قصّتنا كقِصه رجلِ جليد ، وُلد في الشّتاء ، عديمُ الحسّ ، له شكلهُ
كانَ سعيد حتّى رأى السّماء ، لمحَ الشمس وتعلقَ بِها قلبه
و أنتظر الصّيف يُعود ، راح يعد لهُ الأيام ، يَجمع للشمس الوُرود ، ربّما تصدُق الأحلام
وفِي صباح ذَاك اليُوم ايقضَه شُعاعٌ من نوم ،
مدّ يديه ليديهَا فاقترَبت مِنه اكثَر ، وقَبل أن يرَى عينيها ذَاب قلبُه وتبخّر ....
راودَني ذلِك الحُلم ثانيةً ، فركتُ عينَاي بإنزِعاج ، أحسستُ بشيءٍ ما يعانِق نحرِي ، تنهدت بحذَر الرؤيَة لم تتّضح لِي بعد ، ما إن أحسستُ بأنّه هُو حتّى دفعتُه من فوق السّرير ليسقُط أرضاً يتمتِم ببعض الشّتائم ، و أنا ألفّ بقايَا اللّحاف حولِي أنظُر بقلَق ،
" ما خطبُك منذ الصّباح ! .. لقد آلمتِي كتِفي !" أردف يونقِي متذمراً
" ما الذي تفعلُه بجوارِي ؟ و على سريرِي ؟ " تحدثتُ أخفِي وجهِي باللّحاف فقط عينَاي من تظهر
شقّت الإبتسامة اللّعوبة ثغرَه و عاوَد إفتراش السّرير ، لكن هذه المرّة لَم يستلقِ ، إقترَب منّي أكثر حتّى أبعد ما كان يعُانق وجهِي لتحلّ يداه محلّه ،
" هَل يجُب عليّ تذكِيرُك بالإعتِراف ؟ أم ماحدَث بعد القُبلة ؟ "
شعرتُ بالحرارةِ تتدفّق من قدمَاي لأعلى وجنتاي ، ضرباتُ قلبِي تزدَاد كلّما إزدادَت إبتسامتُه " تباً لَك يونقِي إبتعَد ! "
حاولتُ إفلاتَ يديه لكنّ أبَى و عوضاً عن ذلِك دنَى منّي كثيراً و أصبَح ينظُر مطوّلا بعينَاي حتّى اكتسَت الجِديّة معالِمه ، شعرتُ بأنّه يخفِي شيئاً ما لذَا تحدّثت " ما خطبُ تِلك النظرَة؟"
تهَاوت يدَاه بضعفٍ بجانِبه ، لم أرَه بهذِه الحال قبلاً ، أخفضَ رأسهُ حتّى كاد يعانِق السّرير لشدّه إنخفاضِه ، بدَا و كأنه مُرهق التفكِير بشيءٍ ما لذَا و قبل أن أعاوِد سؤالِي سبقنِي هذه المرّة بقولِه
" هَل تتذكرِينها إيزابيلّا ؟ ... أعنِي ليس مِن اللّائق التحدّث عن الموتَى بحزُن لكنّني أشعُر بالحُزن ، أشعُر بأنّي السّبب ، أرجُوك أخبرِيني العكس ، العكسُ ربّما يهوّن عليّ ولو قليلا ، لم أذقُ النّوم أبداً سِوى ليلة أمس ! أنا أتألم إيزابيلّا أنا أتألم ! " أنهَى حديثَه و الدّموع بدأت شُغلها الشّاغِل بتزيِين عينَاه وجعلُها تصدِر بريقاً من نوعٍ مُختلف ،
أنت تقرأ
طسم [مكتملة]
Mystery / Thriller- أنا المغتربةُ بشعوري وغريبةٌ عنك فكيف تحبني ؟ - لقد منحتنيّ مالم أُمنح لذا سأغرقكِ بي أيًا كنتِ