الفصل السادس

5.3K 102 1
                                    

لم تتغير كثيرا عن اليوم الذي جاءت فيه اليها مع الطبيب سام لتأخذ بعض الثياب ..
لن تقوم بأية تغييرات .. ففينيلا تلك التي رتبت البيت وأتت بذلك الأساس لم تتذكرها بعد على الرغم من انها لم تكن لتألف المكان بسرعة .. كانت تتصور انه بين اللحظة والأخرى ستدخل عليها صاحبة الشقة الحقيقية .. استقرت في الشقة وبدأت تعود نفسها على المكان..
لم يكن أمامها غير هذا .. وعلى كل حال ليس هناك من بديل بتصميم اكيد .. دخلت الشقة واتجهت الى النافذة .. سحبت الستائر ليدخل النور الى المكان ولتطرد صورة بيت روبرت فذلك البيت لم يكن بيتها ولن يكون في يوم من الأيام.. كان عليها الا تفكر بذلك البيت او حتى بصاحب البيت روبرت ميلبورن ..
رفعت كتفيها يأسا وحزنا وجلست على كرسي محدقة في فراغ الغرفة .. هل ستتحرر يوما من هذا الهاجس ؟
لأن ما كانت تشعر به وتعيشه ماهو الا هاجس يهيمن على عقله وقلبها ولا يبدو ان شيئا يمكن ان يسيطر عليه بعد شهرين تركها لبيت روبرت وعودتها الى شقة لندن كانت فينيلا قد وجدت ان السلام ماهو الا مطلب محير .. وغير مستقر في البداية شعرت بالألم وبالحزن .. لم تكن تطلب الا ان تكون لوحدها فقد قضت الليالي الطوال تذرف الدموع والأيام المملة تجلس امام تجلس امام النافذة تنظر الى الأطفال الذين يلعبون في الساحة .. كانت في بعض الاحيان تسترجع اللحظات والأيام الأولى التي قضتها في المستشفى في محاولة يائسة لتذكر أي شئ من حياتها قبل ولادتها الثانية ووحدتها وبالطبع تلك الأفكار جلبت اليها ذكرى روبرت .. ذكرت روبرت وهو يجلس على كرسيه المتحرك .. وهو يلعب بالكرة .. عيونه المشتعلة عاطفة والباردة كالجليد والتي كانت تجمد قلبها المستسلم..
وذكريات اخرى .. ودت الا تأتي اليها ابدأ .. ذراعان قويان احتضنتهما بقوة في لحظة من اللحظات .. وبعدها لاشئ ستارة بيضاء تحتل ذاكرتها .. لم يكن لديها أي امل في استرجاع أي شئ عن حياتها الماضية..
" لا يمكنني ان استمر هكذا " فكرت فينيلا في صباح يوم من الأيام " سوف اجن اذا لم اقم بأي شئ " سوف استفيد من حياتي "
وذلك بالرجوع الى الماضي ومحاولة التذكر ونسيان الفترة التي عرفت فيها روبرت ميلبورن ..
وكأن القدر يساعدها وقعت عيناها على مقال في مجلة :
" تمرين مركز .. لاتكن يائسا .. استفد من حياتك " هذا هو ..هذا هو ماتريده وماتحتاج اليه .. وهذا ما انا بحاجة لأن اقوم به .. أبدأ من جديد وأستفيد من حياتي وبعدها سأكون قادرة على نسيان روبرت..
انتسبت مباشرة الى ذلك المعهد ولتبدأ في الأسبوع التالي مباشرة .. بعد فترة كان بأمكان فينيلا معالجة الكثير من الظروف الصعبة ..
وكيف تتعامل مع الناس كيف تعالج مشاكلها العاطفية تعلمت كيف تضحك للظروف القاهرية والصعبة وكيف تسيطر على مشاعرها بشتى انواعها وكيف تحول خيبة الأمل الى حاضر يؤدي للنجاح تعلمت كيف تصبح هادئة وايجابية في أي ظرف .. كما تعلمت ايضا كيف تتعامل مع نفسها في ظل فقدانها لذاكرتها وكيف تتأقلم مع هذا الواقع..
ولكنها لم تنسى ولم تتعلم كيف تنسى روبرت ميلبورن تمنت ان تصاب بفقدان الذاكرة للمرة الثانية فهذا هو الحل الوحيد لأبعادها عن ذكرياتها وحياتها ..
مر الخريف واقترب الشتاء بدأت ليالي تشرين تصبح اكثر برودة وظلمة .. لم يكن ينير الشوارع الا اضواء المحلات ..
كانت فينيلا تسير في تلك الشوارع عائدة من عملها تسير في الزحام .. تمنت لو انها تتمتع بهدؤ الريف اشتاقت لجو الهدؤ الذي يسود الريف ولرائحة اوراق الشجر التي بللتها الأمطار ..
كانت قد كونت صداقات جديدة في المكان الذي تعمل فيه .. بدات تخرج مع اصدقائها وتقضي العطل الاسبوعية في الريف .. ففي بعض الأحيان تأخذ القطار من مدينة الى اخرى مع شلة من الاصدقاء لتعود بعد ذلك عن طريق الريف وتدعو اصدقائها الى شقتها لتناول العشاء وفي آخر الليل كانت تستلقي على الاريكة تستمع الى الموسيقى ..
لكنها لم تكن تستطيع ابعاد الوحدة عن حياتها فلا يلبث الاصدقاء ان يذهبوا وتبقى لوحدتها ولذكرى روبرت ميلبورن الذي يسيطر تماما على ساحة تفكيرها واهتمامها ..
لماذا يملك كل ذلك التأثير عليها لماذا مجرد ذكراه يبعث الألم في قلبها ..
ولكنها لن تسمح لمثل هذه الافكار ان تسيطر عليها فمن أساسيات الدورة التي خضعت لها ان تبعد هذه المواقف عن طريق العمل والانشغال .. نهضت واتجهت الى النافذة .. كانت ليلة جميلة .. ومنيرة بأضواء أعياد الميلاد ..
تذكرت عرض زميلتها في العمل للخروج تلك الليلة لكنها ترددت ولكن الآن ..لا لن تعارض فلم تستطع تحمل هذه الوحدة اكثر من ذلك ..
كان الوقت قد تأخر عندما عادت من تلك السهرة .. تمشت مع اصدقائها في الشوارع المضاءة نظروا الى واجهات المحلات قرروا بعد ذلك تناول وجبة عشاء خفيفة..
انتهت العشاء بعد العاشرة .. توجه كل واحد منهم بعد ذلك الى بيته اما فينيلا فقد كانت سعيدة .. قضت ساعات ممتعة ومسلية مع أصدقائها .. دفعت أجرة التاكسي واتجهت الى باب شقتها كانت ماتزال الابتسامة على شفتيها وسعيدة لأنها قررت الخروج الليلة..
فجأة ومن الظلمة خرج شبح طويل .. اطلقت صرخة مكتومة وبسرعة استرجعت ماتعلمته في مثل تلك المواقف ..
- من انت ؟ وماذا تفعل هنا ؟
- لاتقلقي فينيلا:بدا صوته مألوف .. تقدم قليلا الى الأمام:لم أقصد أخافتك .. اعلم ان الوقت قد تأخر ومن المحتمل ان لديك خططا اخرى .. ولكني اتيت من مسافات بعيدة لأراك هل لي ان ادخل ؟
حدقت فيه فينيلا .. غير قادرة على قول أي شئ وغير مصدقة لما تراه عيناها .. لابد وان هناك خطأ .. او انها ترى حلما لايمكن.... تحرك الى الامام قليلا استطاعت ان ترى وجهه بفضل الضوء القادم من الشارع المضاء .. رأت شعره الأسود الكثيف ووجهه الجاد والتماع ضوء القمر في عينيه..
- روبرت:همست . ولكن ..ولكن انت ..أنت تمشي !!!
- قلت لك اني سأمشي من جديد . قال بأختصار:الم تصدقيني ؟
لم تستطع فينيلا ان تنطق بكلمة واحدة ولم تكن تعرف كيف تفسر المشاعر التي كانت تنتابها .. الم تبكي الليالي بسبب قسوة ذلك الرجل ؟ الم تقضي الليالي في السهر تندب حظها من بعده عنها ؟ الم تقنع نفسها انه من الأفضل لها ان يبتعد عن حياتها ؟
الم تقرر عدم رؤيته مرة اخرى ؟
الم تشتاق اليه مرارا وهي تحاول نسيانه جاهدة ؟
والآن ..الآن يقف امامها .. يقف امامها تماما كما شاهدته في احلامها ارادت ان تتقدم وترمي بنفسها بين ذراعيه ..
لقد حاولت كثيرا .. قالت لنفسها .. حاولت كثيرا ان ابني حياتي من جديد.. والليلة وبعد ان اعتدت على تلك الحياة .. تأتي الي لتقول ماذا ؟ هل جئت تخبرني انك مشيت من جديد ؟ وبأنك ستمشي من حياتي الى الأبد ؟
- اريد ان اتحدث اليك ..
- وهل هناك من شئ يمكن ان نتحدث عنه ؟
وجدت المفتاح واتجهت الى الباب لتفتحه .. شعرت به ملتصقا بها ..
- فينيلا:كان في صوته رجاء وتوسلا . لم تصدق أذنيها ان تسمع روبرت يحدثها بتلك الطريقة .. روبرت القاسي المتعجرف الساخر ..
- هل تسمحين لي بالدخول ؟
لم تجبه .. دخلت وتركت الباب مفتوحا ..
اتجهت مباشرة الى النافذة .. الليلة كانت ماتزال مضاءة .. الشارع خاليا ماعدا رجل كبير في السن ينزه كلبه .. حدقت في اللاشئ .. لقد استطاعت مؤخرا ان تحصل على السلام والهدؤ ولكن الآن وبعودة روبرت..؟
- والآن ..هل استطيع ان ادخل ؟
التفتت اليه وجدته مايزال يقف عند الباب ..
كانت وكأنها تراه للمرة الاولى .. كان اطول مما توقعت رشيقا وجهه اصفر مما عهدته وهالة سوداء تحيط بعينيه الرماديتين .. كان ينظر اليها بشوق جعلتها تنكمش في مكانها ..
- انا آسف .. لقد أخفتك واقلقتك بمجيئ اليك بهذه الصورة .. ولكني أتيت اليوم الى لندن واردت ان آراك بأسرع وقت ممكن ..
- لقد حصلت على نتيجة جيدة من علاجك هذا ما اراه بدا كلامها غبيا وبدون معنى .. ابتسم لها قائلا :
- كما ترين .. ولكن لايمكن تسميته علاجا ..بل عمل مضن وقاس من جهتي .. ولكن كنت قد قررت السير .. فالبعض يقرر صعود قمة ايفرست ..
" ولكن حالتك أصعب " فكرت فينيلا ولكنها كانت معجبة بعزمه وشجاعته ولكنها كانت ماتزال غاضبة من الطريقة التي رحل بها وتركها وحيدة ..
- حسنا ..انا سعيدة لأنك نجحت:قالت ببرود . والآن وقد رأيتني .. اتوقع ان تذهب مرة اخرى .. او انك تود ان تشرب شيئا ..
رفع حاجبيه :
- هل يعني ان انصرف ؟ لقد وصلت لتوي..
- في الحقيقة لا ارى سببا لمجيئك في مثل هذه من الليل ؟
الم تستطع الانتظار حتى الصباح ؟ او على الأقل اتصل بالهاتف ..
- بالهاتف .. كنت اعتقد انك ستسرين لرؤيتي ..
وضعت فينيلا حقيبتها على الطاولة ..
- هل هذا صحيح ؟ اتساءل ماالذي جعلك تعتقد هذا ؟ فبعد الطريقة التي ابتعدت فيها عني:عضت على شفتها. انا آسفة .. بعد الطريقة التي غادرت فيها البيت لا اظن انك يمكن ان تفكر هكذا ؟ الا تدرك كم هو مؤلم ؟:ارتجف صوتها . الا تعرف ماذا اصابني بعد ان اكتشفت هروبك ؟ والأدهى من ذلك ....تركت حوالة مصرفية لقاء خدماتي ..لقد اهنتني وجرحتني ..
