7 " وردة "

488 51 11
                                    

       
       
        
- هل تريدين مني أن آخذكِ للمشفى ؟

سألها حالَمَا صعدت سيارته
أجابت ببرود : لا داعٍ لهذا
     
وضعت في راحةِ كفِّه ورقة صغيرة
- خذني إلى هذا العنوان.

- ألَم تخبريني أنكِ مريضة ؟!
- تحجَّجْتُ بالمرض لأخرج من المدرسة
    
    
بانت الصدمة على وجه أخيها.
- كُنتِ تكذبين ؟!

- أجل.

صاح بها بغضب : أخرجْتِني من الجامعة في وقتٍ مبكِّر لأصطحبكِ من المدرسة و في النهاية كانت خدعة ! هل جُنِنْتِ ريتا ؟

صاحت هِيَ الأخرى : لا تصرخ في وجهي كأنني طفلة

زاد علوُّ صوته : لماذا كذبتِ ؟
ريتا بانهيار : لديَّ أسبابي.
      
     
بعد لحظاتٍ من الهدوء السائد.

- وأنا قد أتيتُ حالاً ظنّاً مني أنكِ حقاً مريضة.
    
    
لفت انتباهها السخرية الظاهرة في نبرته
جاهدت لِتُعِيد لِصَوْتها طبيعته ، لكنه خرج من حنجرتها مصحوباً بنبرةٍ حزينة.

- ألَم تَكُن تريد مساعدتي ؟
- أساعدكِ لماذا ؟!

- لأنني طلبتُ منك ، هذه أولُ مرة )':

تذمَّر بضجر : ما الذي تريدينه اﻵن ؟ ، و لِمَن هذا العنوان ؟

- فقط خذني إليه .. بسرعة
   
    
" يجب أن أصل سريعاً ، بالتأكيد سيتفاجأ بي ،
لكنّ المهم أنني سأطمئنُّ على حالِه ، لمَ أشعرُ أن الوقت صار بطيئاً !؟ "
     
     
بأعصابٍ مشدودة كانت تحدِّق من النافذة و تتنهَّد كلّما مرّ بعض الوقت

ولم تستمع لأخاها الذي بات يحدِّثها طول الطريق في مواضيع تافهة كما تظنُّها هِيَ.
    
    
- ألَم نصل بَعْد ! .. هل أضعت الطريق ؟
سألت فجأة باستغراب و تكاد دموع اليأس تطغى عليها

إلتفت نحوها بشيءٍ من الفضول

- ألَن تخبريني ما قصّةُ هذا العنوان ؟ .. و لماذا ستذهبين له في هذا الوقت ..

" عاود التركيز أمامه و أكمل ببرود "
كما أنها المرةُ الأولى التي تخرجين فيها من المدرسة مبكِّرة .. و بكذبة.

- سأخبرك لاحقاً

فَهِمَ أنها لن تجيب على سؤاله اﻵن ، لذا قرَّر الصمت
و في قرارةِ نفسه مُتَيقِّنٌ أنه سيكتشف الأمر فيما بَعْد.
     
     
- توقَّف ! .. هذا هو !

فاجأتهُ صرختها لِيَلْتفت و يرى منزلاً صغيراً ذا لونٍ أبيض كُتِبَ عنده الرقم الذي في الورقة ، أوقف سيارته أمامه فنزلت مُسْرِعة

- هل ستتأخَّرين ؟
- لا أعلم ، إنتظرني.

خَطَت نحو المنزل فيما اقترب هو من مقعدها و جذَبَ الباب لِيُغْلقه

عاصفة من المشاعر الثلجيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن