أيُ الشامِينِ أختار؟؟

22 1 0
                                    

تصبح حال وسيم مستقرة, يفتح عينيه ناطقاً باسم شآم ....

ينظر إلى يمينه ليرى ممرضةً شآبة جميلة جداً, ليسألها:

*أين هي أختي؟؟

_تقصد الفتاة التي أتت مع نفس الشاب الذي أحضرك إلى هنا ؟ ماذا كان اسمه؟ , اه تذكرت إنه مجد

*أجل ! , لتأتي إلى هنا من فضلك

_حسناً , إن احتجت لشيء آخر يمكنك مناداتي

* شكراً

تدخل شآم ومعها أم وسيم تبدأ بالبكاء وتقبل ابنها , وتحمد الله على أنه حماه لها , وهو ينظر إلى شام فيقول: تعالي يا أختي المشاغبة , أنا سعيد لأنني ما زلت على قيد الحياة لأنني أراكم مجدداً, ولأنني سأستطيع الزواج ثانياً

أم وسيم: حسناً يا بني حسناً , سأزوجكَ بأجملهن لكن لا تتركني وتذهب

وسيم :هل نبقى معكِ أنا وزوجتي؟؟ ألا نذهب إلى مكانٍ ما لنقيم شهر العسل ؟؟ ,,, يقولها متألماً

أم وسيم :ما هذا يا ولد , تفكر بكل هذا في أسوء حالاتك,على كلن لو كانت تعلم تلك الفتاة التي ستصبح زوجتك مستقبلاً كم ناضلت من أجلها لسجدت ليلاً ونهاراً من الفرح

يضحك وسيم بألم...

أبو وسيم : وأنا لا مانع لدي بعد الآن بأن تتزوج

وسيم : لو علمت هذا , لكنت ترجيت أحدهم أن يسدد رصاصةً إلى صدري

شآم: اصمت ولا تتكلم هكذا يا غبي لقد فقدت عقلي من الخوف عليك, لا تتهور مجدداً , ثم إنني كنت برفقة مجد لم يدعني وحيدة حين اضطربت الأوضاع .

وسيم: أين هو مجد الآن

أبو وسيم :أنا سأرى

ذهب أبو وسيم ليبحث عن مجد ما أن فتح الباب وجده مستلقي على كرسيين للانتظار بجانب غرفة وسيم , كان نائماً كما لو لم ينم منذ عام , حاول أبو وسيم إيقاظه لكن دون جدوى ,عاد وأخبر وسيم بهذا , ضحك كثيراً , ثم طلبت أم وسيم من شام أن تحضر لها فنجان قهوة , ذهبت شام فلما خرجت نظرت إليه , كان منهكاً ملطخاً بالدماء , ثم دنت منه ممرضة لتوقظه فتدخلت شام دون وعي منها وصرخت : لا تلمسيه ,أقصد أنني أنا أفعل هذا عنكِ

الممرضة:حسناً , لأنه لا يصح النوم بهذا الشكل قد يؤذي نفسه

شآم :شكراً على لطفك

الممرضة :العفو

اقتربت شآم منه , ثم نادته : سيد مجد استيقظ ,لم يجب فكررت المحاولة لكن دون جدوى , ثم حاولت أن تضع يدها على كتفه ليستيقظ , مسك يدها بقوة , كان معتاداً على الحذر, فلما رآها عدل نفسه بسرعة وجلس , فقال: آسف لقد غلبني النعاس , ثم نظرت إلى يديه التي كانت تمسك يداها , فتركها فوراً, لم تقل شآم شيئاً , تركته وذهبت , ظل مجد يراقب مشيتها التي دلت على ارتباكها الكبير حتى غابت عن ناظريه ,ثم جلس يتذكر كيف شدته إليها لتحتضنه وكيف كان ذلك الشعور الذي شعر به لا يوصف , ابتسم وقال بهدوء: (( لمَ تقودك الصدفة إلى حضني يآ شام؟ لم َ لا تشعرين باندفاعي لكِ ؟؟ لماذا تجعليني أغرق في البحر وحدي ولا تكوني معي لأقوى على الصمود حياً تحت الماء )) ثم يتذكر كيف أنها لما كانت صغيرة ضربته دون قصد منها بطائرتها الورقية , كيف بدت خجلة واعتذرت حيث كانت في قمة أنوثتها ولا يزال يتذكر شعرها الكستنائي الطويل المتدلي وضحكاتها البريئة, هي لا تعلم أنني كنت أدرس لأجلها , ولم تروقني الكيمياء يوماً إلا أنني دخلت كلية الصيدلة لتبقى أمام ناظري , وكم عاركت شبانٍ امتدحوا جمالها , كانت دائما في نظري لي , وكنت غريباً ولا زلت بالنسبة لها هكذا , كنتُ آتي إلى قرب منزلها حيث يسكن جداي بحجة الشوق لهما كل يوم فقط لكي أراها ,لقد رسمت لها لوحاتٍ كلها لم تصف جمالها , فقط الجديدة نجحت باتمامها بعد كل تلك السنوات , على الأغلب لقد نجحت في رسمها بعد أن استجمعت شجاعتي ذلك اليوم لأكلمها وأدفن خجلي بعيداً, وها هو القدر يؤيد قراري , لا ألبث إلا وأراها كقرب القلب لي , كان يتحدث كالمجنون مع نفسه فقاطعه أبو وسيم حين عاد ليراه إن كان قد استيظ .

*مجد يا بني لقد أرهقناك معنا سامحنا ,أتيت لإيقاظك لكنك لم تجب

_آسف ياعمي , غلبني النوم ,وسامحك الله لم تقول هذا أحببتكم كعائلتي , وأني والله لأرى وسيم شقيقي

*سلمت يا ولدي , تعال يريدك وسيم الشقي

_حالاً

يذهب مجد معه وهو يقول في قلبه : الحمد لله أنك لم تستطع ايقاظي فأميرتي وجهها حين فتحت عيوني يغنيني عن الحياة .

وسيم: مجد ! منقذي , فارس أحلامي

مجد:ههههه , جميلتي وسيم اه كم قلقت عليك يا حبيبتي

يضحك الاثنان كثيراَ, فتدخل شآم لترى هذه الاجواء تبتسم وتقدم القهوة لوالدتها ,ثم تجلس في الطرف الأيسر لسرير وسيم في حين كان مجد يجلس في الطرف الآخر , يمسك وسيم بيديهما الاثنان ,أنتما أغلا أخ وأخت في الدنيا يقولها وسيم مبتسماً.

ينظر مجد لشآم وعيناه ترقص فرحاً, فقد تقرب من أهلها , تأتي الممرضة التي كانت في غرفة وسيم حين استيقظ , ينظر إليها وسيم فيصبح كالطفل البريئ يتدلل لها بأن كل شيء يؤلمه , في حين أنه كان على ما يرام قبل أن تدخل بلحظات ,فهم مجد هذه التصرفات فغمز وسيم بخبث ,تقول الممرضة : إذا سمحتم هلا خرجتم لندع المريض يرتاح قليلاً

وسيم :أجل دعونا نرتاح قليلاً ,يصاب مجد بنوبة ضحك جنونية , تنظر له شآم فتفهم , فيكمل وسيم :أمي ألن تزوجينني وهو ينظر للفتاة

تلتفت له أم وسيم وتنظر إليه بغضب , أخرس يا ولد

يضحك أبو وسيم ويقول:لا عليك سيحدث , سنقنع أميرة المنزل بهذا .

إلى مابعد النُزوححيث تعيش القصص. اكتشف الآن