الفصل 5

856 11 4
                                    

ﻃﻮﻗﻬﺎ بيديه يمسح على ظهرها بنعومة فائقة ، ﺩﻣﻮﻋﻬﺎ ﺷﺎﻗﺔ طريقا ناريا على مساحة خديها الملتهبين ، ﺟﺴﻤﻬﺎ يرتعش بإهتزاز و ﻧﺒﻀﺎﺕ ﻗﻠﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﺧﻔﻘﺎﻥ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ مع الزمن ﺍﻟﺮﻋﺐ يمتلك جوارحها المرهفة و يحاول السيطرة على ذرات الأمان التي تتسرب إليها من قرب ليث لها و آه من هذا القرب الذي يفعل بها العجائب ، بعد مرور عدة ﺩﻗﺎﺋﻖ بدأت في العودة شيئا فشيئا إلى حالتها الهادئة فقط ظلت بعض الشهقات التي تنتابها بين الفينة و الأخرى ، لقد ارتخت بين يديه كأنه لم يقع شيء لها ياه كل هذا يفعله قرب ليث لها يا ويلتاه كم يستطيع هذا الكيان انتشالها من بقعة الخوف و الحزن إلى رقعة الأمان و الراحة إن الأمر غريب نوعا ما لماذا ليث وحده يستطيع فعل هذا و ليس شخص أخر ؟ .. من المؤكد أن هناك سرا وراء هذا الإرتياح و الإحساس بالأمان معه فليست نابعة من الفراغ هاته العلاقة التي تكونت بشكل غريب و في ظروف عصيبة ..

ﻟﻴﺚ : " ‏يعتصرها بشدة بين أضلعه التي تهتف خوفا عليها " لا تخافي أنا هنا برفقتك لن يؤذيك أي أحد إهدئي يا صغيرتي ها أنا ذا هنا بقربك ..
ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ‏: " تشهق بقوة و متمسكة به  ‏" أنا أنا خائفة يريدون قتلي لا تدعهم يقتلونني ..
ﻟﻴﺚ ‏: " أبعدها عنه قليلا ممسكا حافتي وجهها برقة و حذر ‏و علامات الدهشة مرسمومة على وجهه من سيقتلها ؟ " لا تخافي إنه مجرد كابوس فقط لا يوجد أحد هنا سوانا لن يؤذيك أي أحد فقط اهدئي صغيرتي ..
ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ‏: " تحملق فيه بنظرات مرتعبة ‏" إنه نفس الكابوس يظل يطاردني كلما أغمضت عيناي إنه يرعبني كثيرا أريد أن أنساه لا أقوى على تحمل بشاعته ..
ﻟﻴﺚ ‏: " اصطنع ابتسامة صفراء و مسح ﻋﻠﻰ ﺷﻌﺮﻫﺎ ﺑﺮﻗﺔ كي ينسيها ألمها ‏و رعبها " إنه مجرد كابوس فقط سيختفي مع الوقت لا تهتمي له فقط استرخي و أريحي دماغك انسي الأمر برمته إنها مجرد تخيولات فقط ..
الشابة : " ابتسمت لاشعوريا عندما لمحت ابتسامته ياه كم عنت لها تلك الإبتسامة و هي تناظرها بعينين منكسرتين بهما لمحة خوف " حسنا سأحاول لكن لا تتركني أبدا لأني إن بقيت وحدي سأخاف ..
ليث : " اقترب منها أكثر بعيون لاهفة و نظرة آسرة " لن أتركك أبدا هيا أخبريني عن الكابوس كي تنسيه إن تكلمتي عنه لن تخافي منه مجددا .
ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ‏: " أغمضت عينيها و نفذت طلبه بدون ادراك إنها تتبع كلامه فقط ‏" كلما أغمضت عيناي أجد نفسي وسط ﻏﺎﺑﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﺑﺸﻌﺔ و ضبابية أشجارها سوداء ذاث فروع طويلة أجري بكل قوتي هاربة من شيء ما أجهله عندما أتعب أتوقف لأجد العديد من الخفافيش حمراء العيون فوق رأسي ﺑﻌﺪﻫﺎ أجد ذئبا ضخما أسود ﺍﻟﻠﻮﻥ ذو عيون حمراء أيضا في تأهب ليفترسني إلى هنا ينتهي الحلم و أستفيق ..
ﻟﻴﺚ ‏: " كان ينصت لها بإمعان ‏و كلماتها تسقط على أطبال أذنه كالجمر غير مصدق هل ما يسمعه حقيقي أم يتخايل ياااا إلهي " همم .
ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ‏: " فتحت عينيها ببطئ لتواجه ملامحه المصعوقة ‏" إنه مرعب أليس كذلك أشعر كأنه واقعي مرعب هذا الكابوس لا أريد تذكره ..
ﻟﻴﺚ ‏: " وعى من شروده ، ابتلع ريقه ببطئ ثم ابتسم ليخفي خوفه عنها كي لا تخاف أكثر من هذا ‏فيكفيها ما مرت منه لحد الآن " إنه مجرد حلم فقط انسي الأمر لا تفكري فيه مطلقا هناك العديد من أفلام الرعب أكثر منه خوفا لهذا لا تقلقي و إنسي الأمر ..
ﺍﻟﺸﺎﺑﺔ ‏: " تراقبه بهدوء و تنصاع لكلماته المطمئنة " حسنا .

عيون تائهة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن