كانت ترتجف من تأثير تلك الذكريات وتلك الليلة المرعبة دفنت رأسها في صدر روبرت علها تبعد صور تلك اللحظات قربها منه اكثر.. بقيا هكذا لفترة طويلة الى ان أسترخى جسمها المتوتر .. انتظم تنفسها واستعدت لمواجهة ماتبقى من احداث..
ماذا حدث بعد ذلك-:سألته بصوت منخفض ..ماذا فعلوا بنا بعد ذلك .. لا استطيع ان اتذكر أي شئ ماعدا وانا انظر اليك وانت مستلق على الأرض مع معرفتي بعد قدرتك على مساعدتي ....بعد ذلك لاشئ.. لا اعتقد انني ارغب في معرفة ماحدث بعد ذلك .. ولكني بحاجة الى ذلك..
آمل الا تتذكري ذلك ابدا .. هناك لحظات مرت بي كنت اود ان انسى فيها كل شئ .. لقد اضطررت للبقاء بلا حراك وانا انظر اليهم فينيلا..لا اود ان اتذكر تلك اللحظات مرة اخرى ..كانوا قد ضربوني على ظهري لدرجة اني شعرت بكسر في عمودي الفقري .. لقد شلت حركتي الى القدمين وعندما تأكدوا من عدم قدرتي على الأتيان بأية حركة .. اهملوني واتجهوا اليك ..استطعت ان أجر نفسي حتى جهاز التليفون .. بعد ان لاحظوا ماكنت افعل اتجهوا الي مرة اخرى .. ولكني كنت قد اتصلت بالشرطة وطلبت منهم المساعدة ودللتهم على عنوان البيت ..
ارتعشت فينيلا بين ذراعيه .. حاولت ان تتصور ماذا حدث لها اثناء ذلك.. وماذا كان شعوره وهو مضطر الى مراقبة مايفعلونه ..
كان من الممكن ان يقتلوك....ان يقتلونا معا ..
بعد فترة من التردد سألته..
هل استطاعوا ان..ان..اقصد عندما قرروا الاتجاه الي ولم تستطع انت حراكا .. هل استطاعوا ان..هل تمكنوا من..
لا لم يتمكنوا حتى من الاقتراب منك .. حمدا لله .. لقد جذبت انتباههم الي صدقيني ياعزيزتي لم يتمكنوا حتى من وضع اصبع واحد عليك فسرعان ما اتت الشرطة وقبضت عليهم..
استرخت مرة اخرى .. فقد ملأها اشمئزازا تصور ماكان يمكن ان يحدث ..
اين هم الآن سألته. من المؤكد انهم قدموا الى المحاكمة ..لماذا لم يسألني أحد حتى الآن عن أي شئ؟
لم يكن هناك مجال لذلك .. عرف الأطباء في المستشفى الذي كنت تتعالجين فيه من الأغماء انك فقدت ذاكرتك وقد كان سام رائعا .. علمت انه باشر حالتك لذلك اتصلت به واتفقت معه على عدم ازعاجك بأي خبر او معلومات فقد كانت حالتك صعبة .. وأي محاولة تجعلك تتذكرين أي شئ كانت ستؤدي الى كارثة.. ولم تكن هناك من حاجة لذلك فقد كانت افادتي كافيه بالنسبة الى الشرطة..
هل تعني انه سيكون هناك محاكمة لأولئك المجرمين؟
لقد تعرضت لكل ذلك .. ولم اكن اعلم أي شئ؟
ليست الآن فهذه الأشياء تأخذ وقتا طويلا .. ولكن الرجال في السجن وينتظرون المحاكمة .. لن يتعرضوا لك مرة اخرى ..
ولكن لا بأس أستطيع ان اعطيهم افادتي الآن .. الآن وبعد ان تذكرت..
لست مجبرة على ذلك .. لا احد يستطيع ان يجبرك على ذلك..
لا..ولكني اريد ذلك لا اريدك ان تواجه كل ذلك لوحدك:كانا متقاربين قلبا وقالبا وكأن استرجاع تلك الذكريات جعلتهما يقتربان اكثر من بعضهما .
أصبح باستطاعتها الآن تذكر كل تفاصيل علاقتها ي الماضي ادركت الآن سبب ذلك الشعور بالألفة الذي كانت تشعر به نحو روبرت.. وادركت صعوبة موقفه وهو يعيش معها تحت سقف واحد ويواجه عدم تذكرها له ومعاملتها له كالغريب .. روبرت....أحبك كثيرا .. لم اتوقف عن حبك حتى وانا فاقدة للذاكرة فقد كان لدي دائما الشعور بالحب والألفة تجاهك وكأنني كنت قد قابلتك من قبل ..
كنت اعيش في جحيم كبير .. انتظر استعادتك للذاكرة خفت من عدم استرجاعك لذاكرتك وعدم تمكنك في الوقوع في حبي مرة اخرى..
لا احد يمكنه ان يمنع حبي عنك .. لقد وقعت في حبك منذ ان رأيتك للمرة الأولى في ملعب المستشفى .. لقد اظهرت لك حبي الا انك لم تستجب لي وتركتني وحيدة .. لماذا ؟
لقد هربت منك ومن كان يمكن ان يحدث لو استجبت لذلك الشعور ولم يكن من العدل بالنسبة لك.. اردت ان تقعي في حبي مرة اخرى .. ولكن ان تقعي في حب رجل كامل وليس رجل حبيس الكرسي المتحرك في تلك الليلة كان من الممكن ان اذهب بعيدا واطلب منك الزواج وانا متأكد انك ماكان يمكن ان ترفضي عرضي .. كن استطيع ان اربط حياتي بحياتك الى الأبد لأنني لم أكن أستطيع الاستمرار بدونك.. وفي نفس الوقت لم افعل ذلك لأنني لو فعلت لاحتقرت نفسي بقية حياتي وكان ذلك سيحطمنا نحن الأثنان..
كانت فينيلا صامته تستمع اليه .. فهمت ماكان يريد قوله ولكنها كانت تعرف انه مخطئ لأنها كانت ستقبل الزواج منه وبسعادة وبدون التفكير بعاهته اوبعجزه اما فكرة فرصته للأستفاده منها فلم يخطر على بالها ابدا بالنسبة لها حبهما كاف للزواج ولاستمرار البقاء معا..
اما بالنسبة لروبرت فالامور تختلف .. حيث يتدخل الكبرياء.. ولن يسمح بأن يقدم الا افضل ما لديه .. وقد كانت دائما متفقة معه ماعدا بعض الاشياء التي كانا يختلفان فيها ولكن ذلك الاختلاف في العلاقة مابين الرجل والمرأة هو الذي يعطي لتلك العلاقة السحر الذي يلونها وذلك في مختلف مراحل الحياة..
لايمكن لأي شئ ان يحطمنا ..
قالت اخيرا:ولايمكن لأي شئ ان يفرقنا .. فقد خلقنا لنكون معا روبرت .
نعم ..اعتقد اننا بالفعل خلقنا لبعضنا .. احبك كثيرا ولا استطيع الابتعاد عنك اكثر من ذلك .. اريدك ان تمحي من ذاكرتك كل تلك الذكريات المرعبة .. هل تسمحين لي بأن اقوم بذلك؟
لن تستطيع ان
تمحيها ابدا .. فهي جزء من حياتي كما هي جزء من حياتك .. وانا اريدها .. روبرت .. اود ان نتشارك في اللحظات الجميلة واللحظات الحزينة ايضا .. ولكن تستطيع ان تضيف اليها ذكريات جميلة بضمي بين ذراعيك الى الأبد..
تــــــــــمــــــــــت
أنت تقرأ
روايات عبير / الحب المنسي
Roman d'amourالملخص -أما زلت تعتقدين بأنه لم يكن هناك شخص خاص في حياتك؟ - لقد قلت لك .. ليس عندي أية فكرة ....ولكني متأكدة من انه لو كان هناك شخص كما تقول لما نسيته بهذه السهولة.. - ربما ....ربما هناك شخص خاص ولكنك تودين نسيانه - او ربما عليك الاعتراف بعدم وجوده...