سيمفُونيه حزُن

2K 209 232
                                    



إن لَم تعد الآن سأُضرِب عنَك لبقيّه حياتِي !
لم أسمَع سِوى صدى صوتِي ،

إذاً هُو رحَل بغيِر عودَه .


...


رائِحه نتِنه ، الأرضُ دبِقه لا أعلَم ماذَا تتحَسس يدَاي !
فمِي مكممّ و ظلامٌ دامِس حتّى أنّني بتّ لا أفرِق إن كانت عينَاي مغلقَه أم لا !
أختنِق من سقِيع البَرد ، قدمَايَ عاريتَان ملِيئه بعلاَمات تُميّز بالضَرب !
لا أشعُر بشَيء لا أسمَع لا أرَى ،
عقلِي مشوّش الأفكَار تغزُوه و لا تجعلُني أرتاح بتّة !
كلّ ما أذكرُه ثلاثُ عصيّ تنهَل علَى جسدِي الهزِيل و أنا أصرَخ بِ أبي !
لَم أكمِل سرد أفكَاري لأنّهم عادُوا و عاد جسدِي ينتفض ألماً ،

" لماذَا قتلتِه ! " زمجَر أحدُهم بغضَب ، لابدّ أن ذلِك القتِيل يكُون والدَه !

" أنَا .. لَم أفع.ل شيـ.." قاطع حدِيثي المتقطِع دعَس الرِجل ليدِي ،
أصبَح يفركُها بالأرض يريدُ جعلها مساويةً لها !
صرخَت عالياً وكثيراً حتّى غادرنِي صوتِي
لا فائِده
لا يستمعُون إلي
إذاً لأرقُد بسَلام

والدِي..

أنَا تحمّلت تلِك العيشَه المرِيره لأجلِك ، والدتِي كانت تفضّل فتيات القريّه عليّ ، تهينُني أمامَهم ، لكن لمَ أهتَم ، لأن رؤيَتك قادماً نحوِي تحمُل قطعَه مِن الحلوَى تناوِلها لِي بابتِسامتِك تلِك و كأنّك تقدّم قلبَك عوضاً عنها ،
تجلِس بجوارِي تمسَح علَى ظهرِي بلُطف ،

كنتَ الأمَان
كنتَ العَطف و الحنَان
كنتَ أرضاً من الجِنان

أتمنَى أن تستطِيع سمَاع أفكارِي لكيلَا تغضَب إن رحلت
لتعلَم أن إبنتَك كافحَت كثيراً لأجلِك
مقدّرةً معاملتَك .

لكَن و مجددّا قوطِعت أفكاري ، لكِن هذِه المرّه قاطَعها دخُول رائحِة الجنّه تِلك ، و مَن غيرُه والدِي !

" توقفُوا عن ضربِها ! " صاح ذلِك الصّوت الذي لطَالما رقَص قلبِي سعادةً لسمَاعه

" عزيزتِي هل أنتِ بخير؟ أينَ يؤلمُك أرينِي ؟ " أخَذ يتحدّث و هو يسَاعدنُي علَى الجلُوس و يقبّل كلّ جرحٍ أصَابنِي

أنا أبكِي الآن ليسَ لأنّني أتألم ! بَل لمنظَر تقبِيل والدِي لي ! قلبِي يعتصِر ألماً ، هُو لهذه الدرجَه خائفٌ عليّ و أنا تمنّيت الموتَ قبل قليل !
يا لِي من أنانيّه !

طسم [مكتملة]حيث تعيش القصص. اكتشف الآن