ماضيك!

306 23 8
                                    

انا بدهشة: إذن…. من علمك الرقص؟؟
كاي: لا احد، فقط كنا نرقص انا وصديقي لاي عندما كنا صغارا.
انا ابتسم: حسنا ولكن كيف تعلتماه ايضا؟
كاي: ببساطة كنا نقلد التلفاز.
ضحكت فجأة وبدأ كاي يضحك، نظرت لتلك الإبتسامة…..تلك التي تجعله وسيما بالكامل..
كاي: ولكن انت ممتازة بالرقص من علمكي؟
اجبت: لقد تعلمت الرقص في عدة معاهد، كنت اتعلم الباليه،الجاز الهيب هوب والكيبوب، انا حقا احب الرقص.
ابتسم كاي وفجأة إندمجت بالرقص ولم اعد انظر للأرض………. فقط وفي هذه اللحظة كنت انظر لعيناه.
كنا نجوب تلك الغرفة ونحن نرقص، توقفنا فجأة عند النافذة واصبحنا نتأمل النجوم…..
كاي: النجوم، دائما ما كانت املي الوحيد.
-لماذا؟
نظر لي كاي وقال: لأننا نعيش على كوكب واحد والنجوم هي واحدة، فعندما تشتاقين لشخص ما فقط إنظري للنجوم واعلمي انه هو ايضا ينظر إليها...
كنت انظر لكاي وافكر بما قاله...
كاي: هيا إذهبي للنوم الان، امسك يداي ليساندني وجلست على الكنبة، ثم ذهب هو ليكمل المقالات.
امسكت الغطاء وضعته علي ووضعت رأسي على الوسادة….. اصبحت افكر: لماذا اشعر بأنه يشبه سوهو كثيرا… ولكن بعيدا عن هذا فهو طيب ويشعرني بالصدق بكل حرف ينطق به.
كنت افكر وافكر وبعد مدة غلبني النوم...
فتحت عيناي في الصباح نظرت لتلك الشمس التي تضيء ذلك الحقل الأصفر، تأملتها قليلا.. فجأة قطعني صوت: جاسيكا.
إلتفت له.
كاي: هيا كلي الطعام.
وضعه امامي...
-بقيت صامتة.
كاي: وإلا…
-وإلا ماذا؟؟؟
اكمل كاي: وإلا….. صمت قليلا.. لا اعرف هيا كلي.
اصبحت اضحك وبدأ كاي يضحك ايضا، ثم بدأت بالأكل…..
بعد مدة انتهيت من الأكل ثم جاء كاي ورفع الطبق، ثم عاد وقال: جيسي سأرى قدمك.
-حسنا.
جلس كاي بجانبي على الكنبة، ورفع قدمي ببطئ، فتح ذلك الشاش الأبيض الذي كان يغطي قدمي.
قلت وانا انظر لتلك الإصابة: كاي اهذه س…… ستبقى علامة في قدمي..
صمت كاي.
نظرت له وقلت: أجبني..
قال وهو ينظر للأرض: نعم.
-م ماذا؟ ولكن…..
نظرت لتلك العضة..
 نظرت لشكل تلك الأسنان القبيحة على قدمي…. . نزلت دمعة من عيني وقلت: أ أسيراني الناس هكذا؟… أسيرون هذه على قدمي…
عم الصمت عدة دقائق، نظرت لكاي الذي كان بجانبي، كان هادئ ولكن عيناه حمراوتان مع انه لا يبكي ولا يدمع حتى…
كنت انظر له وعرفت انه يفكر في شيء ،ما هو؟ لا اعلم.
فجأة قال كاي: هي جيدة…. الان هي تحتاج لوضع الشاش عليها.
-هذا افضل.
… .فجأة وقف كاي مد يده لي وقال: جيسي...
استغربت قليلا: ماذا!
كاي: قدمك لابد ان تمشي… لكي تتحسن.
-آه فهمت ولكن….
فجأة امسك يدي وسحبني معه، فتح الباب وقال: سنتمشى في الحقل.
-ولكن…...
كاي: لا تقلقي انا معك.
امسك كاي يدي ومشينا…..كان الجو رائع الشمس صفراء دافئة، وزهور عباد الشمس متفتحة ، وتلك السنابل تغطي اقدامنا.…
كنا نتمشى بهدوء كان كلا منا يريد ان يتكلم ولكن عم الصمت. 
تكلمت: كاي…
كاي: ماذا؟
-انا……...انت بالتأكيد ستقول عني فضولية ولكني حقا اريد معرفة ماضيك.
نظر لي كاي، فقلت: ارجووك.
صمت قليلا، تنهد ثم قال:  حسنا…… والدتي صمت قليلا، تنهد ثم قال:  حسنا…… والدتي توفيت وهي تلدني…. كانت سيدة رائعة… رقيقة جميلة….. محبة وعطوفة هذا ما كان يكرره ابي دائما،… ..حين توفيت ومنذ ان كنت صغيرا اعتنى بي ابي ولكنه لم يعتني بنفسه… كان حزينا جدا.. حزينا لفقدانه امي…..كان يشرب كل يوم محاولا ان ينساها، كنت دائما ما اراه… ارى حالته المزرية وابكي…
كنت انظر لكاي الذي بدأ يدمع، امسكت يده وقلت: اكمل.
اكمل كاي: لم استطع ان اراه على هذه الحال.. فذات يوم امسكت بذلك الشراب وخبئته….
بعد مدة جاء ابي وسألني عن الشراب..
اجبت: لا اعلم.
الاب: انا اعلم انك من خبأته لانك لا تريدني ان اثمل، وصرخ: احضره الان.
قلت: لا ابي انه يضرك.... حينها صفعني ابي وصرخ في وجهي: احضره الأن… في هذه اللحظة كان ابي قاسيا جدا وقال: لقد….. لقد خسرتها بسببك.
حينها هربت من البيت، عندما كان عمري 7 اعوام، كنت ابيت برفقة صديق فقير كان يعيش بجواري وكانت عائلته طيبة.
تنهد كاي وقال: عدت ذات يوم لأرى ابي… دخلت إلى ذلك البار حيث الناس لا يفعلون شيء سوى الشرب بالإضافة إلى الراقصات، دخلت… وبعد بحث طويل بين تلك الوجوه لم اجده، خرجت من البار… فوجدت رجلا جالسا على الأرض وفي يده زجاجة، اقتربت منه….: ابي… ابي لقد تأخر الوقت فلنعد للمنزل.
ابي بصوت مبحوح: كاي.
-نعم انا كاي ابي… هيا قف سنعود للمنزل.
ابي وهو يحاول فتح عينيه: لا استطيع العودة.
خفت فجأة: م ماذا هيا إستند علي...
ابي: كاي لن اعيش طويلا… لقد اخبروني الأطباء.
-لا ابي لا تتفوه بالسخافات هيا قف.
ابي سعل بشدة ونزل الدم من فمه: كاي ابني… احبك.
-ابي هيا..
امسك يدي وقال: سامحني بني… سامحني كاي اذا قسيت عليك يوما.
ابي وهو يشدد على يدي بقوة: انا…. أ… احبك دائما.
نام ابي ،حينها كنت طوال الليل أيقظ فيه وانا ابكي ولكن ابي لم يستيقظ…. كنت اتذكر ذلك اليوم… اتذكر كل كلمة قالها لي… كان ابي الوحيد من عائلتي الذي عشت معه.
بعدها انتقلت للعيش في الملجأ ، وتعرفت على لاي… ذلك الصديق الذي جعلني انسى كل شيء، ابتسم وقال: إسمي لاي فلنكن اصدقاء.
وبسرعة وفي فترة وجيزة اصبحنا اكثر من اصدقاء اصبحنا إخوة….كنا ننام بجانب بعضنا لأن لاي كان يخاف الأشباح وكنا... نيقظ بعضنا بالوسائد، نتناول الوجبات معا، نتأمل النجوم معا، كان يناديني اخي.
ولكن حين وقع عن السلم واصيبت قدمه وحدثت الحادثة… وعندما ارادو اخذي للسجن……......... اتذكر فقط شيئا واحدا… هو ان لاي حين رأى الشرطي الذي سيأخذني، وقع عن ذلك الكرسي المتحرك، اقترب من قدم الشرطي وقال: لا ارجوك انه اخي…. انه نصفي الثاني ارجوك لا تأخذه انا……  ولكن سرعان ما ابعده الشرطي، امسكني وذهبت.
نظرت خلفي، نظرت لعينيه الباكيتين… كنت اعلم انها اخر نظرة ارى بها لاي.
في هذه اللحظة كنت ابكي بشدة وصوت بكائي كان عاليا وانا امسك يدا كاي بقوة ، كان كاي يدمع ولكنه نظر لي وابتسم: جيسي ما بكي؟ لا تبكي…
واندفع لعناقي.............................................
*
*
*
شكراا على التفاعل العظييم يا قوم😑👌

(Sadness Star)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن