حب وحرب

31 2 0
                                    


دخل مجد ليشتري أحد أكثر الأطعمة شهرتاً في سوريا عشيقة الجميع ( شطيرة الفلافل)  ,لم يكن يعلم أن تلك الفتاة تعشق هذه الأكلة وتقدسها , خرج وهيي تنتظره بجانب باب المحل , تعبت من السير في هذه الطريق الطويلة,وكانت تشعر بالجوع حقاً ,أعطاها مجد الشطيرة  وكانت ترى عليه الشوق لينقض على تلك الشطيرة المسكينة , وحين نزعت لفافة الورق عن الشطيرة تغيرت ملامحها الحزينة فجاة حتى خوفها لم تعد تكترث له , كانت مصممة على مجاملته فقط دون أن تأكل شيئا لأن خوفها من هذا الشاب لا يزال يقطن في قلبها , فقد نسجت في خيالها أنه من الممكن أن يكون أتفق مع صاحب المحل ليضع لها المخدر في الطعام , نسيت هذا كله وبدأت الأكل بشراهة , بينما كان مجد هو الآخر منشغل بالأكل فهو الطعام المفضل لديه أيضاً , أنهى شطيرته بلمح البصر ,وأخذ يراقب شآم وشراهتها منصدماً تملئ رأسه إشارات التعجب والإستفهام , حتى أنتهت , ولاحظت نظراته , ثم أصدر ضحكاً عالياً .

*ماذا؟؟

_ لا شيئ بالهناء والشفاء ,كنتِ جائعة حقاً 

*ها ,, أجل ! 

وخدودها تلونت باللون الأحمر ,كانت تشعر بشيئ من السخف أمام الشاب 

_أتعلمين؟ إن هذه الشطيرة هي المفضلة عندي ,لا أمل منها مع أنني أكلها كل يوم تقريباً

*أنا كذلك 

_عظيم! مارأيك بواحدة أخرى ؟ 

* لا أرجوك أوصلني إلى المنزل ,في كل الأحوال إن رآني أخي أو أبي أمشي هكذا مع شاب غريب سأقع في العديد من المشاكل 

_لاا تقلقي ,, سأوصلكِ وأتحدث إليهم وأشرح لهم الوضع , ثم إنهم سيقلقون عليك في حين أنه أصابك مكروه في ذلك التجمع من الرجال أكثر 

سكتت شآم وتابعت سيرها خلفه حتى وصلا إلى حارةٍ مظلمة , خافت ولم تشئ أن تكمل برفقة شاب وحدها في هذا الظلام تملكها شعور بالخوف والعجز ,حتى تكلم: لا تقلقي ستكونين بخير أعاهدك أمام الله تعالى أنك أمانة عندي وسأحفظك إن شاء الله , هدأت قليلاً ورافقته كانت ترتجف من الظلام فهي تخافه ولكن بقيت تسير وحدها دون الاقتراب منه , رغم حاجتها للتمسك بأحد من شدة الهلع , فتمتم بتلك الكلمات كانت بمثابة المصباح المضيئ في ذاك الظلام ,,"لا تحزني إن الله معنا "  ذكرتها هذه الجملة برسولنا الكريم وكيف صبر على أذى المشركين, ورحمة الله وحماه فسكن خوفها , حتى رن هاتفها , أجابت :

*أين أنتِ إلى الآن ؟؟ لقد شُلت قدماي من الرعبة عليكِ

_لا عليكِ أمي أنا في طريقي إلى المنزل ,لقد أخبرت والدي بأن لدي دوام إضافي اليوم في المختبر إلى قرابة المساء 

*كيف؟؟ لقد رأيت المظاهرات تطوق المكان كيف ستمرين؟؟ 

_لقد أوصلني أخ شاهدني خائفة, والآن  أنا قريبة من المنزل 

*حسناً, تعالي واشرحي هذا الأمر بسرعة 

لقد ظهرت عليها علامات الرهبة والقلق مما سيقوله أهلها ولاحظ مجد هذا , لكنه بقي ساكتاً ,كان يزداد إعجاباً بهذه الفتاة ,ويتمنى لو أنها تغير نظرتها العنيفة تجاهه ,أنها الفتاة الوحيدة التي شدت انتباهه منذ اللحظة الأولى التي رآها بها , وصلا أمام باب المنزل , تشكرته شآم على معروفه هذا لكنه أصر أن يدخل ليشرح لوالداها الأمر ,فما كان لها إلا أن تقبل .


إلى مابعد النُزوححيث تعيش القصص. اكتشف الآن