تتابعت الأيام بمتعة على ريتا فقد كان يتصرَّف نيار كصديقٍ حقيقي و كأنه يحاول فعلاً إثبات جدارته باستحقاقه لِلَقب صديقٍ لها
كلّ صباحٍ يُلقِي عليها التحية ، يبتسم لها كلما نظرت إليه ، يجلس معها وقت الراحة و عندما تكون وحدها ، يساعدها في حمل الأشياء الثقيلة و إعداد البحوث ،و إذا تأخَّرت عن الحافلة فإنه يحجز لها مقعداً بجوار النافذة ، يتحدَّث معها بشتى الأمور و يفيدها بالمعلومات التي تحتاجها
كان مثالاً للصديق الحقيقي فتصرُّفاته لم تكُن مُتَعمَّدة بل يقوم بها بعفوية ، كما حصل أن مرَّت بجانبه فتظاهرت بإسقاط قطعةِ منديلٍ من يدها بِقَصْد
إنتبهت زميلتها فتعجَّبت من تصرُّفها الغريب عليها ،
فالمعلوم عن ريتا هو تحفُّظها من تلك التصرُّفات السيئة ، لكنّ زميلتها لم تهتم و تجاهلت الأمرإلا نيار كان ردُّ فعله مختلفاً ، حينما لاحظها أتى نحوها و عاتبها على ما بدَرَ منها ، و أمَرَها بالتقاط المنديل من الأرض ، وهي انصاعت له مع محاولتها لإخفاء ابتسامتها المُنْتَصِرة
بات يُوَجِّهها عن أفعالها الخاطئة و ينصحها باستمرار ، لكنه كان يستغرب كيف أنها حادة الذكاء و أخطاؤها كثيرة لا تُحْصَى ، مع ذلك .. فاﻹجابة لدى ريتا فقط :)
دوى صراخها في المنزل بعدما تفقَّدت الساعة- أخيراً استيقظت، غريبٌ أنها أصبحت كسولة !
تمتمت والدتها أثناء خروجها من المطبخ
- لماذا لم توقظوني ، لقد تأخرت.سمعت صوت بوق الحافلة ، فتحت الباب بصدمة
و شاهدتها ترحل مُبتَعِدة عن الحي
صاحت برعب : لا ، ذهبت الحافلة يا إلـهي ماذا
سأفعل ، يجب أن أذهب للمدرسة لا يمكنني البقاء.- كُفِّي عن الصراخ ، أطربتِ الجيران بصوتِك
وجَّهت له النظرات الحاقدة : إخرس أنت- تناولي الفطور ثم سيَقُلُّكِ أخيكِ بسيارته
تضجَّرت بحنق : لا أريد ، سوف أتأخّر اﻵن
- إنتظري خمسة عشر دقيقة ثم سنخرج معاً
- يا لك من أكول ، سأركب السيارة ، هيا أسرع
خرجت بعجلة و انتظرت طويلاً حتى يأتي أخاها" ذاك الأحمق ، أعلم أنه يتعمَّد تأخيري ، ما كان يجب أن أعتمد عليه ، لكن لا خيار لدَيْ "
وأخيراً بعد صراعٍ طويل ظهر من باب المنزل يتمشَّى على مَهْل ، و في يده مشروب ، حتى ابتسامته بدا فيها استمتاعه بشيءٍ ما.قاد سيارته بهدوء و هي على أعصابها تحاول التماسك.
- أيمكنك اﻹسراع ؟ سأتأخَّر هكذا
- على رِسْلِك ، في التأنَّي السلامة
- وَجِّه لنفسك هذا الكلام
بدأت عيناها تتنقَّلان بين الساعة تارةً و الطريق أيضاً
أنت تقرأ
عاصفة من المشاعر الثلجية
Teen Fictionبذل جُهدَهُ للحصولِ على اهتمامها ولم يدري بنظرةِ عينيه الخجولة أن يكْسِرَ برودها و يُزِيل الثَّلج عن حناياها أو يحصل على رِثاءٍ من مشاعرها فـ في قلبه خوفٌ وعلى لسانهِ زلَّةُ بوح ! البداية 1/11/2016 النهاية 12/12/2016 ــــــــــــــــــــــــــــــــ...