إرتجال

1.2K 116 41
                                    

...





أفتقِدك و لستُ أتفقّ مع من يقُول أن هذا الشّعور ينبُع منّي ،
لعلّك لا تفهم لذا سأخبِرك، حين لا تكُون حاضراً ، لا أعني حُضورك في مكانٍ ما في هذا العالم بل حين لا تكُون بقربِي ،
يتغيّر شيءٌ في الهواء ، و حين أستنشِقه مختلطاً بذلك الشيء يمتلىء قلبِي بفراغ يجعلُني أفتقدُك ، ثمة شيء يذوب مع الماء ،
أقسِم أنّه يفقدُه انسيابيّته ، يحدثُ الأمر ذاتَه مع الطّعام ، و حديث الآخرين ،
وذلك يعني أننّي "أفتقدُك" حتّى حين لا أفكّر فيك .


....





كونِي جُزء العاطفة الوحيد بهذا المنزِل صعب ! صعب الإدراك أيضاً لمن لم يخُضه ، باتو عائلتِي و شعوري بالمسؤولية تجاههم بدأ بالنّمو ، صدقاً ؟ اعتنوا بي ، عاملوني كأنّما صديقة طفولة لجميعهم ليس لواحدٍ فقط ، لذا توّجب عليّ فعل ما أخطط له ،
لكن لا أظّن ذلك فأنا محبوسَة هُنا منذ الظّهيرة ، أيخططُون لفعل شيءٍ ما ؟ ولما والدة جونغكوك صارِمة لهذا الحدّ ؟ لما لا يُخبرها يونقِي عن علاقتِي به؟
لا ، ستظُن بي السِوء حينها ، تصرفٌ حكيمٌ منهم لكن لا أنكِر شعوري بالضّجر ، ثمّ ماذا سيحدثُ الآن ؟ هل سأبيتُ من غير طعام الليلة ؟ هذه الأريكة قاسيه ، أُجزم بأنها تتعمّد القسوة لأستقيم منها لكن لا يجبُ عليها تحمّل ما أتحمّله .

بقيتُ أحدّث نفسي كالمُعتاد ويدايَ مُمتدّة تداعب الهواء ، تتهاوى وتتحرّك كُلما انفعلتُ بتفكِيري ، تعُود لتعانِق صدرِي إن فكرتُ بضيقٍ حول طسم ، أغمضتُ عيناي لبرهةٍ فقط و ما ان فتحتهُا حتّى استقبلني الظلام ، فكرتُ لثانية بأنّني عُميت لكن مهلا أليس هذا ضوء القمر ؟ اذاً انقطعت الكهرباء ، تباً أنا أرتعب منه ،
استقمتُ مهاولةً تهدئة نفسِي ، لم يعُد يُسمع ليونقِي و الآخرون صوت ، مما زاد قلقي حول الأمر ، رُسمت دوائر على الأرضيّة بفعل قدماي ، لم أعد أُجيد التّصرف لذا اقتربتُ من الباب ،
أدرتُ المقبض مع أن تحذير يونقي لي يترددّ يذهني لكن لم أُعره اهتماماً ، خطت قدماي خطوتِين فقط حتّى ترآى لي شبحُ يونقي أمامي ، أمسك ذراعايَ مُحكماً إياها جارّني خلفه ،
جعل من الباب موارباً و أصبحُ ينظر بقلقٍ من خلاله ،
اغلقه بإحكام ثمّ سحبني ناحيتَه ، وضع يداه ع كتفاي مُنزلاً رأسه للأسفل ، تنهد بعمقٍ و ثقل قائلاً

" ألم أخبرك بأن تبقي هُنا مهما حدث ! "

" لكنّي أخاف الظّلمة ثم لم أعد أسمع تحركاتكم من قبل "
وضعت يداها على كفيّه

" إيزابيلا "
نظر لها مُتحطماً

" رجال والدِي هنا في المنزِل "
استطاع مُلاحظه صكّ أسنانها

طسم [مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن