3 " أوراق متناثرة "

582 69 26
                                    




عادت إلى المنزل و قد سرق التفكيرُ عقلها ، لم تنتبه لأخيها الذي كان يحدّثها إلا عندما تناءت عنه ، سار خلفها و جرَّها من ذراعها ..


- أفلِتْني !

صاحت متألِّمة ، فركت ذراعها بألم ، عيناها تُرسِلان شرارات حقدٍ نحوه


- بِمَ شاردة ؟

- ما شأنك !

- أنتِ لم تستمعي لما أقول

- ولا أريد أن أستمع

رفعت حواجبها بأسلوبٍ مُغِيض


صرفت نظرها عنه و لم تهتم ، تقدَّمت لغرفتها فأتى خلفها و مدَّ قدمهُ لتتعرقل و تقع ، فـ خبَطَ رأسها بباب غرفتها.

صدرت منها آهـة قوية ، دخل غرفته و قهقهتهُ العالية وصلت مسامعها


- جـاد !!

صرخت بغضب و نزعت أحذيتها و قذفتها على باب غرفته.


- كم أكرهه.

تمتمت و دخلت غرفتها ، مسدت رأسها و جبينها لِتُبْعِد الألم

فجأة في غمرةِ هدوئها طرَأَ عليها ذلك الحُلْم.

" لماذا أفكّر به ، ربما يكون حُلْماً عابراً، لا داعٍ لكلّ هذا القلق "


ظلَّت بضع دقائق تتأمَّل السقف ، حاولت بعدها النوم لكن لم تستطع

إستغربت من نفسها ! ، لأول مرة تحاول النوم ولا تقدرُ على ذلك

" ما بي !؟ .. أنا معتادة على النوم مباشرةً بعد المدرسة ، ما الذي تغيّر اﻵن ؟ .. لابد أنه الأرق ".


بدَّلت الزي المدرسي و خرجت من غرفتها

شاهدت والدتها و أخاها يتناولان الغداء فقرَّرت
مشاركتهما ، فهي لم تفعل ذلك منذ فترة طويلة

جلست على المائدة و لاحظت نظرات الصدمة باديةٌ عليهما ، لم تُعِر ذلك اهتماماً و حتى تعليقاتهما تجاهلتها ..

لكنها في ذات الوقت سعيدة بهذه اللحظات ،
أن تكون أسرتها مجتمعة معاً .. هذا يكفيها.



¡¡¡¡¡¡¡¡¡




مرَّت عدةُ أيام و هي تتجنَّب رؤيته ، أو اﻹحتكاك به ،
و هو كذلك يتجنَّبها ، و هذا أثار استغرابها ..

و شعرت أنه نَدِمَ و لا يريد مصادقتها ، لكنها
لم تهتم .. فهو شخصٌ عادي و لا شيء بالنسبةِ لها ...



في إحدى حصص النشاط المدرسي ، حيث الهدوء سائدٌ في الصفوف و المراكز التعليمية ، الفناء و الساحات خالية من الطلاب و المعلِّمين

عدا هِيَ تسير وحدها بتذمُّر في أحد الممرّات و بين يديها أوراقٌ كثيرة طُلِبَ منها إحضارها ﻹكمالِ النشاط ..


" لمَ عليَّ الذهاب بنفسي ؟ أكره تلك الأنشطة ،
لا فائدة تُرجَى منها "


قابلت في طريقها إحدى زميلاتها في الصف ، تجاوزتها بصمت و الضجر واضحٌ عليها.

شهقت الفتاة بخفة و لحقت بها

- هي ريتا ! ما كلُّ هذه الأوراق !؟
أجابت باختصار : إنها للنشاط

عاصفة من المشاعر الثلجيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن