شآم في عيون مجد

34 1 0
                                    

كانت شآم لاتزال في صدمتها مما حدث وتغافلها ذاكرتها كلما حاولت النسيان لتعيد تمثيل الموقف في مخيلتها , تذكرت كيف كانت أقرب ما يكون المرء لقلب شخصٍ وصوت سرعة نبضاته تسمعها إلى الآن, سألت نفسها: أيعقل؟؟؟ كيف حصل كل هذا في يومين عرفته عن طريق الغلط وأوصلني وقضى يومه برفقتي واليوم يحدث هذا, أي قدر هذا؟؟ ثم سمعت أنه على وشك الانصراف كانت لاتزال هناك نصف ساعة على دوام الجامعة شعرت بقلق من الذهاب كي لا يتكرر معها ما حدث في الليلة الماضية ,أوصت أم وسيم مجد بالأعتناء بشآم في مثل هذه المواقف , لم يروق شآم ما سمعته من والدتها , بدأت تتذمر : حسناً ولمَ علي أن أتحمل هذا السخيف في تلك المواقف لن أقبل بهذا , لم تشعر شآم أبداً بأي شيئ تجاه مجد في هذه الأثناء كانت فقط ترى الصدفة التي صنعت كل تلك الأمور معهما غريبة جداً,بينما هو كان غارقاً في الرسم كآنت ريشته ترسم لوحدها حينما أنتهى ظهرت هي في اللوحة ,كأنها كانت تجلس أمامه وهو يرسمها , لم يصدق كيف بدت مطابقة تماماً لشآم , علم بعدها أنه وقع متيماً في الحب , بدأ بكتابة بضع سطورٍ لما يجول في قلبه وخاطره ..." إن العاشقَ يصبحُ مجنوناً حين يُتَيَمُ قَلبَهُ بأحدهم فكيف الحآل إن كانت المتيمُ بهآ هي شآم ,ذاتِ العينانِ الفاتنتان وطنٌ أنتِ يآ شآم, ملجأ الأيتامَ مكانُ من لا وطن له , والآن أصبح وطني حُبكِ أيا شآم" أغلق مدونته اليومية ووضعها في حقيبته ثم علق لوحته الجديدة في غرفة نومه أعلى رأسه على حائط السرير,وابتسم قائلاً:لقد أنار لي وجهك غرفتي التواضعة شآمي الصغيرة ,,ذهب إلى الجامعة كانت تقرأ كتاباً في الصيدلة, جلس وأخذ يتأملها دون أن يلفت إنتباهها ,كانت مندمجة مع ذاك الكتاب بشكل لا يوصف , كأنه صديقها لأول مرة في حياته يرى مجد أحداً يستمتع بقراءته لأحد كتب الجامعة , أنتابه الفضول واقترب فسألها: أهلاً كيف الحال ؟؟ هل لي بمعرفة ما هو هذا الكتاب المثير الذي تقرأينه ؟؟

*إنه كتاب عن العناصر وتركيباتها المختلفة , تجاذبها وتنافرها , حامضيتها وقلويتها, شدة وضعف تفاعلها فيما بينها ,كتابٌ أكثر من رائع .

_ما هذا يا فتاة أنتِ تحادثينني بشكلٍ جميل على غير عادتكِ

*لأنك ولأول مرة تسأل سؤالاً نافعاً

_إنه عشقُ الكيمياء إذاً ,أتعلمين ؟ أنكما متشابهتان جداً

*من؟؟

_أنتي والكيمياء

*كيف تعني ؟؟

_إنك تمثلين جزأي العناصر , شديدة التفاعل فقلبك حين يلامس قلباً يائساً من الحياة تتفاعلين مع نبضاته لتعيدي إليه حب الحياة والتمسك بها, وضعيفة التفاعل فمن الصعب على أحدهم أن يدخل الجنة المخبأة في أحشاءك , عليي الذهاب الآن إلى المحاضرة أراك لاحقاً.

*ليعطيني الله الصبر على ما بلاني

_هل أنا ذاك الأبتلاء؟

إلى مابعد النُزوححيث تعيش القصص. اكتشف الآن