-1-

710 39 12
                                    

في يوم من ايام رمضان , لسنة احدىوتسعين وتسعمئة والف, سارت حافلة ركاب من بغداد الى الموصل ,تقل اربعين راكبا من مختلف الاعمار والاشكل والمشارب والصفات , وكان اسامةقد اخذ مكانه في الحافلة ,بخفة يستوجبها الزحام المعهود,في ازمات النقل,قبل ان تاتي شابة,فتستأذنه الجلوس بالمعقد الملاصق لمقعده , فأذن لها, وسارت الحافلة تطوي الطريق, وكل من فيها مشغول بخواطره واحلامه وآماله , وينشد سرعة الوصول وسلامته.

وعندما حان وقت الظهر , توقفت الحافلة قليلا, فانسل اسامة منها , واقام الصلاة وسرعان ما التحق به بعض الركاب ثم عاد الى مكانه , في حين دخل البعض منهم المطعم , وعينا الشابة ترقبه, عن كثب, وعندما استوى في مكانه, اخرجت الفتاة بعض الطعام من حقيبتها , وقدمته لرفيق الطريق, مجاملة منها , واكراما لجميل صنعه معها . فاعتذر اسامة بلباقة وحكمة بقوله : اني صائم , دون ان يشعرها بتقصيرها , لوجود رخصة الافطار للمسافرين في رمضان , فستغربت صيامه , وهو شاب يطفح بالحيوية والنشاط وضيء الوجه,مفتول العضل , يبدو عليه اليسر والبشر والامل, حلو الحديث,دمث الخلق, يعرف ما يريد , يثير الانتباه ويشد الناضرين مرآه, ويملي احترامه بلا استعلاء.

غلب فضول الفتاة حياءها , وارادت ان تعرف سر هذا الشاب الرائع النضر والصائم التقي ,في الوقت ذاته. ففي نظرها انه قد جمع المتناقضات , أهو لغز عز عليها تفسيره,
وهي تعلم ان كل من في بيتها لا يصوم الا جدتها العجوز التي ودعت شبابها وقربت ايامها فهي تستعد للقاء ربها , بعد ان نفضت يداها من دنياها فاهملتها الحياة ببهرجها وزينتها, فالتجات الى العبادة ,طلبا للمغفرة ورحمة ربها.

فأن تصوم الجدة العجوز فذالك امر مقبول ومفهوم ,اما ان يصوم هذا الشاب , والحياة الحلوة وزينتها تسعى بين يديه والامال العراض مرسومة في وجنتيه! فذاك مداعاة للسؤال , ومثير للفضول ومن في سنه يهيم في الملاعب او ينصب شراكه لاصطياد كل فتاة سهلة المنال.

فاستجمعت شجاعتها لاقتحام الصمت المهيب الجالس بجانبها , وقد زادها حيرة, انها مشغولة به فكرا ونظرات وحركات.
وهو هادئ في سمته , بما تمليه عليه مروءة الفرسان من الرجال,الذين يغضون طرفهم ويحترمون جليسهم.

هنا نفذ صبرها, ولم تستطيع كتمان افكارها وتساؤلاتها , فتوجهت اليه على استحياء ووجل قائلة : الاخ طالب؟! فقال لها : في كلية الطب .. الصف الخامس


يتبع،،،،،،

هذه القصة قصة حقيقية ، قراتها واعجبتني ، برغم قصرها الا انها قصة مؤثرة ، ساعمل على نشر قصص مماثلة ، وفيها ومع استمتاعكم بها كرواية قصية وممتعة ، مايشغل بال كل فتاة ، تبحث عن سر الوجود وعن ارادة الرحمن ، سانتهي في فترة قصيرة قط ، وهي منقولة غير مولفة من قبلي ، الا اني اردت بها الخير لكل من احب ، واليست الهداية اعظم هدية تحب اهدائها لاي حبيب 😍😍✋🏼

(رحلة النور)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن