صديق ألمانيا !!

4K 267 54
                                    

قلت لدي أو بعد ان سألني عن والدي "لا تذكرني"
قال "لا اذكركِ بماذا ؟!"
قلت "بوالدي ، و ما حصل .. لا اريد التذكر رجاءاً"
قال "و ما الذي حصل ؟!"
قلت "آسفة ، ليست لدي الشجاعة لإخبار احد عن هذا الأمر .. سيحصل لي شئ ما ان تذكرت او اخبرت احداً ، لا اريد قول اي شئ سوى ان والدي قد مات ، مات بطريقة بشعة للغاية و لن اقول شيئاً آخر"
قال "يبدو ان لديكِ الكثير من الذكريات السيئة حيال هذا الأمر"
قلت "اجل ، لا اريدها ان تحتل عقلي مجدداً .. لكن اعدك انني ان امتلكت الشجاعة الكافية لإخبارك فسأخبرك بالتأكيد و لن اخلف بوعدي هذا مهما حدث"
قال "حسناً ، سأنتظر منكِ ان تنفذي هذا الوعد مهما حدث"
قلت "حسناً ، اعتقد ان عليّ الذهاب الآن"
قال "حسناً ، انتبهي لنفسكِ"
فودعته و خرجت ..
لما لم يقترح ان يوصلني لغرفتي كما فعل كريس ؟! لما كريس غضب لأنني كنت اود العودة لغرفتي وحدي بينما دي أو لم يفعل ؟!! هذا غريب ..
انا اسكن في منزل مع أناس تستغرب منهم الغرابة نفسها !!
بقيت اسير و اسير حتى وصلت لغرفتي لكنها تبدو غريبة بعض الشئ .. دخلتها فتفاجئت ، انها ليست غرفتي !!
مع ان لها نفس الباب ذو اللون الأزرق السماوي و الذي يختلف عن بقية ألوان الغرف ذات اللون البني الغامق ! لكن غرفة من هذه ؟! يبدو كل شئ بها مرتباً و نظيفاً للغاية .. كأن هناك من ينظفها يومياً !
دخلت الغرفة و اغلقت الباب خلفي و بدأت اتفحصها ..
يوجد مكتبة صغيرة بها كتب تتحدث عن عالم مصاصو الدماء كتلك التي اعطوني اياها عندما دخلت هذا المنزل و بها سرير كبير كسريري تماماً .. كل شئ بها يبدو مطابقاً لغرفتي لكن ما جعلني اعرف انها ليست غرفتي هو مكان النافذة الكبيرة ، ففي غرفتي النافذة على الجانب الأيمن من الغرفة بينما في هذه الغرفة النافذة موجودة على الجانب الأيسر !
فجأة دخل كريس الغرفة و نظر إليّ بغضب و قال "من سمح لكِ بدخول هذه الغرفة ؟!"
قلت "انا فقط اعتق ...."
قاطعني و هو يقول بصراخ "اخرجي من هنا فوراً و لا تدخلي مجدداً !"
دخل تشانيول فجأة و سحبني من يدي و خرجنا حتى وصلنا لغرفتي و دخلنا ..
قلت "لما هو غاضب هكذا ؟!"
قال "لما دخلتِ لتلك الغرفة ؟!"
قلت "بابها يشبه باب غرفتي و اعتقدت انها غرفتي لذا دخلتها و لم اعرف غرفة من هي .. تلك الغرفة و غرفتي هما الوحيدتان اللتان لهما باب لونه ازرق سماوي"
قال "ألم تعرفي مكان غرفتكِ بعد ؟!"
قلت "لا ، لم احفظ اماكن الغرف"
قال "اذاً .. اعلمي ان الغرفة ذات الباب الأزرق التي امامها باب مكتوب عليه رقم (8) ليست غرفتكِ ابداً و لا تدخليها مجدداً ، غرفتكِ امامها غرفة مكتوب عليها رقم (2) و هي غرفة سيهون .. اتفقنا ؟!"
قلت "اجل ، لكن لما غضب كريس هكذا ؟! هو غضب ايضاً عندما كنت في غرفته و قلت له انني سأعود لغرفتي وحدي و كان مصمماً ان يوصلني بنفسه .. انا لا افهمه حقاً ! هلا تشرح لي الأمر ؟!"
قال "آسف ، انه امر خاص بكريس لذا لا استطيع اخباركِ بالأمر"
قلت "لكنك اخبرتني بحكاية سيهون !"
قال "لم يكن سيهون ممانعاً .. هو اخبرنا انه لا بأس بإخبار الفتاة المختارة بالأمر"
قلت "حسناً ، اتمنى ان يكون سبباً مقنعاً !"
قال "انه مقنع بالفعل .. سأذهب لأرى كيف حال كريس"
قلت "حسناً"
و رحل ..
هناك الكثير من الأشياء الغامضة في هذا المنزل ! سأسميه المنزل الغامض .. هذا اسم يليق به حقاً !
ماذا سأفعل الآن ؟ سأذهب للإعتذار من كريس فوراً ..
خرجت من غرفتي فوجدت سيهون يخرج من غرفته و عندما رآني قال "الى اين انتِ ذاهبة ؟"
قلت "و لما يهمك الأمر ؟!"
قال "لا شئ ، هل انتِ بخير الآن ؟"
قلت "ماذا تعني ؟"
قال "لقد صرخ دي أو في وجوهنا جميعاً لأننا امتصصنا دمكِ في نفس اليوم و كنتِ متعبة جدا"
قلت "أحقاً ؟"
قال "اجل ، لقد صرخ في وجوهنا كثيراً .. لا اعرف ماذا حصل له فجأة ! فهو في العادة لا يتحدث معنا كثيراً"
قلت "هكذا اذاً .. أتعلم ؟ دي أو افضل منك بمئات المرات .. ليس افضل منك انت وحدك ، بل افضل شخص هنا !"
قال "حقاً ؟"
قلت "اجل"
فإقترب مني فجأة و حاصرني بذراعيه و نظر لعينيّ مباشرة .. انه قريب جداً !
قلت "م-ماذا ت-تفعل ؟!!"
قال "اريكِ انني افضل منه !"
قلت "و كيف ستريني هذا بإقترابك مني هكذا فجأة !"
قال "فقط سترين !"
و ظل ينظر لعينيّ قليلاً ثم ابتعد عني فجأة و ظل مصدوماً لبعض الوقت ثم قال "لم استطع فعلها ؟! لماذا ؟!"
قلت "فعل ماذا ؟"
قال "في العادة انا عندما انظر لعينيّ احدهم يتوتر و يقول في النهاية انني الأفضل او يفعل لي شئ أطلبه او يحدث له اي شئ مهما كان .. لكن عندما نظرت لعيناكِ لا اعرف ماذا حدث لي !! عيناكِ جميلتان حقاً و لهما لون مميز .. بين العسلي الفاتح و الأخضر ، لاحظت هذا تواً ! لكن كيف هذا ؟ ألستِ من ام و اب كوريين ؟!"
قلت "اجل لكن جدتي والدة ابي كانت ألمانية و انا ورثت عيناي منها"
قال "هكذا اذاً ، لكن اين هو والدكِ ؟ فحسب ما اتذكر انتِ تعيشين مع والدتكِ فقط !"
قلت "مات"
قال "ااه هكذا اذاً ، آسف"
قلت "لا بأس"
لما يصرون على ان يعيدوا الذكريات كلها لرأسي .. لم اصدق انني تخلصت منها !
قلت "سأذهب الآن"
قال "لحظة ، يمكنني ان اسألكِ عن شئ ما ؟"
قلت "اجل ، اسأل"
قال "عن اي ذكريات سيئة كنتِ تتحدثين و نحن في الحديقة ؟!"
قلت "لا تتدخل بهذا الأمر فهو ليس من شأنكِ"
قال "لماذا ؟!"
قلت "فقط هكذا .. لا تتدخل و حسب !"
ثم ذهبت و تركته .. لكنني عدت إليه مجدداً و قلت "ما هو رقم غرفة كريس ؟"
قال "لما تودين ان تعرفي ؟"
قلت "فقط اخبرني .. لدي شئ مهم عليّ ان اخبره به"
قال "الغرفة رقم 12"
قلت "شكراً لك"
ثم ذهبت و بحثت عن الغرفة حتى وجدتها ..
طرقت الباب بهدوء فجاءني صوته من الداخل يقول "ادخل"
فدخلت بخوف و قلت "مرحباً"
نظر إليّ بعدم اهتمام و قال "ما الذي تريدينه ؟ ان كان شيئاً تافهاً ف اخرجي من هنا حالاً !"
قلت "اريد فقط ان اعتذر عما حصل اليوم لذا .. انا آسفة جداً كريس ، لم اقصد ان ادخلها !"
قال "اوه حقاً ؟ كيف لم تقصدي ذلك ؟!"
قلت "ان لها نفس لون باب غرفتي و عندما دخلتها كان بها نفس الأشياء التي في غرفتي لكنني اكتشفت ان مكان النافذة مختلفة .. كنت سأخرج لكنك دخلت فجأة و صرخت بوجهي و انا لم استوعب ما يحدث ، لذا .. انا اعتذر عن دخولي الغرفة بدون قصد مني ، اتمنى ان تسامحني"
ماذا ان قال انه لن يسامحني ؟! كيف سأجعله يسامحني حينها !! ااه هذا يجعلني اتوتر حقا ، لكن ....
قطع كريس حبل افكاري و هو يقول "انا ايضاً آسف لأنني صرخت في وجهكِ .. لم اتمالك نفسي فأنا لا احب ان يدخل احد ما الى تلك الغرفة"
قلت "لن ادخلها مجدداً ، اعدك بهذا"
قال "جيد ، أيمكن ان اسألكِ عن شئ ما ؟!"
قلت "اجل"
قال "عندما اضعتِ الإكسسوار الذي اعطيته لكِ تحدثتِ عن ان هناك ذكريات ستحتل رأسكِ .. اي ذكريات هذه ؟! و ما علاقتها بمزاحي معكِ ؟!"
هل اتفق الجميع على إعادة الذكريات لي مجدداً اليوم ام ماذا ؟! ما هذا اليوم !!
قلت "آسفة ، لا يمكنني اخبارك"
قال "لماذا ؟"
قلت "فقط هكذا ، اريد الاحتفاظ بهذا الأمر لنفسي"
قال "حسناً ، لكل منا أسراره الخاصة به !"
قلت "اجل ، و انت سرّك هو تلك الغرفة التي دخلتها اليوم .. انت تنظفها يومياً رغم ان لا احد يقطن بها لكنني لن اسألك عن هذا ، الفضول يقتلني لكن لن اتدخل في خصوصياتك .. ربما تأتي انت في يوم من الأيام و تخبرني بنفسك"
قال "انتِ حقاً رائعة مايري !"
قلت "شكراً لك ، سأذهب الآن"
قال "حسناً ، في تلك المرة التي منعتكِ فيها من الذهاب وحدكِ لغرفتكِ و غضبت بشدة .. انا اعتذر عن ذلك ايضاً ، كنت خائفاً من ان تخلطي بين الغرف و تدخلي تلك الغرفة"
قلت "هكذا اذاً ، الى اللقاء"
قال "الى اللقاء"
فخرجت و توجهت لغرفتي و عندما كنت على وشك الدخول امسك شخص ما بيدي فإلتفتُّ إليه و وجدته تشين ..
قلت "أهناك شئ ما ؟"
قال "اجل"
و رفع يدي لمستوى فمه و قبلها ..
سحبت يدي بسرعة و قلت "ما هذا الذي تفعله ؟!"
قال "لماذا انتِ خائفة هكذا ؟ انا فقط رأيت فتاة جميلة و قلت لنفسي لما لا أسعدها بقبلة على يدها !"
قلت "لست جميلة لهذا الحد ، لا تقبلني على يدي هكذا مجدداً !"
جاء سيهون و رآنا فقال "تشين هيونغ ؟ ما الذي تفعله معها هنا ؟!"
قال تشين "لا شئ ، اقبلها على يدها لأنها .. جميلة !"
قال سيهون "هل انت احمق هيونغ ؟ توقف عن هذا .. ظننت انك تخليت عن كونك لعوب"
قال "انا فعلاً تخليت عن كوني لعوب لكن عندما رأيت مايري عدت ل التلاعب مجدداً"
قال سيهون "هيا اذهب من هنا هيونغ حتى لا اغضب عليك .. و لا تفعل ما فعلته مجدداً"
قال "لما غضبت هكذا ؟"
قال "فقط اذهب هيونغ رجاءاً"
فذهب تشين بعد ان غمز لي ..
قلت لسيهون "شكراً لك"
قال سيهون "لا تشكريني ، و لا تسمحي لأحد بفعل هذا مجدداً بكِ .. انهم مجانين !"
قلت "اه اجل ، و انت اكبر مجنون رأيته هنا .. تصبح على خير سيهونااه"
و فتحت باب غرفتي و دخلت ثم اغلقت الباب فسمعت سيهون يقول من خلف الباب "يااااا ، ما خطب سيهونااه تلك ؟ ياااا .. ايتها الحمقاء ، لم ينتهي الكلام بيننا بعد ! ااااشششش ، سترين ما سأفعله بكِ غداً يا حمقاء !!"
ثم سمعت صوت باب غرفته يفتح و يقفل بهدوء ..
انه مضحك هذا السيهونااه !
بدلت ملابسي ثم نمت فوراً .. ياللتعب !
استيقظت في اليوم التالي و كنت اشعر بدوار غريب .. لماذا اشعر بالدوار هكذا من الصباح ؟! لا يهم ، سيختفي بعد قليل !
جلست على سريري و ياللغرابة ، لا يوجد شخص جالس على طرف السرير هذا اليوم !
ثم وضعت قدمي على الأرض لأنزل لكن لما ملمس الأرض غريب هكذا ! وقفت و نظرت تحت قدمي فوجدت سيهون نائما على الأرض و ينظر لي بإبتسامة خبيثة ..
قفزت على الأرض بسرعة و جلست بجانبه و قلت "انا آسفة لأنني وقفت فوقك ، هل تألمت ؟!"
جلس سيهون و قال "لا ، انتي خفيفة جدا و لم اشعر بأي شئ"
قلت "مهلا ، لما انت نائم هنا ؟! و منذ متى و انت هنا ؟!!"
قال "انا هنا منذ ان نمتي بالأمس ، نمت هنا الليلة الماضية"
قلت "ماذا ؟! كيف دخلت الى هنا ؟"
قال "دخلت من الباب"
قلت "لكنني اغلقته بالمفتاح !"
قال "فتحته و دخلت ، لدي نسخة من مفتاح غرفتك"
قلت "كيف حصلت عليها ؟!"
قال "ماذا ؟! ألا تعلمين ان جميع الأعضاء هنا لديهم نسخة من مفتاح غرفتك ؟!!"
قلت بدهشة "أحقا ؟ لم يخبرني احد بهذا من قبل !"
فقال سيهون بتفاجئ "ظننت ان تشانيول اخبركي !"
قلت "كلا لم يخبرني ، لما تشانيول بالتحديد ؟!"
قال "انا كلفته بفعل هذا لكنه احمق و لم يفعل !!"
قلت "لما لديكم نسخة من المفتاح ؟ أليس هذا انتهاكا للخصوصية ؟!"
قال "ليس انتهاكا للخصوصية في عالم مصاصي الدماء ، بعضنا يحتاج ان يمتص الدماء في منتصف الليل .. لذا نفتح غرفتك و نمتصه"
قلت "ألستم مجانين ؟! تمتصون دمائي بشراهة و بلا رحمة .. و منذ ان اتيت انتم تمزحون معي بطريقة تجعلني أجن و هذا غير عادل بالمرة !"
قال "ااه لا بأس ، ستكونين بخير"
قلت "انت حقا لا تشعر بما اشعره .. لما اتيت و نمت هنا على اي حال ؟!"
قال "لا سبب ، فقط اردت ان انام هنا .. كان يمكنني النوم على السرير بجانبك لكنك ستقتلينني ان فعلت ذلك !"
قلت "اجل ، من الجيد انك لم تفعل"
ثم وقفت و دخلت الحمام .. استحممت و خرجت فوجدت سيهون ما زال جالسا مكانه ..
قلت "لما لم تذهب ؟!"
قال "سأمشط لكي شعرك"
قلت "لا شكرا ، استطيع القيام بهذا وحدي"
قال "لا ، اريد ان امشطه"
جلست على الكرسي امام المرآة و امسكت المشط لأمشط شعري لكن سيهون سحبه مني و بدأ بتمشيط شعري و قال "اخبرتكي انني اريد فعل ذلك ، ألا تفهمين ؟!"
قلت "حسنا ، أيمكنني ان اسألك عن شئ ما ؟!"
قال "اسألي"
قلت "لما يجب ان نعيش في البلد الذي ولدت به انا ؟! لما لم نبقى في كوريا ؟!!"
قال "في الواقع هذا ليس قانونا علينا اتباعه"
قلت "هو ليس قانونا اصلا ؟!"
قال "لا ، لا يوجد اي مصاصو دماء يعيشون في المكان الذي ولدت به الفتاة المختارة اصلا"
قلت "لما نحن نعيش في ألمانيا اذا ؟!"
قال "هناك شخص مسؤول عن حياتنا و عن اين نعيش و هو من يشتري لنا كل ما نحتاجه .. ذاك الشخص هو من يقرر اين سنعيش ، كان سيقرر ان نظل في كوريا لكنني ذهبت إليه بدون علم احد و اخبرته ان نعيش في ألمانيا افضل و هو وافق و اخبر الأعضاء عن هذا و لم يعترض احد و ايضا لم يعلم احد انني من اخترت المكان"
قلت "و لما اخترت ألمانيا تحديدا ؟"
قال "فقط اردت ان اتعرف على المكان الذي ولدتي به انتي !"
قلت بإستغراب "لما انت مهتم بحياتي هكذا عكس البقية .. انت مهتم بحياتي زيادة عن اللزوم !"
قال "انا فقط احب الإهتمام بحياة الآخرين"
ثم انهى تمشيط شعري و قال "شعرك حقا رائع .. انه طويل و لونه بني ، لذا يبدو حقا حقا مدهشا"
قلت "شكرا لك"
ثم أزال شعري الى اليسار قليلا و غرس انيابه في رقبتي برفق و بدأ بإمتصاص الدماء .. و انا احاول التحمل ..
قال كريس انني سأعتاد لكنني لم أعتد على هذا رغم ان الجميع قاموا بإمتصاص دمي !
ابتعد عني سيهون بعد قليل و قال "هذا لذيذ حقا !"
وضعت يدي على رقبتي بألم و قلت "هذا مؤلم حقا !"
قال سيهون و كأنه لم يسمعني "دمك مدهش ايتها الفتاة القرمزية"
قلت "اعلم لكنه مؤلم ، سيهونااه !"
قال "ما خطب سيهونااه هذه ؟!!"
قلت "لا شئ ، احببت فقط ان اناديك سيهونااه .. يبدو لي افضل من سيهون"
قال "ارغب ان اناديك بشئ ما ايضا"
قلت "أتفكر في شئ محدد لتناديني به ؟"
قال "اجل ، مااه .. ما رأيك به ؟"
قلت "مااه ؟! ستكون ثاني شخص يناديني بهذا اللقب"
قال "و من الأول ؟"
قلت "صديق طفولتي ، يمكنك القول انه صديق السنة الأولى !"
قال "ماذا تعنين بصديق السنة الأولى ؟"
قلت "انا ولدت هنا في ألمانيا و بقيت هنا الى ان اتممت السنة ، و في هذا الوقت كان هناك جيران لنا ، فتى اكبر مني ب 3 سنوات تماما و والدته و ابيه ، والدته اصبحت صديقة والدتي و انا اصبحت صديقة هذا الفتى .. و هذا الفتى كان يناديني ب مااه دوما ، لذا قلت انه صديق سنتي الأولى او صديق ألمانيا"
قال "و ما زلتي تتذكرين كل ذلك ؟"
قلت "لا اتذكر شيئا فقد كنت صغيرة جدا حينها ، حكت لي امي عن هذا"
قال "و ما كان اسمه ؟"
قلت "قالت امي انها لا تتذكر فذاكرتها ضعيفة في تذكر الأسماء بشكل جيد .. انها تنسى اسمي احيانا"
قال "هكذا اذا ، هل كان الفتى ألماني ام كوري ؟"
قلت "كوري .. لا امتلك اي صورة له لكنني اتمنى مقابلته مجددا ، لكن حتى ان قابلته لن اعرفه .. ربما هو سيعرفني و ربما لا"
قال "و ماذا ستفعلين ان قابلتيه ؟"
قلت "لا اعلم حقا لكنني فقط سأكون سعيدة"
قال "لما ؟ انه شخص لا تتذكرين اي شئ عنه و لا تعلمين حتى ما هو اسمه .. ماذا ان كان شخصا شريرا ؟!"
قلت "لا يمكنه ان يكون شريرا ابدا ، عندما كانت امي تحكي لي عنه كانت مبتسمة و سعيدة جدا لأنني طلبت منها ان تحكي لي عن السنة التي عشتها في ألمانيا .. كانت تتكلم عنه كأنه ابنها حقا ، قالت انه وسيم و يحب التحرك كثيرا و مشاغب .. لكن كونه مشاغبا كان يعطيها البهجة و قالت انني كنت متعلقة به جدا لدرجة انني كنت اذكر اسمه و انا نائمة ، قالت انني و هو كنا دوما معا و لم نفترق .. حتى انه كان يصر على ان يبيت معي في منزلنا و عندما توافق والدته يأتي لمنزلنا و عندما يحين موعد النوم تغلق امي الأنوار و الباب و تذهب و هو يكون نائما في سرير بجانبي و بمجرد ان تخرج امي يأتي و ينام بجانبي و يمسك بيدي و يظل يلعب بشعري و ينظر إلي الى ان انام ثم ينام هو .. عندما سألت امي كيف عرفت ذلك و هي خارج الغرفة قالت انها كانت تراقبنا بدون ان نشعر ، ااه اتمنى مقابلته حقا !"
قال "و كيف افترقتما ؟ لما عدتي الى كوريا و ماذا كانت ردة فعله ؟!"
قلت "عودتي الى كوريا كانت بسبب عمل والدي فحسب .. سألت امي عن ردة فعله عندما علم اننا سنرحل قالت انها لم تتوقع ردة فعل كهذه ابدا ! عندما اخبرته بذلك لم يستوعب الأمر و ظل يبتسم و يقول ان امي تمزح فحسب لكنه صدق ذلك في النهاية و ظل يبكي لمدة يوم كامل ، كان حينها قد بقي اسبوع و نذهب .. و في هذا الأسبوع لم يفارقني و لو للحظة واحدة ، ننام معا .. نأكل معا و نلعب معا ، لم يتركني ابدا طوال هذا الأسبوع .. كان يحاول ان يكون لنفسه ذكريات لا تنسى معي ، كنا متعلقان ببعضنا كثيرا .. عندما اتى موعد الرحيل اتى معي للمطار و ظل ممسكا بيدي طوال اليوم ! و عندما قالت له امي ان يترك يدي لأننا سنرحل قال لها (ارجوكي دعيها تبقى معي ، انها حقا كل حياتي و لا اريدها ان ترحل و تتركني .. لا اريد ترك يدها ، انظري لنظرتها الحزينة تلك .. نحن لا يمكن ان نفترق !) صدمت امي حينها ان طفلا في مثل عمره يقول مثل هذا الكلام .. و قالت له اننا سنعود مجددا فترك يدي بإنكسار و اعطاني هدية و قال لي ألا انساه ابدا و بكى و رحلت انا مع امي و ابي و لم نعد لألمانيا مجددا .. قالت لي امي انها نادمة لأنها لم تتركني معه ، قالت انها السبب في حزنه الشديد ، امي لا تحب ان تسبب الحزن لأحد خصوصا الأطفال الصغار .. تكلمت امي مع امه بعدما عدنا لكوريا بأسبوع و قالت امه ان الفتى دخل في حالة اكتئاب و يرفض الخروج من المنزل ابدا و قالت انه لا يأكل جيدا و اصبح ضعيفا جدا .. قالت انه عندما ينام يقول اسمي و كلما ينظر لوالدته يقول لها (متى ستعود مااه ؟ أيمكننا الذهاب لها الآن ؟) اصبح مهووسا بفتاة اسمها مايري .. لذا انا حقا اود رؤيته و الاعتذار له بشدة !"
قال "هذا محزن ، ما سبب تعلقه الشديد بك ؟!"
قلت "لا اعلم ، حتى امي لا تعلم ما السبب في هذا"
قال "ان قابلتيه فأتمنى ان تعرفيني عليه .. اريد ان اكون صديقا له"
قلت "حسنا ، اعدك بهذا"
قال "سأذهب الآن ، لدي بعض الأشياء علي القيام بها"
قلت "حسنا ، الى اللقاء"
و ذهب ..
جلست على السرير و انا افكر بصديق ألمانيا ذاك ، عندما تكلمت عنه امام سيهون شعرت انني اريد مقابلته حقا ، اريد ان اقابله توا .. كيف كان شكله و شخصيته ؟! كيف اصبح عندما كبر ؟ هناك الكثير اود ان اعرفه عنه .. ااه اشتقت له حقا رغم انني لا اتذكر اي شى عنه !
●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●●

الفتَـاة المُختارة..هيَ أنا!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن