حزنٌ مشترك

1.3K 137 77
                                    

‎‏
...


يخيّل إليّ دائماً أن يدكِ جزءٌ من يديّ حتى أننّي أكاد لا أفرّق بينَ أصابعِي و أصابعكِ ، أنتِ الحبيبَه التّي قد أخسَر الجميع لأجلِها لأنّكِ كُل الجميع ، أنتِ الرّيف و نسمات الخرِيف ، أنتِ الشّلال الذي ينسابُ على قلبِي ماحياً ذنُوبي ، في كلّ لحظةٍ أحبّك فيها بكلّ ما أستطِيع ..
‎‏أتعلمِين ؟ كم أودّ قول أحبّك بنبرةٍ تجعلُك لا تُحبين أحداً من بعدِي ،
‎ نعَم أنانِيّ بحبّكِ أنا ..

..

الحيَاة كَسكّان البادِية ، تنتقِل دوماً من عنيدَة ، قاسيَة ، لِ لَبِنةٍ ليّنة يسهُل تجرّعها لكن و في لحظةٍ ما تتيبّس تلك اللّبِنة في منتصِف تجرّعك لها ، لتعيدَك مُتعنقداً مُتخبّطاً في طيّاتها ،
كُنت كذلك و كمَا الرّحل حين يجدُون ظلّاً ظليلاً يحويهِم أصبحت ، ذلكِ الظّل كان أنتِ ، و كنتُ أنا الرّحال ، أبحثُ عن نسائمكِ العليلَة بِمُنتصف الصّيف ، عن دفئكِ الذي أحاط المِتبلدون حسداً ، عن سندٍ أمُد له يداي حِين أهوي بلا قاع ..

بينمَا أجلس وحيداً متوسطاً سريري مُستغرقاً فِي التنبّؤ ، ماذا سيحدُث لاحقاً؟
أيجِب عليّ وضُع خُطة لتحرير جماعة البشر الذين لم يسلَموا من جشِع والدي ؟
أم التخطِيط لحياتي التّي أصبحت لا تخصّني مؤخراً ؟
أم التّعايش مع الوضِع الآن ومُسايرة ما تؤُول إليه التيّارات ؟
كلّ ذلك و لم أجِد ولو رُبع إجابة ، ظلّت التنهيدَات تخرُج مرغمةً عنّي ، حتّى أحاطنِي السّواد و غططتُ بنومٍ عميق .

بينمَا كنتُ متوسداً فراشِي غاطاً بنومٍ عميق شعرتُ بضوضاء فِي الغُرفة ، تداعَى لذهنِي أولاً بأنه لِص و كَان أوّل ما فعلتُه مددتُ يدِي تحت الوِساده ممسكاً بسكّينٍ أضعُه لأوقاتٍ كهذه ، الظلام مُنتشِر ما عدا خطّ ضوء القمَر متسللاً بِرفق يلامِس الأرضيّة ، أحسستُ بِه يقترِب حتّى ضربت قدمُه طارِف السّرير ، استغللتُ الموقف لصالحِي ثم و سحبتُه بين يداي مُطوقاً بالسّكين عُنقه ، عندما سمعتُه يسعل إتضّح بأنه ذلك المغفّل مجدداً جونغكوك ..
دفعتُه بقدمي حتى سقط على الأرضيّة متأوهاً ،

" تباً لك يونقِي ما كل هذا العُنف !"
كان يتحسسّ ظهره

" من أخبرك أن تتسللّ لغرفتِي ؟ أنت محظوظٌ لم تُقطع رأسك "
أصبح يتحسس عُنقه بهلع حين أدرك أننّي تركتُ أثراً هناك وتسربت تلك القطرات مِنه

" اللّعنه يونقي أنت لا تمزَح إنها تنزِف !! "
أصبح يتحسسّها هذه المرّة بتوَجّس ، أدركتُ حينها أنّه سيفقد الوعِي حالاً ، هرولتُ إليه بِ لحافِ السّرير ، شَجّجتُ مِنه قطعةً صغيرة قُمت بلفها حول عُنقه ، لم يكنُ إلا خدشاً صغيراً لكن هذه عادة جونغكوك -التّهويل- ،

طسم [مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن