بداية النهاية

39 3 0
                                    

حدثت تغييرات في شخصية شآم باتت دون وعي منها تهتم للأخبار ومجريات الأحداث , تجلس ساعاتٍ طِوال تراقب باهتمام ,كان القلق يبدو عليها في كل مرة أكثر ,رغم أنه في مدينتها لم يتغير أي شيئ بعد , هكذا إلى أن استيقظت في تلك الساعة الباكرة من الصباح إنها الخامسة صباحاً سمعت أصواتٍ تعلو في الخارج , فهرعت إلى شرفتها لتلقي نظرة , كانت حشودٌ كبيرة من الناس يحملون العلم السوري ويرددون عباراتٍ غريبة تلك نفسها التي كانت تسمعها في الأخبار , كانت مندهشة من هذا المشهد وأسرعت إلى وسيم لتخبره , دخلت مسرعة لترعب أخاها , تلتقط أنفاسها ثم يسألها وسيم :


_شآم!! ماذا بكِ ؟؟ ولم أنتٍ مستيقظة باكراً؟.

* إنهم هناك يرددون تلك الشعارات التي نراها على التلفاز حشودٌ كبيرة يا وسيم 

_إهدأي قليلاً ,,لا بأس عليكِ, سأرتدي ثيابي وأخرج لأرى 

* حسناً وتعال بسرعة لتعلمني بما يجري 

*بالتأكيد لا تقلقي .

خرج وسيم وجلست شآم تنتظر عودة أخاها طويلاً إلا أنها شعرت أنه تأخر فما كان لها إلا أن تذهب لإعلام والداها بما حصل , وهنا بدأت والدتها بلومها على أنها كان من المفترض أن تخبرهما بالأمر قبل خروج وسيم من المنزل , ثم خرج والدها ليبحث عنه , وجلست هي تنتظر , لما أمي قلقة بهذا الشكل ؟ تساءلت ثم تكلمت : هوني عليكِ يا أمي فلا داعي للقلق فقد ذهب أبي سيأتي ومعه وسيم ,لكن أمها لم ترتاح وظلت قلقة تتجول في المنزل يميناً يساراً ذهاباً وإياباً, ثم قُرِع الباب أسرعت شآم لتفتح فكان والدها مع وسيم لكن وسيم !! صرخت فزعة فأتت والدتها على الفور كان الدماء يسيل على جبين وسيم , كأنه تلقى ضربةً على رأسه , بينما كانت تضمد جراح أخاها وترى التعب والإنهاك عليه , سألته : من فعل بك هذا ؟ ولمَ؟؟ 


ابتسم وسيم وضحك قائلاً :لا أعلم لمَ لكنني أعلم من ,, فصرخت أمه ومن يكون ؟ 

*إنهم رجال حفظ الأمن ياأمي , لقد كنت واقفا بين تجمعات الرجال في الأسفل لأرى ما الذي يحصل , فجأةًَ أرى رجالُ الشرطة تقترب من الجموع وتبدأ المشاجرات , الكل هرب وابتعد لكنني بقيت واقفاً فأنا لم أرتكب جرم لأهرب ثم دنى مني رجلٌ منهم وضربني على رأسي وبت أرى ثلاثة عصافيرٍ تحلق من حولي وتزقزق وهنا لم أعد أذكر شيئ , حتى أتيت إلى باب المنزل وأبي يسندني على كتفه , ثم بدأت شآم تبكي وحضنته بقوة حتى بللت كتفه , كان يمرر أصابعه بين خصلات شعرها الناعم ويقول: يكفي يا شآمي الجميلة فأنا بخير ولا تخافي فلن أموت حتى أتزوج , ثم ضحك الجميع وأمتزجت ضحكة شآم مع دموعها المالحة , ونام وسيم بين يديها بينما كان يشاهد التلفاز لم توقظه بقيت جالسة تحدق به وتدعو الله أن يحميه لها من كل مكروه فهو أغلى ما تملك , ثم نامت جالسة .


إلى مابعد النُزوححيث تعيش القصص. اكتشف الآن