دهشت عندما رأته يبتسم..
- أهانة ؟ لماذا تنظرين الى الأمور هكذا ؟ لقد كنت سكرتيرتي .. لقد ابتعدت عنك لأستطيع تحقيق هدفي لقد عوضت لك اتعابك وزدت لك الراتب لأنني ظلمتك بصرفك عن العمل بهذه الطريقة .. وكيف لا اعمل مثل ذلك .. وانت وضعت أسسا لعلاقتنا مع صاحب العمل والموظفة..
- وكيف كنت تريدني ان انظر اليك ؟
سألته فينيلا بينما الابتسامة كانت ماتزال على شفتيه تقدم اليها ببطء .. لم يكن هناك أي تقصير او عيب في مشيته توقف على بضع انشات منها :
- توقعت وتأملت ان تنظري الي مثلما نظرت اليك دائما:قال ذلك بنعومه . شئ اكثر من صاحب العمل واكثر من صديق .. رفعت فينيلا نظرها اليه .. تسارع نبضها .. حاولت ان تتنفس بشكل طبيعي ..
- هل فهمت لم اردت الابتعاد عنك ؟
تمتم بصوت منخفض رافعا يده وملامسا رقبتها بأطراف أصابعه ..
- ماذا كان يمكن ان اقدمه لك وأنا على ذلك الكرسي اللعين ؟ ماذا يمكن ان اقول او افعل .. لم يكن بأستطاعتي حتى اللحاق بك اذا ما خرجت من الغرفة .. ماكان يمكن ان نعيش قريبين من بعضنا فقد كنت سأخطأ في حقك في كل لحظة .. كان يجب ان أبتعد لأتمكن من متابعة العلاج ولأستطيع السير من جديد .. وكما ترين أصبح بأمكاني الوقوف الآن لوحدي وبدون مساعدة أحد او حتى بدون الاستعانة بالعكاز .. الآن ..أصبح بأمكانك السير معي .. هل تفهمين وليس مع احد غيري ..
هزت فينيلا رأسها ..كانت تود ان ترفض كلماته ..
ولماذا عليها ان تسير معه ؟ ولكن الكلمات لم تخرج من فمها ..
رفعت نظرها اليه والتقت عيونهما تذكرت اللحظات الحميمه التي قضتها معه قبل ثلاثة شهور وقد كان مايزال سجين الكرسي المتحرك .. وكأنه هو الآخر تذكرها لأن سرعان ما اقترب منها واحتواها بين ذراعيه..
بعد ان ابتعد عنه شعرت فينيلا بضعف يجتاح جسمها استندت على صدره .. لم يبق من غضبها وسخطها عليه شئ .. ادركت انه كان محقا تماما في العودة اليها .. فلم تكن تعتبر حية قبل ذلك..
أحبك فينيلا ... قال بهدؤ:أنت تعرفين ذلك الآن اليس كذلك ؟ هل أدركت لماذا كان يجب ان ابتعد عنك ؟
ولكن لم يكن عليك الابتعاد .. كان يجب ان تخبرني تلك الليلة ..
لا..ليس وانا قابع في ذلك الكرسي ..
وما الفرق في ذلك ؟
ولكنه لم يقتنع قادها من ذراعها وجلسا على الأريكة ..
ماذا ....؟
وما الفرق أريد ان اعرف .. فقد كنت احبك منذ ذلك الوقت .. لم اكن أدرك ذلك ولكني أحببتك ووجودك على الكرسي المتحرك .. لم يكن يشكل أي عائق في وجه هذا الحب..
ولكنه كان عائقا بالنسبة لي .. لا اعتقد انه باستطاعتك ادراك مدى كرهي لذلك الوضع .. كم اشتقت للهروب منه .. لقد كنت كل الوقت حبيسة ذلك الكرسي اللعين .. كنت اشعر انني نصف رجل ولست رجلا كاملا .. لم اكن اعرف حتى اذا كان بأمكاني ان احب امرأة او اتزوجها .. كيف كان لي ان اطلب الزواج منك ؟ كيف كان من الممكن ان اطلب الوعود منك ؟ كيف كنت سأربط مصيرك بمصير ؟ كان يجب ان اتأكد من انني سأضمن لك حياتك .. لهذا أبتعدت عن حياتي فجأة:توقف قليلا ومن ثم تابع . كما انني لم اكن متأكد من مشاعرك .. كان هناك الشاب اندرو .. الا يعقل ان تكوني وقعت في حبه .. كان يجب ان اعطيك الوقت الكافي للتفكير....وحتى الآن لازلت غير متأكد من عواطفك فمن الممكن انه لايزال يخرج معك ..
لا ..انا لا اراه كثيرا فعمله يأخذ معظم وقته .. ولا اشعر نحوه اا بالصداقة ..
هل انت متأكدة ؟
ترددت قليلا : من جهتي ....نعم....اعتقد ان اندرو كانت لديه الرغبة في تطوير هذه العلاقة .. ولكن لم يحدث ابدا فلم يكن بالنسبة لي الا الصديق .. ولكن هذا لا يعني انه سئ بل على العكس انه حساس والفتاة التي ستتزوجه تعتبر محظوظة .. ولكن ليس انا ..
انت محقة جدا .. فهذا لن يحدث ابدا..
شدها اليه مرة اخرى وتابع :
نعم لن تكوني انت .. لأنك ستكونين زوجتي وبأسرع وقت ممكن .. هل هذا مفهوم ؟
فتحت فينيلا فمها لكي تعترض ولكنه لم يدعها تنطق بأي حرف اذ سرعان ما فاجأها بقبلة انستها كل ما كانت تود قوله..
بعد قليل قال لها :
اظن انه مفهوم..
آه روبرت ....ما الذي يحدث لنا ؟ لماذا ابتعدنا عن بعضنا ؟
قبلها مر اخرى..
انت تعرفين السبب ياعزيزتي ولكن كل شئ انتهى الآن .. سنتزوج في اسرع وقت ..
لم تجبه بل عاودت الاحتماء بين ذراعيه ..
سألها :
هل ما زلت تريدينني ان اذهب ؟
لا....آه....لا لا ارجوك ..
هل تودين ان ابقى ؟
نعم..
وبادلته بعواطف جياشة كي لا يبتعد عنها ..
انت ..:همست محدقة فيه . انت روبرت كنت انت دائما ..رأت الاستجابه في عينيه.. هزت رأسها مرارا في محاولة للتذكر كانت ماتزال أفكارها مشوشة .. شعرت وكأنها قد خرجت لتوها من نفق معتم ..
انت:تنفست بصعوبه رافعة يدا مرتجفة الى جبهتها .
هل تذكرت ..
نعم ..لا ادري ..فعقلي ملئ بالصور والأصوات لا استطيع ترتيبها ..لا ادري ماذا اتذكر .. فكل الأفكار قد اختلطت .. امي ..ابي ..المدرسة ..الجامعة..جيرمي ..جيرمي نحن شخص يدعى جيرمي و..وأنت .. كنت دائما معي .. لقد كنت معي عندما ..
ارتجفت وحدقت في ارجاء الغرفة ..
عندما حدث كل شئ..اليس كذلك .. لقد كنا هنا لقد كنا....
كنا كما نحن الآن ..فينيلا لاتحاولي جلب افكارك دعيها تأتي لوحدها وبهدؤ.. ولاتخافي ..:قربها منه . ليس هناك مايخيف الآن:قال بنعومه . نحن هنا الآن نحن معا ولن يحدث شئ .. استرخي وحاولي ان تريحي افكارك .. وكل شئ سيسير على ما يرام..
ولكني اتذكر الآن ياعزيزي..
حسنا ولن تتمكن من ايقاف تلك الذكريات .. كل ما عليك عمله هو اقناع نفسك بأنه لن يحدث لك أي سوء ثقي بي وحدثيني .. اخبريني بما تتذكرين ..
مكثا قريبين من بعضهما أخذت فينيلا نفسا طويلا وقالت ..
حسنا روبرت انا مستعدة الآن .. اغمضت عينيها وانسابت الذكريات الى عقلها

روايات عبير / الحب المنسي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن