1 " مجدداً يتكرَّر "

771 65 27
                                    

        
        
        
ودّعت والدتها و أخاها الأكبر و غادرت إلى المدرسة باكراً.

إلتقت زميلتيها اللتان انتظرتا قدومها ، دخَلْنَ معاً إلى الفناء الداخلي للمدرسة.
    
    
كانت قد نسيت ما حصل سابقاً حتى ذكّرتها إحدى الفتاتين بقولها

_: هل ترَوْن ذلك الفتى هناك .. صاحبُ الشعرِ الأسود

أشارت نحوه و حينما نظرتا إليه، أبعد نظراته
و تظاهر بانشغالهِ بشيءٍ ما.

دُهِشَت ريتا من رؤيته " ذاك نفسه الفتى ! "
    
    
قالت نفسُ الفتاةِ التي نبّهتهما عنه
: منذ فترة و هو يحدّق بنا و لا يزيحُ عينيه

ردّت الأخرى : أنا أعرفه ، أظنُّ اسمه نيار !

_: ما هذا اﻹسم الغريب ؟

_: لكنه يبدو لطيفاً.

_: كأنه يراقبنا، أنظري إليه

_: ربما هو معجبٌ بإحدانا

_: كفى مستحيل

_: قُلتِ أنه منذ فترة يحدّق بنا ، إذاً لا تفسير آخر.
   
   
إستمرَّتا في جدالهما فيما ظلَّت هي تنظر له بتعجُّبٍ
مما يفعله
         
" من غير المعقول أن يحصل هذا صدفة ، ربما تذكَّرني لأنه أعاد لي ميداليَّتي ، متأكّدة أن عيناه كانتا موجَّهتان لي بالذات "
      
       
_: و أنتِ ما رأيكِ ريتا ؟

أيقظتها إحداهن من شرودها
_: رأيي في ماذا ؟

_: نقصد بأنه معجبٌ بواحدةٍ منّا
   
    
زفرت بملل و قلبت عيناها : لا تفكّرا بالأمرِ كثيراً،
لا بد أنه شبَّه علينا ، لهذا السبب فقط كان ينظر.

_: أنتِ دائماً تحاولين إحباطنا بكلامِك

_: لم أقصد ذلك .. لكنّ نظرتهُ لا تدلُّ على إعجاب ،
لا تُهذِرا وقتكما بالتأمُّلاتِ الفارغة.
     
       
خَطَت بعيداً عنهما و تركتهما ساخطتان من ردّها البارد.

" نيار! .. يليقُ به .. إسمٌ غريب مثلما أرى شخصيته كذلك ".
    
     
     
      
                             ¡¡¡¡¡¡¡¡¡                 
       
      
      
بعد عدّةِ حصص تجمّع الطلاب خارج صفوفهم وقت الراحة ، بما فيهم هِيَ ، إستندت جالسةً بجانب البوابة الكبيرة للفناء الداخلي للمدرسة ، لم تشَأْ أن تأكل شيئاً عدا علبة مشروبٍ كانت بيدها ..
    
   
تمَّت تراقب الطلاب الذين يسيرون معاً و يبتسمون ،
يأكلون معاً و يدرسون ، يلعبون غير مُبَالين بسنِّهم ..

تمنَّت أن تكون مثلهم .. لكنها مختلفة .. ستظلُّ
هكذا دائماً .. بعيدة عن الناس .. رفيقة العُزْلة
و الخيال .. لا أصدقاء ! .. ولا رِفَاق !

عاصفة من المشاعر الثلجيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن