6 " تبدُّد الثلج "

495 58 7
                                    




ألقت الكتاب لِجوارها بعدما انتهت من المذاكرة

- تعبت ، متى ستبدأ الإجازة ، لقد مللت.

فتحت النافذة فتسلَّل النسيمُ الباردُ لزوايا الغرفة
تنفَّست الهواء النقي و عينها على الطريق تتابع حركة السير

خطَرَ في بالها نيار ، إبتسمت لنفسها و اللَّمعةُ في مقلتيها


" أيها الفتى ، ماذا فعلتَ بي ؟ .. لسنوات لم أتأثَّر بشخصٍ ما و لو بذكرى ، و في مدةٍ قصيرة ، لماذا أفكِّرُ فيك و أتذكّرك طوال الوقت؟ .. ما الشيءُ الذي يميِّزك عن البقية ؟ أنت مختلف ، و هناك سببٌ لذلك ، ملامحك، صوتك، أسلوبك، لطافتك، عفويّتك، شخصيّتك، أنت ملاك ، لا يشبهك أحد .. "


- من هو ؟

شهقت مفزوعة وارتدَّت للخلف ، رأتها تقف بجانبها تبتسم بمكر

- كان عليكِ تنبيهي بدخولكِ أمي ، لا تقتحمي غرفتي هكذا بسُكوت ، كاد قلبي يتوقف رعباً


ضحكت السيدة بعفوية على تصرُّفها ، غمغمت ريتا مع ذاتها بكلماتٍ مجهولة

- لاحظتُ أضواءً من أطراف الباب فعلمتُ أنكِ مستيقظة و أن النافذة مفتوحة.

- لمَ يجب أن تخبريني بهذا الكلام ! ، لستُ في مِزَاجٍ مناسبٍ لاستماع الأمور الروتينية.

- بالطبع فعقلكِ مع الذي يُدعَى نيار =)


أخرستها الصدمة ، كيف لأمها أن تعرفه ؟ ، حدَّقت بها بغير تصديق

ريتا : من ؟؟ .. من أخبركِ بذلك ؟! مستحيل.

- أنا لستُ ساذجة ريتا ، كما أنكِ أنتِ لفظتِ اسمه
- متى ؟ أنا لم أَقُل شيئاً
- بلى ، كُنتِ شاردة الذهن و تهمسين باسمه


خَجِلت من موقفها الذي وقعت فيه دون قصد
فكَّرت بعشوائية في حيلة تخبرُ بها والدتها لِتُخلِّص نفسها من تساؤلاتها ، لكنّ إلحاحها عليها لم يُعْطِها الفرصة للهرب من اﻹجابة.

- أَهُوَ صديق ؟

بادرت والدتها بسؤالها لِتُفْسِح لها المجال بقول الحقيقة
وعلى ما يبدو أن ريتا مُصِرَّة على التكتُّم في هذا الأمر

فقد نَفَت حَدْس والدتها حول وجود أيّ صديق له صلةٌ باﻹسم

- كلا ، أظنُّ أنني بالفعل شردتُ منذ دقائق ، و لهذا قد نطقتُ اﻹسم عن طريق الخطأ بلا شعورٍ مني ، لكنني لا أملك أصدقاء و أنتِ أكثر من يعلم بذلك

- كُنتُ متَحمّسةً لمعرفة صاحب اﻹسم ، يا للخسارة !


خَيْبة واضحة في والدتها ، و صوتها الجاف أثناء ردِّها دلَّ على انكسار الأمل الذي أوشك أن يتحقق


" يستحيل أن أخبرها عنه ، هذا ليس الوقت المناسب لِأُطْلِعها على هوية نيار ، يبقى هناك حاجزٌ بيننا لم يسقط بَعْد ، و أعلم أنني الوحيدة التي يمكنها إزالته ، لذا .. سأنتظر وقتاً آخر لأجد فرصةً مناسبة و أعترف لأمي أنه أصبح صديقي ، أما اﻵن سأخفي الأمر كُلِّيّاً "



¡¡¡¡¡¡¡




في اليوم التالي .. إنتظرت رؤيته ليتحدث معها ككلّ يوم ، لكنه تأخر !!

عاصفة من المشاعر الثلجيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن