ودّعت والدتها و أخاها الأكبر و غادرت إلى المدرسة باكراً.إلتقت زميلتيها اللتان انتظرتا قدومها ، دخَلْنَ معاً إلى الفناء الداخلي للمدرسة.
كانت قد نسيت ما حصل سابقاً حتى ذكّرتها إحدى الفتاتين بقولها_: هل ترَوْن ذلك الفتى هناك .. صاحبُ الشعرِ الأسود
أشارت نحوه و حينما نظرتا إليه، أبعد نظراته
و تظاهر بانشغالهِ بشيءٍ ما.دُهِشَت ريتا من رؤيته " ذاك نفسه الفتى ! "
قالت نفسُ الفتاةِ التي نبّهتهما عنه
: منذ فترة و هو يحدّق بنا و لا يزيحُ عينيهردّت الأخرى : أنا أعرفه ، أظنُّ اسمه نيار !
_: ما هذا اﻹسم الغريب ؟
_: لكنه يبدو لطيفاً.
_: كأنه يراقبنا، أنظري إليه
_: ربما هو معجبٌ بإحدانا
_: كفى مستحيل
_: قُلتِ أنه منذ فترة يحدّق بنا ، إذاً لا تفسير آخر.
إستمرَّتا في جدالهما فيما ظلَّت هي تنظر له بتعجُّبٍ
مما يفعله
" من غير المعقول أن يحصل هذا صدفة ، ربما تذكَّرني لأنه أعاد لي ميداليَّتي ، متأكّدة أن عيناه كانتا موجَّهتان لي بالذات "
_: و أنتِ ما رأيكِ ريتا ؟أيقظتها إحداهن من شرودها
_: رأيي في ماذا ؟_: نقصد بأنه معجبٌ بواحدةٍ منّا
زفرت بملل و قلبت عيناها : لا تفكّرا بالأمرِ كثيراً،
لا بد أنه شبَّه علينا ، لهذا السبب فقط كان ينظر._: أنتِ دائماً تحاولين إحباطنا بكلامِك
_: لم أقصد ذلك .. لكنّ نظرتهُ لا تدلُّ على إعجاب ،
لا تُهذِرا وقتكما بالتأمُّلاتِ الفارغة.
خَطَت بعيداً عنهما و تركتهما ساخطتان من ردّها البارد." نيار! .. يليقُ به .. إسمٌ غريب مثلما أرى شخصيته كذلك ".
¡¡¡¡¡¡¡¡¡
بعد عدّةِ حصص تجمّع الطلاب خارج صفوفهم وقت الراحة ، بما فيهم هِيَ ، إستندت جالسةً بجانب البوابة الكبيرة للفناء الداخلي للمدرسة ، لم تشَأْ أن تأكل شيئاً عدا علبة مشروبٍ كانت بيدها ..
تمَّت تراقب الطلاب الذين يسيرون معاً و يبتسمون ،
يأكلون معاً و يدرسون ، يلعبون غير مُبَالين بسنِّهم ..تمنَّت أن تكون مثلهم .. لكنها مختلفة .. ستظلُّ
هكذا دائماً .. بعيدة عن الناس .. رفيقة العُزْلة
و الخيال .. لا أصدقاء ! .. ولا رِفَاق !
أنت تقرأ
عاصفة من المشاعر الثلجية
Novela Juvenilبذل جُهدَهُ للحصولِ على اهتمامها ولم يدري بنظرةِ عينيه الخجولة أن يكْسِرَ برودها و يُزِيل الثَّلج عن حناياها أو يحصل على رِثاءٍ من مشاعرها فـ في قلبه خوفٌ وعلى لسانهِ زلَّةُ بوح ! البداية 1/11/2016 النهاية 12/12/2016 ــــــــــــــــــــــــــــــــ...