حد الانفجار

361 7 2
                                    

مرت سنة وانا عارف اني مقصر مع عبير .... وطبعاً ما نزلت البلد لاني بدي اخد الاجازة شهر كامل ...عشان استغل اجازة طويلة بعد الزواج....
رجعت عالبلد ومرت الايام بتجهيزات العرس غير التجهيزات اللي جهزوها اهلي ... ومر العرس عخير ... ومن هون خلصنا المزح وبلشنا بالجد ...

قعدت انا وعبير ... اقل من شهر في البلد رحنا كم يوم عالعقبة... وبعدين كنا مع عيلتنا وبعدين سافرنا على قطر ... ارجعت لشغلي وهي  في البيت ...

انا وعبير متل الشحم والنار ... انا ما بنكر اني بنشغل عنها في الشغل ... او مع اصحابي.... يمكن ولا بعمري سمعتها كلمتين حلوين ... يمكن ما بحضنتها حضن محبة .....بس هي كمان كسرتلي كل رؤيتي بالزواج ... لا بتدلكلي رجلي ... ولا بتطعميني بايديها ولا حتى بتهويلي ... يعني حاسس لا هي فاهمة علي ولا انا فاهم عليها ...

مرت الايام والشهور والمشاكل بتكتر ...ليوم طلعت انا وعبير عالمول لنشتري اغراض الشهر .... وانا جارر العرباية ... ومرتي داحشة راسها بين كياس الرز والبرغل ... وياويلي من هالشوفة... يا حبيبي... مش هاي ماسة ما غيرها .... ( صرت اوطي راسي عشان ما تشوفني )....وصرت انكش عبير وقللها  : يالله خلصيني بسرعة ...
عبير : مالك شو في ؟!
وصارت ماسة تقرب منا ( صرت ادعي ربنا انها ما تعرفني ... وما تتذكرني )
قربت مني .. وقالت : مش انت اللي ؟!
انا : اه .. لا
عبير : مين هاي ...
انا (واتصبب عرقاً) : احمم ماسة ...
ماسة : مين اللي معك مرتك ...؟!
اشرت عليها وقلتها : آااااه هاااااي هاااي
عبير : عبير
انا : اه عبير
سلمت ماسة على عبير ...
ماسة: بتعرف من يومها وانا نفسي اعرف شو اخبارك ...
انا ( احمروا خدودي) : عنجد...
مسكت عبير بإيدي وقالت : من يوميتها حبينا بعض وخطبنا وهينا متزوجين صح سوسو؟!
انا : اه صح ... ( حسيت عبير وشوي رح تقول : مقهورررررين من الملكة )
عبير : شو بشغل هون ...
ماسة : لا والله بس اختي بالتاسع من حملها وبدي اقعد عندها شي شهر ونص وارجع عالاردن ...
عبير(وهي كامشة بايدي ) : المنيح اللي شفناكي .. تشرفنا بمعرفتك ..
ماسة: وانا كمان خلينا نشوفكم ...
عبير : ان شاء الله ...
مشيت ماسة ... ومشي معها كل رومانسية عبير المفاجئة ... تركت عبير ايدي وصار بوزها مترين ...( وهون عرفت بعمرك لا تحكي ماضيك لمرة) 
واحنا بالسيارة صرت اسألها مالك ...
قالت( وهي عم تبكي )  : يعني ناسي اسمي يا سيد اسامة ... اكيد بدك تنسى اسمي ... ليش انت من الاساس متذكره ... انت ليش بتحبني ... عمرك قلتلي انك بتحبني ... و لا مهتم بوجودي ... عمرك تذكرتني بهدية ... ولا بوردة ... ولا بكلمة حلوة... انا بعمري ما حسيت معك بالامان ... بالاحتواء ... بالحب ... بالتقدير ... بعمرك ما حسستني اني انثى ... استحق الدلال ... دايماً بتتأخر عالبيت وبس تيجي بتبلش اوامر ... اكويلي هاد وطعميني هاد ... وحطيلي هاد ... وجيبيلي هاد ... وليش ما مسحت الغبرة اليوم ... وليش مو مصفطة الاواعي عالليبرا ... وليش وليش وليش .... لدرجة انا مو حاسة الا اني خدامة عندك ... لا اكثر ولا اقل ... بس حتى اجرة ما بتعطيني... وهسا شفتك كيف حمروا خدودك لما حكتلك انها بدها تعرف اخبارك ... بعمرك ما حسيت معي هيك احساس  ...( زاد بكاها وزاد عياطها و اتذايقت من كلامها ... ما عرفت شو اجاوب ... ولا شو احكي )

