ألقت الكتاب لِجوارها بعدما انتهت من المذاكرة- تعبت ، متى ستبدأ الإجازة ، لقد مللت.
فتحت النافذة فتسلَّل النسيمُ الباردُ لزوايا الغرفة
تنفَّست الهواء النقي و عينها على الطريق تتابع حركة السيرخطَرَ في بالها نيار ، إبتسمت لنفسها و اللَّمعةُ في مقلتيها
" أيها الفتى ، ماذا فعلتَ بي ؟ .. لسنوات لم أتأثَّر بشخصٍ ما و لو بذكرى ، و في مدةٍ قصيرة ، لماذا أفكِّرُ فيك و أتذكّرك طوال الوقت؟ .. ما الشيءُ الذي يميِّزك عن البقية ؟ أنت مختلف ، و هناك سببٌ لذلك ، ملامحك، صوتك، أسلوبك، لطافتك، عفويّتك، شخصيّتك، أنت ملاك ، لا يشبهك أحد .. "
- من هو ؟شهقت مفزوعة وارتدَّت للخلف ، رأتها تقف بجانبها تبتسم بمكر
- كان عليكِ تنبيهي بدخولكِ أمي ، لا تقتحمي غرفتي هكذا بسُكوت ، كاد قلبي يتوقف رعباً
ضحكت السيدة بعفوية على تصرُّفها ، غمغمت ريتا مع ذاتها بكلماتٍ مجهولة- لاحظتُ أضواءً من أطراف الباب فعلمتُ أنكِ مستيقظة و أن النافذة مفتوحة.
- لمَ يجب أن تخبريني بهذا الكلام ! ، لستُ في مِزَاجٍ مناسبٍ لاستماع الأمور الروتينية.
- بالطبع فعقلكِ مع الذي يُدعَى نيار =)
أخرستها الصدمة ، كيف لأمها أن تعرفه ؟ ، حدَّقت بها بغير تصديقريتا : من ؟؟ .. من أخبركِ بذلك ؟! مستحيل.
- أنا لستُ ساذجة ريتا ، كما أنكِ أنتِ لفظتِ اسمه
- متى ؟ أنا لم أَقُل شيئاً
- بلى ، كُنتِ شاردة الذهن و تهمسين باسمه
خَجِلت من موقفها الذي وقعت فيه دون قصد
فكَّرت بعشوائية في حيلة تخبرُ بها والدتها لِتُخلِّص نفسها من تساؤلاتها ، لكنّ إلحاحها عليها لم يُعْطِها الفرصة للهرب من اﻹجابة.- أَهُوَ صديق ؟
بادرت والدتها بسؤالها لِتُفْسِح لها المجال بقول الحقيقة
وعلى ما يبدو أن ريتا مُصِرَّة على التكتُّم في هذا الأمرفقد نَفَت حَدْس والدتها حول وجود أيّ صديق له صلةٌ باﻹسم
- كلا ، أظنُّ أنني بالفعل شردتُ منذ دقائق ، و لهذا قد نطقتُ اﻹسم عن طريق الخطأ بلا شعورٍ مني ، لكنني لا أملك أصدقاء و أنتِ أكثر من يعلم بذلك
- كُنتُ متَحمّسةً لمعرفة صاحب اﻹسم ، يا للخسارة !
خَيْبة واضحة في والدتها ، و صوتها الجاف أثناء ردِّها دلَّ على انكسار الأمل الذي أوشك أن يتحقق
" يستحيل أن أخبرها عنه ، هذا ليس الوقت المناسب لِأُطْلِعها على هوية نيار ، يبقى هناك حاجزٌ بيننا لم يسقط بَعْد ، و أعلم أنني الوحيدة التي يمكنها إزالته ، لذا .. سأنتظر وقتاً آخر لأجد فرصةً مناسبة و أعترف لأمي أنه أصبح صديقي ، أما اﻵن سأخفي الأمر كُلِّيّاً "
¡¡¡¡¡¡¡
في اليوم التالي .. إنتظرت رؤيته ليتحدث معها ككلّ يوم ، لكنه تأخر !!
أنت تقرأ
عاصفة من المشاعر الثلجية
Teen Fictionبذل جُهدَهُ للحصولِ على اهتمامها ولم يدري بنظرةِ عينيه الخجولة أن يكْسِرَ برودها و يُزِيل الثَّلج عن حناياها أو يحصل على رِثاءٍ من مشاعرها فـ في قلبه خوفٌ وعلى لسانهِ زلَّةُ بوح ! البداية 1/11/2016 النهاية 12/12/2016 ــــــــــــــــــــــــــــــــ...