-٣-

235 21 7
                                    

3)

.لا اكتمك الحقيقة ,فاني لم ار متدينا بمواصفاتك ولم ار الدين الا في عجوز لم تعد لها القدرة لاغتنام فرص الحياة.او شيخ هرم يتكاسل من حلق ذقنه ,لم يعد قادرا على التعامل مع مباهج الحياة فزهد فيها مكرها غير مختار.أما انت فنموذج جديد للاسلام غير الذي عرفناه والفناه,ويسعدني ان يكون الاسلام كما حدثتني عنه,دين رحمة وعدل ونظافة وجمال ,ونظام وعمل تصلح به الحياة ,واتمنى ان اكون مسلمة مثلك اخذ حصتي من الحياة ولا اغضب ربي ,ولكن,كيف استطيع التغلب على مصاعب الانتقال من حالتي هذه ,الى رحاب الاسلام الذي يرضاه الله سبحانه وتعالى .؟
وهل استطيع ان اكون مسلمة مثلك رغم الحياة الجامعية التي انا فيها ؟سمع اسامة مقالتها واراد ان يسهل عليها مهمة الانتقال من الجاهلية الى الاسلام .اذ الجاهلية تعني البعد عن الاسلام بغض النظر عن الذكاء ومستوى المعيشة والشهادات العلمية .
فبادرها بقوله: يااختاه .. اني سائلك بعض ارسئلة ,فاجيبيني بصراحة,ودون حرج ولا تقولي الا ما تؤمنين به بلا مجاملة لي ,فاشارت براسها ,وقالت :ان شاءالله...

قال اسامة ..لو اردت ان تشتري لك ربطة (غطاء الرأس) فاين تذهبين؟...فاجابت :الى بائع القماش في السوق ..فقال :لو ارت خياطة ثوبك؟فقالت:اذهب الى الخياطة حتما.
قال واذا اشتكت امك من مرض لاسمح الله..
فقالت :آخذها الى الطبيب...
لاحظ اسامة تضايقها من بساطة الاسئلة التي تكاد تكون بديهية ,فعجل لها بالكلام بقوله:
اذن لكل حاجة بائع مختص بها ,ضليع بمعرفة انواعها الرديء منها والجيد ,الغالي والرخيص كما ان لكل حاجة نقتنيها غاية تؤديها ولكل علم :رجاله المختصون به.
فهزت رأسها مسرعة لتدعه يسترسل في الكلام لتفهم مراده ,قال اسامة:لماذا خلق الله سبحانه وتعالى الشمس والقمر ؟...قالت الشمس للدفء والضوء والحياة والقمر للنور ولحساب الزمن,
قال :انت معي...
اذن ,لكل شي في الحياة غاية,
قالت نور:بكل تاكيد ولو اني لم اسال نفسي عن تلك الغايات,
فقال لها:فما الغاية من خلق الانسان؟
أيعقل ,ان الله سبحانه وتعالى خلق الانسان بلا هدف ؟ ورأى حيرتها وتلجلجها وهي تحاول لم شتات الفكر لتجيبه فقال محولا انتشالها من الحرج , ساحمل عنك عناء الاجابة ....
الله سبحانه وتعالى خلق الحياة لاختبار الانسان وامتحنه بين الطاعة و المعصية ,اي ليختار الانسان طريقة في الحياة ,بملء ارادته فقال سبحانه:
(تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير,الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم احسن عملا وهو العزيز الغفور)

وخلقنا سبحانه لنعبده عبادة الفطرة مع عبادة الطاعة .فقال سبحانه وتعالى: (وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)
لم تستطع نور اصطبارا على ما لاتفهم من مصطلحات اسامة التي لم تسمعها من قبل ,فقالت:
ارجوك ,تمهل قليلا فكلامك جديد علي فهلا شرحت لي ماهي عبادة الفطرة؟وما هي عبادة الطاعة؟..
سكت اسامة برهة,وقد ادرك انه تعجل بالاجابة ونسي نفسه ,لانه كثيرا ما يكرر هذه المفردات أمام الطلبة أثناء القاه محاضراته عليهم في المسجد الكلية.

ثم اعتذر بابتسامة فاترة معبرة عن تقصيره,وقال:اما عبادة الفطرة فهي تسبيح كل ذرة في الكون لله سبحانه وتعالى فوجودها يدل على خالقها وفي كل لحظة من حياتها تنبيه واشارة الى خالقها سبحانه وتعالى.
واما عبادة الطاعة:
فهي العبادات التي فرضها الله سبحانه وتعالى على الناس كافة,وجاء ذكرها في القران الكريم ,مثل الصلاة والصيام والحج والزكاة.....
فهزت راسها وانبسطت اساريروجهها .فعلم اسامة انها استوعبت كلامه,فاستانف حديثه بقوله:
عرفنا الغاية من وجود الانسان رجلا كان ام امراة...
بقي ان نعرف ما يصلح لهذا الانسان من افكار وتصرفات وملابس ونشاطات .قلنا ... اذا اردنا الخياطة ,ذهبنا الى الخياط,واذا اردنا العلاج ذهبنا الى الطبيب ,فمن يدلنا اليوم عن نظام حياة الانسان وحدوده وافكاره وملابسه وطعامه وشرلبه وكسبه؟
ان اصدق من يدلنا , هو خالق الانسان سبحانه .لان مصمم ماكنة الاحتراق الداخلي للسيارة هو اعلم الناس بها,وهو المسؤول عن خصائصها واشتغالها ,كذلك خالق النفس الانسانية هو اعلم بها.
اسمعيه يقول: (الايعلم من خلق وهو اللطيف الخبير)

(رحلة النور)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن