الحلقة الحادية والعشرون

438 6 0
                                    

اصبح الوضع صعباً لي بالذهاب يوماً الى مدرسة البنات تقريبا 40 دقيقة رايح و 40 دقيقة راجع.. مرتان في اليوم غير المشي الى الاكاديمية . ويجب علي البحث عن طريقة اخرى تسهل هذه المهمة ... صليت صلاة الاستخارة اكثر من مرة في موضوعين.. الاول ان اشتري سيارة. والثاني ان استأجر فيلا في منطقة "ايست اكتون" القريبة من اكاديمية الملك فهد . كي اسهل علي وعلى البنات مشوار الطريق يومياً. فقررت ان ابحث عن فيلا للإيجار.. وبالفعل بعد ان اوصلت بناتي الى الاكاديمية . قمت بالبحث في نفس المنطقة عن فيلا للإيجار... في البداية وجدت شقة بالقرب من الاكاديمية ولكن ليس بذلك المستوى.. وانا انصح كل زوار لندن بعدم استئجار شقة الا بعد المعاينة... لان اغلب الشقق قديمة ويوجد فيها فاران.... اصبح البحث من اكبر همومي في تلك الفترة لم اترك شارع في منطقة "ايست اكتون" الا بحث فيه . ذهبت الى مكتب لتأجير الشقق والبيوت في نفس المنطقة مكتب "جارجيل" مقابل محل "هوم بيس" للأثاث... وفيه شاب يدعا "اندري" من البرتغال . كان ذلك الشاب وسيماً ويبحث معي بسيارته الخاصة عن فيلا للإيجار... وذات مرة ادخلني في فيلا يملكها رجل من السعودية متزوج من انجليزية .... استمرت المشاورات بيني وبينه لمدة 3 ايام في السعر و المده . فقال لي يجب ان تخلي الفيلا من شهر 6 الى 9 لأني كل سنة اكون في لندن هذه الفترة ... لم نتفق ... مما زاد الطين بله....
ذات مرة من المرات كنت ابحث في "ايست اكتون" يوم السبت وقت العصيره حتى اظلم علي الليل وانا ابحث عن مأوى ..... كانت اوراق الشجر تمشي معي في تلك الفترة ليلة خريف باردة .. وصوت الرياح والبرد يزيد من يأسي.. اظلم علي الليل واصبحت وحيدا في تلك الشوارع .حتى زادت شجوني . وجلست ادندن باغنية عمرها اكثر من 20 سنة لأني منذو تلك الفترة لم يدخل شريط في مسجل سيارتي ...(غريب . امشي ودربي حزان انا امشي) لعبدالكريم عبدالقاد ..
(جئت لا أعلم من أين ولكني أتيت ولقد أبصرتُ قدامي طريقاً فمشيت وسأبقى ماشياً إن شئتُ هذا أم أبكيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟ لست أدري
وطريقي ما طريقي؟ أطويلٌ أم قصير؟هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور؟ أأنا السائر في الدرب؟ أم الدرب يسير؟ أم كلانا واقف والدهر يجري؟ لست أدري
أجديدٌ أم قديمٌ أنا في هذا الوجودْ؟ هل أنا حرٌّ طليقٌ أم أسيرٌ في قيودْ؟
هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقودْ؟ أتمنى أنني أدري ولكن لست أدري
ليت شعري وأنا في عالَم الغيب الأمينْ أتراني كنت أدري أنني فيه دفينْ؟
وبأني سوف أبدو وبأني سأكون؟ أم تراني كنت لا أدركُ شيئاً؟ لست أدري)