سكتنا طول الطريق بس دموعها ما سكتو ... وطلعنا البيت وحطيت هالمرة الغراض ولأول مرة... برتبهم بأماكنهم ....يمكن حسيتها تعبانه ولازم اساعدها ... او يمكن حسيت بالذنب ... وهاي طريقة لاصالحها ... او يمكن حسيت بطاقة سلبية ... وهاي طريقة لأفرغها ... خلصت ترتيب الغراض وهي كانت بغرفتها ... فتحت التلفزيون ... وقعدت هالكنباي ... بعد ربع ساعة اجت وكانت ميتة من البكا وقعدت جنبي  وقالت : انا بدي اتطلق ...
انتفضت على حيلي وقلتلها : انا ما عندي طلاق ..
قالت : انا خلص مو قادرة استحمل ... انا تعبت ... تعبت كتير .. حاسة قلبي بدو يوقف ...
رديت : بس كل شي بتغير ...
قالت : ما في شي بيتغير .... هيني ميتة من العياط فكرت تحضني ... لتهديني ... بدون ما تجاوب  لا ...
( انا بصراحة فكرت ... بس مو متعود ... كل شي اوله صعب... بس يمكن هي استعجلت وظلمتني ... ويمكن انا ظلمتها ... ويمكن اهلنا ظلمونا لما غصبونا عالزواج )
انا: ما بتقدري تقولي لا ... انا كنت بدي ...
قاطعتني وقالت: لسة بدك ... متى مستني لانجلط ؟!... اسامة بدي اسألك سؤال ... انت بتحبني ؟!
انا : اناااااا انااااااا
عبير : لهدرجة صعبة عليك .... اسامة طلقني ... خلص مو قادرة استحمل ...
انا : خلص زي ما بدك بطلقك ...
عبير : ممتاز ... يا ريت بهاليومين ... وبدي ارجع لعند اهلي لاني مو قادرة اقعد هون ...
انا : خلص زي ما بدك ...
وحملت حالها ودخلت الغرفة وخبطت الباب بصوت عالي ...

انا وقتها كنت حيران ... وحسيت غصة بقلبي ما حسيت زيها بحياتي ... يمكن ولأول مرة حسيت اني بحب عبير ... واني محتاجها ... وانها كانت امّليه عليي حياتي ... وخلص رح تروح ... بس وقتها حسيت حالي ظالم ... وانا ما ظلمتها بس فترة الزواج ... ظلمتها من اول يوم شفتها فيه ... بس خلص الفاس وقع بالراس ... وهي معنده ... ويمكن الطلاق انسب حل لو كانت رح تقتلني من جوا ... بس عشان احس ولأول مرة اني مش اناني ...

قعدنا يومين عبير مو نفسها عبير اللي بعرفها ... مكشرة وزعلانة ومو راضية تحكي معي غير بالرسائل ... ولما اكون بغرفة بتكون بالغرفة التانية ... حسيت المكان موحش ... وحسيتها هي اللي معطيته حياة ... بهاليومين اشتقت لصوت ضحكاتها لما تحكي مع امها عالسكايب ... ولما كانت تقعد معي وانا بحظر الفيلم ... وكانت تحكي وتحكي وما تخليني احظر  ... انا وقتها كنت اتدايق ... بس هسا حاسس الفيلم كئيب بلا حكيها ... اشتقت لاكلاتها ولما تسألني ميت مرة "زاكي ؟!" ... اشتقت لريحة عطرها اللي كانت معبية المكان ... اشتقتلها ... مع انها ما بتبعد عني خطوات...

ليل وكوخ وشتاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن