يعود مجد ليلتحق مجدداً بالبقية في غرفة وسيم ويسأل نفسه ماذا سيحدث يا ترى ؟ ثم تبدأ أم وسيم بالكلام: اليوم أجتمعنا هنا لأمر مهم وقد تكون هذه الطريقة التي سنعرض بها الموضوع غريبة ومجنونة نوعاً ما , لكنني أود أن يتحقق لأبني ما يريد فهو بالنهاية يطلب ما حلله الله لنا ولا يريد الخروج مما أقتضى الشرع عليه ولن أجد فتاة محترمة وذاتَ قلبٍ طيب بسهولة , ترتسم البسمة ع وجه وسيم ليحاول النهوض بصعوبة تساعده شآم ثم ينظر الجميع له كآن يفتح قميصه فصرخ والده:ماذا تفعل يا عديم التربية أمام الناس؟؟ ابتسم وسيم ابتسامة شقية ثم تابع فأخرج طوقاً كان يحمله على رقبته ليفك القفل , نظر إليه مجد فدقق إلى أن فهم ما سر هذا الطوق فراقته الفكرة , طلب وسيم من مجد أن يساعده على الوقوف , فعارضت بلسم فجأة :لا يا سيدي لا تفعل هذا لازال جرحك طرياً .
وسيم: لا تخافي علي , ثم إنه سيروقني أن أتعب بين أيدي حنونة تهتم بي , لم يفهم أحد قصده لكن مجد ضحك وغمزه كانت شآم تراقبهما باستغراب
نهض وسيم ثم قال : لا تكملي يا أمي , أود أن أفعل هذا كما ينبغي
أم وسيم :حسناً يا بني إذهب إلى عمك بسآم
أبو وسيم:ليحميك الله يا ولدي
فيتجه إلى أبو بلسم بمساعدة مجد ويبتسم :أنا أتشرف يا عم بسام أن أطلب يد مصونتكم وإن كان المكان غير لائق لكنني أتمنى أن لا تردني خائباً فمن الشرف لي أن تكون أبنتكم شريكتي وأميرةَ منزلي
_لقد حدثتنا السيدة والدتك عن رغبتك هذه , في البداية لم أوافق على المجيء إليك هنا لكن عندما تحدثت والدتك عن إصرارها في إسعادك لم أستطع أن أردها ومن ناحيةٍ أخرى أنت شابٌ خلوق ذو سيرة عطرة ومن عائلة كريمة , فأنا لا مانع لدي يا بني
*حقاً, أتعني أن بإمكاني أن أتزوج بلسم؟؟؟
_ أجل ! لنسألها هي
*بالتأكيد
يلتفت وسيم ويراها قد أخفضت رأسها إلى الأرض وكانت ترتعش بدا جيداً عليها ذاك التوتر والخجل الشديد , لن تتفوه بحرفٍ واحد , فيزاد افتتانه بها , ثم يسير ناحيتها يحاول مجد مساعدته لكنه يشير له بتركه , كان يمشي خطواتٍ بطيئة وثقيلة, يتصبب عرقاً وكان الألم يفضحه رغم محاولته لإخفائه ,فيهمس لها بكلماته بصوتٍ هادئ: بلسم ! أنا شاب عاش قصة حب مع فتاةٍ من قبل كنت أنوي الزواج بها وحاولت مع والداي لكنهما رفضا فخطر على بالي أن أخالفهما ولا أطيع أمرهما , ثم وعدتُ الفتاة بخطبتها وقبلها بثلاثِ ليالِ قمتُ قبل صلاة الفجر وتوضأتُ لأصلي ركعتين لأستخير الله في هذا الأمر دعوته راجياً أن يختار لي الصواب مهما كان وأن يعوضني خيراً إن كانت الفتاة ليست قسمتي , وفعلاً أستيقظت صباحاً لأتلقى رسالةً من صديقي كانت الصدمة الكبرى في حياتي , فعلمتُ أنها لن تحبني يوماً كانت فقط تطمعُ في مالي وحينما تقدمَ لها شابٌ أكثرُ مني مُلكاً لن تتردد لحظةً في القبول , لقد حزنت كثيراً وكنتُ أبكي كما الأطفال فقد أردتها بالحلال وقلبي حينما يحبب لا يخون ولا يكذب, حتى أنني أبديتها على طاعة والداي, ثم عاهدتُ نفسي بعد أن طلبتُ من أبي وأمي مسامحتي أن لا أعارضهما يوماً وأن يكون زواجي على خاطرِ أمي في المرة القادمة , وبقيت أدعي للفتاة بالسعادة وأن يعوضني ربي خيراً , إلى أن استيقظتُ هذا اليوم وكنتِ أولَ ما رأيتُهُ , ومن دون وعيٍ مني دعوت الله أن لا أستيقظ يوماً إلاا وأن أراكِ فيه .
أنت تقرأ
إلى مابعد النُزوح
Randomقصة تروي مأسآة تعيشها فتاة مراهقة حين تندلع الحرب في بلادها فترى المشاهد الوحشية العديمة الرحمة وتتعرض للتعنيف من كافة الجهات المتنازعة هناك أحداث القصة تسري في سوريا وهي قصة واقعية ليست من نسج الخيال تتدرج الحكاية الى أن تصل الفتا...