(انا اسف. ...آسف جدا.)

7.7K 305 6
                                    

مر أسبوعان بعد ذلك اليوم وكانا مملين. .من الجامعه. .للامتحانات. .للبيت والروتين اليومي. .وخلال هذه الأيام كان الطلبه يستعدون لحفلة التخرج. .وهذا ماصار حديث الساعه بلنسبه لصديقاتها. .أما هي فكانت أغلب الأحيان صامته ولاتتكلم الاعندما يسالها أحد. ..وقد لاحظن صديقاتهاهذا الهدوء المفاجئ.

لكنها اجابتهن بأنها متعبه من الدراسه والإمتحانات والقلق حول الحصول على درجات ممتازه من أجل الدراسات العليا وهو بلفعل ما كان كل همها الحصول عليه...

وذات يوم وهي في الجامعه وكانت الساعه الحاديه عشر صباحا اتصلت بها اختها تطلب حضورها لبيتها الذي كان يبعد خمسة عشر دقيقه عن مكان دراستها..
لأن عليها الذهاب إلى المشفى لرؤية زوجها الذي فقد الوعي فجأه وهو في العمل. .فحمله زملاءه إلى المشفى مباشرة. .
كان عليها البقاء مع الطفلين لحين عوده اختها. .وأكدت لها بأنها أخبرت والديها بذلك.

لأن ياسمين تعرف طباع والديها فبلرغم من الثقه التامه التي منحوها لبناتهم الخمسه..إلا من الضروري اخبارهم بما يتعلق بلذهاب إلى أي مكان حتى لايقلقى عليهن..

وافقت على الفور وتمنت أن يكون زوج اختها بحال أفضل .

حالما وصلت للبيت استقبلتها اختها باكيه وعيناها منتفختان من شدة البكاء. .فهدت من روعها وطمانتها .

بعد لحظات أصبحت وحدها في البيت مع الطفلين. ..الكبير كان خمسة سنوات عمره، أما الصغير فسيبلغ الثالثه بعد أسبوعين تقريبا. .كانا شقيان وكثيرا الحركه والتجول في البيت ولكنهما رائعين وهي تحبهما كثيرا. .

عندما حان وقت الغداء جعلتهما يتناولان الطعام الذي حضرته امهما قبل ذهابها..
وبعد أن شبعا. .أصرت عليهما أن يناما وان يكونان مطيعيين ويسمعان ماتقوله خالتهما. .لكنهما طلبا شيئا قبل النوم. .وهو أن تلعب معهما بلكره ولوقليلا.

وافقت طبعا فهي لاتستطيع أن ترفض لهما طلبا. لعبا قليلا ووجدت نفسها تتسلى معهما حقا وتنهدت بداخلها قائله :الأطفال نعمه من الله لنا.

دوى صراخ الصغير وهو يردد. .لقد رماها أخي بعيدا. .بعيدا. .ثم صرخ باكيا. .أريدها. .أريدها. .الآن. نظرت الخاله إلى مكان الكره فكانت محشوره بين كتب موضوعه على رف عالي جدا فى احدى زوايا الغرفه.

هزت كتفيها بضجر :لا تبكي ياصغيري سابحث عن واحده أخرى في الألعاب.

لكن الطفل عاود البكاء. .أريدها أنها كرتي ...هيا ياخالتي انزليها. .أريدها الآن.

ترددت للحظة ثم قالت :ولكنني لااستطيع انزالها أنها عاليه.

فهتف الأخ الأكبر. .لدينا سلم. .إنه هناك. .وأشار باصبعه نحو المكان.

استسلمت لاوامرهما..وحملت السلم وثبتته وصعدت. ..وياليتها لم تصعد..لأن الولدين بدأ يهزانه بقوه وهما يصيحان. ..هيا اسرعي. .اسرعي.

أمنيه اسمها الحب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن