قلبي) كان الوداع صعب جدا..اقلعت الطائرة في تمام الساعة 1 بعد منتصف الليل متجهه الى مدينة الاسكندرية وصلنا قرابة الساعة 4 فجراً وبعد الانتها من اجراءات المطار خرجت الى الساحة الخارجية للمطار فجراً بذلك الجنز والقميص الازرق الفاتح . كان الجو باردا جدا في شهر فبراير والهدوء يملى المكان وانا اقول في نفس في ذلك الشتاء القارص "موادع ديرتي موادع اهلي موادع كل شي" .. وكيف ساعيش 4 سنوات في الغربة ... كان ينتظرني احد اصدقائي يدعى "خالد" وعندما تاخرت الطائرة ذهب عني !!!! وكان في انتظاري ايضا الربان "وحيد" والذي تعرفت عليه اثناء دورة في العلوم البحرية عام 1998 ومدتها 6 اشهر، وهو الذي أتى بالقبول الجامعي لي. وعندما وجدته فرحت في ذلك البرد القارص وقال لي" إيه يبني تفتكر نفسك في الامارات جاي بقميص نص كوم في دا البرد". لن انسى فضله ووقوفه معي في تلك اللحظة. ثم ذهبنا الى فندق الشيراتون المنتزة، في تمام الساعة الخامسة صباحاً. وكان الفندق ممتلئ لوجود مؤتمر طبي في أمراض القلب في تلك الفترة. وبعد المحاولات والضغوطات من قبله "لأنه ضابط" تم الموافقة بمبيتي ليوم واحد فقط على أن أخلي الغرفة في اليوم التالي. وبعد دخول الغرفة قال لي سوف أمرعليك الساعة الثامنة صباحاَ لنذهب إلى الاكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وسوف أجدد لك الغرفة ل5 أيام. وبالفعل في اليوم التالي أتى بخطاب من الاكاديمية للفندق بأني ضيف عندهم، والفندق لا يريد قطع علاقاتة مع الاكاديمية لكثرة الزوار، وهذه قصة ......موادع......جلست 15 يوم وحيداً في الاسكندرية، فكرت بالرجوع الى الامارات واحضار سيارة صغيرة كي يتسنى لي التنقل في مصر بأريحيه ويسر.قصة السيارة في مصر!بعد تجهيز السيارة بالعفش وبعض الحاجيات التي كانت غير موجودة في 2002 مثل حليب ابو قوس والرز البسمتي..... انطلقت بعد صلاة الفجر بسيارة الفلكسويجن بولو صغيرة الحجم مع محمد الأخ الأوسط لأم شما، كي يتناوب معي قيادة السيارة. كانت نقطة الانطلاق ابوظبي والنقطة المقصودة الاسكندرية والمسافة تقريباً 3000 كم، وسوف يكون السفر شاق ومتعب. حتى وصلنا الى الحدود الاماراتية السعودية والحمد لله كانت معاملتهم راقية ولم يجبروني بانزال العفش لانه لو انزلوة لن استطيع ترتيبة مره أخرى.توجهنا بعد ذلك الى جده وهو الطريق الذي أوصى به أحد أصدقائي من اسكندرية، فكان طريق سهل والحمد لله. وصلنا قرابة الساعة 12 ليلاً الى مدينة جدة. دخلت الى مكتب الشحن في جدة لشحن السيارة بالباخرة الى مصر. وكانت المفاجأة بان الشحن من جدة الى مصر 4 أيام سفر في البحر الاحمر، ويجب ان أكون يوم الاحد في الجامعة، ما هو الحل ؟! فقال موظف مكتب الشحن، وكان مصري الجنسية، الحل بأن تذهب إلى "ضبا" والمسافة 900 كم، والطريق موحش بالليل ولا انصح بهذا الحل. 900 كيلو الى "ضبا" نظرت الى محمد نظرة استعطاف، حيث لم ننم منذو 17 ساعة. لا بديل عن هذا الحل توكلنا على الله.وصاحب المكتب ينظر الينا وهو يقول " السكة وحشة" ربنا معاكم. انطلقنا بتلك السيارة الصغيرة، وهي محملة على الأخر. وعندما غادرنا مشارف جدة كانت الساعة 1:30 ليلا، وكلما بعدنا زاد الطريق وحشة، وصبح الطريق شارع واحد فقط. ما هذا الطريق المظلم. أوصانا المصري بأن لا ندع أي محطة وقود إلا تفول فيها. وبعد مرور ما يقارب 300 كم في ذلك الطريق الموحش أوشك البنزين على النفاذ، وانا ومحمد في هدوء تام من التعب . والحد لله وجدنا محطة وقود مغلقة. فنزلت فيها انظر يميناَ ويساراً، حتى وجدت غرفة مغلقة فطرقت الباب فخرج لي هندي قائلاً ماذا تريد فقلت وقود. كان الوقت قارب على أذان الفجر. تقريبا 24 ساعة من غير نوم. وصلنا الطريق بعد صلاة الفجر حتى مينا "ضبا" فختمنا الجوازات ودخلنا ميناء "ضبا" في الساعة 9 صباحاً.كان موعد إنطلاق الباخرة "باخرة السلام" والتي غرقت مؤخراً الساعة 11 صباحاً. ولظروف الحجاج تم تأخيرها الى الساعة 12 ليلا، وللاسف لا يوجد مطعم في المينا . ولولا "البثيثة" التى ارسلتها والدتي معي .. وهي أكلة اماراتية من العجوة وطحين البر.. كانت تستخدم في السابق للسفر الطويل. خذنا قيلولة بين النائم والصاحي، بصراحة كانت الرحلة متعبة بمعنى الكلمة. دخلنا الى الباخرة في تمام الساعة 10 ليلا، كان بحوزتنا تذاكر vip غرف خاصة لشخصين مع تذاكر السيارة ايضاً، أخذناها من ذلك الشاب المصري، وعندما دخلنا الباخرة أخذنا إلى غرفة فيها 4 أشخاص، فقلنا لهم تذاكرنا vip. فقال العامل إذا تدفع 160 جنيه سوف انقلكم الى غرفة مستقلة. بصراحة نصب في نصب، غضب محمد وقال لا تدفع لهم شئ، ومن التعب والبهدلة دفعت المبلغ. واتوقع هذا سبب غرق الباخرة مؤخراً، لأن الأمانة ضيعت. دخلت الغرفة في حدود الساعة 11 ليلاً وموعد وصول الباخرة الى ميناء "سفاجا" في مصر حدود الساعة 7 صباحاً. أذكر اني لم أنم في حياتي بهذه الطريقة حتى خيوط الفجر ، فضل محمد صاحياً ولم ينم إلا سويعات قليلة بسبب الموج العالي ، ولحسن الحظ كانت لنا توصية من ميناء "سفاجا" من قبل أحد القباطنة البحريين في الاسكندرية، وله صديق هناك كان نائب مدير الميناء. كان في قمة التواضع والاخلاق. أخذنا من الباخرة .. وكان ممنوع الخروج من الباخرة حتى يتم ختم الجوازات. ذهبنا الى مكتبة مع تقديم وجبة الافطار لنا. وقام النائب بتخليص جميع اجراءات الجمرك .. خرجنا من الميناء "سفاجا" في تمام الساعة 11 صباحاً... بارك الله في ذلك القبطان على ما قدمة لنا. وفي طريقنا مررنا بالقرب من عدت مناطق الغردقة ..السويس... القاهرة... حتى وصلنا الى الاسكندرية في تمام الساعة 6 مساءً. وسوف اوصي أبنائي وأبناء ابنائي بعدم الذهاب أو السفر بالسيارة.وبعد ذلك أرجعت السيارة إلى الامارات عن طريق مكتب شحن. واشتريت سيارة ملاكي الاسكندرية، وهي الوسيلة الأفضل في مصر.نعود الى لندن هذا البلد الجميل.
أنت تقرأ
تبعثرت الاوراق في لندن
Romantizmرواية كتبها بل عاش تفاصيلها عائلة اماراتية احداثها حقيقية القصـہُ تجر خلفهـآ ، أحدآث مؤلمہُ ، صدمـآت كثيره ، معـآناه طويلہُ ، حڪم متعدده ، شخصيـآت حقيقيہُ ، موآقف حصلت لڪثير من الاشخـآص الموجودون في نفس المجتمع ،