سار في الطريق الذي مرَّت به ، يبحث عنها لِيُعْطي لها بقيّة الأوراقيتلفَّتُ في أرجاء الفناء علّهُ يراها
ندَبَ حظّهُ و خجلهُ الذي أخَّرهُ عن اللحاق بها
" لو أنني تعجَّلتُ لكنتُ وجدتها ، كيف سأعطيها هذه الأوراق ؟ حتى أنني لم أسألها عن نشاطها الذي هِيَ مشتركة فيه "
تهلَّلت عيناهُ حالَمَا رءآها، كانت تخرج من إحدى المراكز التعليمية ، وقفت بجانب الباب مُطَأْطِئة رأسها للأسفلإستغرب فِعْلَها لكن لم تلبث مكانها بل خَطَت مُبتَعِدة
كاد ينطق مُنَادياً باسمها ، لكنه تراجع متردِّداً
رمَقَ يده مطوّلاً يسترجع الموقف المُحْرِج الذي حصل
تردَّد أكثر و فكَّر ألّا يتبعها ، قطب حاجبيه بضيق
و أخذ نَفَساً عميقاًبعدها بسرعة ركض خلفها ، نزل السلالم و لمَحَها
تخرج من البوابةِ الكبيرة المؤدّية للساحةِ الخارجية.نظر حولهُ في الفناء و كان خالٍ تماماً و هادئ بشكلٍ يوحي بالريبة و يبعث على القشعريرة
مشى للخارج للبحث عنها فرأى جسداً مستلقياً
على مقعد ، كانت هِيَ !
إقترب قليلاً و هو يشدُّ على الأوراق في كفَّيْه
أراد الحديث لكنّ صوتها المفاجئ ألجمه
بصوتٍ رخيم كانت تترنَّم ، نبرتها هادئة يشوبها حزنٌ خفي ، عيناها مُتَعلِّقتان بالسماء ، لكنّ نظراتها بعيدة كلَّ البُعْد عن واقعها الذي تعيشه في لحظاتها الباردة تلك
بات خلفها تماماً يستمع لحن صوتها
إلى أن سكتت و أصدرت زفرةً عميقةشعرت بحركة خلفها فالتفتت ببرود ، لكنها صُدِمَت بمجرد أن وقعت عيناها عليه
إرتبكت عندما شاهدته واقفاً بالقُرْبِ منها ، علمت أنه سمع صوت ألحانها من تعابير وجهه
" ما هذا الحظ ؟ .. متأكِّدة سمعني ماذا أفعل اﻵن ..
يا إلهي "إعتدلت بجلستها و تعمَّدت تجاهله ، رغم نبضات قلبها المتسارعة
- عذراً منكِ، نسيتِ هذه الأوراقإبتسمت على كلامه و بدا عليها اللا مبالاة
مدَّ لها الأوراق فأخذتها منه ببرود كعادتها- لم يكُن عليك إعادتها
- صوتكِ جميل
لم ترد عليه ، ببساطة لم تمتلك الكلمات المناسبة لتقولها- لا أعتقد أن حصة الأنشطة انتهت ، لماذا خرجتِ إلى هنا ؟
إبتسمت بسخرية : بصراحة .. طُرِدْتقَلِقَ نيار : لماذا ؟
- لأنني تأخرت ، مشرفتي صاحبةُ النشاط متسلِّطة
و نظامية جداً ، ولا تقبل النقاش بأمورٍ تافهة كما هِيَ تُسَمِّيها
- بعدما حملتِ تلك الأوراق الكثيرة تجازيكِ بالطرد !
أنت تقرأ
عاصفة من المشاعر الثلجية
Teen Fictionبذل جُهدَهُ للحصولِ على اهتمامها ولم يدري بنظرةِ عينيه الخجولة أن يكْسِرَ برودها و يُزِيل الثَّلج عن حناياها أو يحصل على رِثاءٍ من مشاعرها فـ في قلبه خوفٌ وعلى لسانهِ زلَّةُ بوح ! البداية 1/11/2016 النهاية 12/12/2016 ــــــــــــــــــــــــــــــــ...