استمرى البحث حتى وجدت بعض الفلل 4 غرف ولكن للأسف بحمام واحد (اكرمكم الله) وهذا هو المرض الانجليزي . سوف ترى المباني الكبيرة ولكن يوجد فيها هذا المرض . وبعد البحث المكثف وجدت فيلا يملكها رجل فلسطيني في الخمسينيات من العمر . كان يعمل في السفارة القطرية سابقاً. ويوجد لدية فلتان واحدة يسكنها والثانية للإيجار . وبحمد الله تم الاتفاق معه عن طريق مكتب "جارجيل" وتوقيع العقد.... والذي يبدا بتاريخ 1 نوفمبر وتم دفع مبلغ 500 باوند عربون .
دعتنا الممرضة "سيربل" وهي تركية مسلمة متزوجة من برتغالي مسيحي.. دعتنا لحضور حفلة مولودها "مات" وبالفعل ذهبنا اليها بتاريخ 11 اكتوبر..عن طريق باص رقم 113 من Dorset Square مقابل الشقة حتى وصلنا ... تقريبا خذنا 30 دقيقة الى هناك ... كانت المترجمة المصرية وبناتها موجودات في الحفلة وطلبت مني ان ااذن في اذنه واقيم الصلاة في الاذن الاخرى .. جلسنا قرابة 4 ساعات معها
ثم رجعنا الى الشقة. (ويوجد موقف لهذه الزيارة وسوف اتحدث عنه في الحلقة القادمة)
دخلت ام شما المستشفى بتاريخ 13 اكتوبر وفي تاريخ 14 اعطيت جرعة كيماوي لمدة يوم كامل !!! يالها من جرعة لانها كانت تاخذ جرعات لمدة ساعة فقط في اليوم !!! والان يوم كامل .. وبتاريخ 15 تمت زراعة النخاع بحمد الله . ويجب عليها الصمود لمدة 15 يوم حتى ترتفع المناعة .. كان ذلك السم قوي جدا حتى جردها من جميع قواها . وهي تتالم من بطنها ولا تقدر على الاكل.. لانه لا توجد مناعة .. مما ترتب علية الآم في الفم .... توجد في الفم بكتيريا وعندما تقل المناعة تموت هذه البكتريا مما يترتب علية التهاب الفم .( سبحان بديع السموات والارض) واصبحت لاتقدر على الاكل ولا الكلام وترى دموعها من شدة الالم في بعض الاحيان .وتم توصل الاكل لها عن طريق الوريد ...
كانت تقول لي لاتحضر البنات كي لايرني بهذه الحالة !!!
يوم عن يوم ننتظر بفارغ الصبر ارتفاع المناعة . ننتظر الفرج من عند الله سبحانه. اصبحا حالها يرثى له من كثرة المعاناه .
في تاريخ 27 اكتوبر. وانا خارج من عندها كانت تنظر الي وهي مبتسمة.. استغربت من هذا المنظر....!!!
وفي المساء اثلجت لندن علينا . نزل (سنو) اول مرة في حياتي ارى الثلج على الطبية كم انتي جميلة يا لندن ..

وفي صباح 28 اكتوبر التقت بعض الصور للثلج.. وذهبت اليها بعد ان رجعت من اكاديمية البنات .. جلست معها حتى الظهيرة وانا خارج تبسمت مرة اخرى . عندها توقفت مستغرباً .. فسالتها مابكي؟؟؟؟ وهيه لاتستطيع الكلام . اكتفت بهز راسها !!!
لاشي !!!!
كانت تلك الحركات كالطلاسم لم استطع ترجمتها مما زاد من حيرتي في تلك الايام .
وفي يوم 29 اكتوبر. كل العادة ذهبت في الصباح ووجدتها نائمة والغرفة مظلمة ولم ايقضها .. ثم رجعت انا والكابتن "بوعلي" وقت المساء وجلسنا معها وهي تشاهدنا ولكن لاتقدر على الكلام . خرجنا قرابة الساعة السادسة مساءً وعندما نظرت اليها اثناء خروجي انزلت راسها !! كنت مستغرب من هذه الحركات يومان كانت تضحك واليوم انزلت راسها لم استطع فك الشفرة !!!
لم انم في تلك الليلة من الارق.. وانا اسمع اخي "خميس" و "بوعلي" يتحدثون حتى الفجر..
وفي يوم 30 اكتوبر. كل العادة . اوصلت البنات الى اكاديمية الملك فهد . وانا امشي عائداً الى المستشفى لم يتبقى لي الا 10 خطوات من محطة "ايست اكتون" رن الهاتف . ام شما متصلة !! قلت في نفسي غريبة امس كانت لاتقدر على الكلام واليوم متصلة !! رديت على الهاتف بكلمت (هلا) إلا بذلك الصوت الغريب ! فقلت نعم من معي قالت انا الدكتورة (لا اذكر اسمها) من دولة الكويت وعندي زمالة في مستشفى "لندن كلينك" فقلت تفضلي اختي ماذا تريدين ؟ قالت ممكن ان تاتي الى المستشفى الان ؟ قلت خير . قالت خير . فقلت هل حل شي بام شما ؟ قالت لا ولكن محتاجين حضورك الان . فقلت ان شاء الله .
ماهذا الاتصال الغريب !!! وهذا رابع اتصال من المستشفى... هل ادخلوها في العناية المركزة ؟ ام ماذا ؟؟ انطلق القطار من محطة ايست اكتون وانا في حيرة واحساس غريب . زاد علي التفكير فقررت ان اذهب الى الشقة واصلي الضحى وانا من المحافظين على هذه الصلاة . وبعدها اذهب الى المستشفى متوضي تجنبا لاي خبر لانة الاتصال الرابع . صليت ثم توجهت الى المستشفى دخلت بوابة "لندن كلينك"

تبعثرت الاوراق في لندن حيث تعيش القصص. اكتشف الآن