-٦-

174 17 0
                                    

ذهبت الى لندن عام 1990 مع ابي وامي واخواتي الثلاث وهن شابات في ريعان الشباب ونزلنا في شقة صغيرة في احدى العمارات وكنا نغدو ونروح ,وحجاب اخواتي وامي متميز وملفت للنظر,وقد غطى اجسادهن الطاهرة عدا الوجه والكفين,وفي احدى الامسيات طرقت باب الشقة امرأة انكليزية, ففتحنا لها الباب,فأستأذنت بالدخول ,فاستقبلتها امي ,وقدمت لهل اخواتي الثلاث فامتلأت عينا المرأة الانكليزية بالدموع!ولما سألتها امي عن السبب,وهل باستطاعتها تقديم اي نوع من المساعدة للتخفيف عنها ,شكرت المرأة الانكليزية امي, وقالت لها من انتم؟
وما دينكم؟
ومن اوصاكم بهذا اللباس الغريب؟
فاجابتها امي....بأنهن مسلمات وان الله سبحانه وتعالى اوصاهن بستر أجسادهن عبر رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وهي الاسلام.
قالت المرلة والدموع تترقرق في عينيها...(والله ما خرجت يوما بملابسي القصيرة هذه الا وشعرت بالذنب وتانيب الضمير وتملكني احساس ان في نقصا هو سر قلقي وان ظمأ روحيا يغمرني لا اعرف سره,حتى رايتكن فادركت خطئي وسر عذابي ,وعرفت ان هناك حياة وسلوكا اكثر طهرا وعفة, وسعادة كنت ابحث عنها فلا اجدها , ثم اردفت تسال امي السؤال الذي سالتنيه قبل قليل .كيف اكون مسلمة؟

فعلمتها امي كلمة الشهادة واركان الايمان واحتفلنا باسلامها في ذلك اليوم ,واهدتها امي ثوبا كاسيا من اثواب اخواتي وربطة رأس وابدلنا اسمها من (جولي) الى (هدى) بفرح غامر ارتسمت ملامحه على محياها يشبه فرحة الام التي ضاع منها ابنها فالتقت به على حين غرة.
ارايت يا اختاه كيف كانت عزة المسلمة وثيابها اعلانا عن انتمائها للاسلام وقدوة لغيرها ودعوة للايمان دون كلام؟
يااختاه...
ان في هذه الحادثة عبرا وعظات فالقلة المؤمنة في مجتمع الكثرة الضالة ظاهرة ليست جديدة,فالشبان المسلمون الذين حكى القرآن الكريم قصتهم بضعة فتيان والمدينة كلها كافرة ,فقال عنهم:
(نحن نقص عليك نبأهم بالحق ,انهم فتية امنوا بربهم وزدناهم هدى)
فمسالة القلة والكثرة ظاهرة عالجها القران الكريم.
وعضد موقف الفئة المؤمنة ,اذا كانت قليلة في مجتمع الكثرة الضالة..فقال سبحانه وتعالى:
(...بل جاءهم بالحق واكثرهم للحق كارهون)

(رحلة النور)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن