~ البارت الثاني ~

117K 1.6K 68
                                    

﴿بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ﴾

قراءة ممتعة للجميع ♡


- نهضت مريم عن المقعد الخشبي بسرعة وركضت الى الداخل... واثناء ركضها اصطدمت بادهم السيوفي الذي كان داخلاً الى الشركة ايضاً مما جعلها تعود الى الخلف بقوة ، اما هو فلم يتزحزح من مكانه وكأنه جبل لا ينحني سوى لخالقه وكأن التي اصطدمت به ليست سوى ذبابة صغيرة لم يشعر بها حين ارتطمت بجسده العريض .

اما هي فنظرت اليه ولا تعلم لما شعرت بالرهبة عندما رآته حيث كانت الهيبة والفخامة ظاهرة عليه ويبدو من شكله انه شخصية مهمة جداً بـ بدلته السوداء الفاخرة المصنوعة من اغلى انواع الاقمشة ونظارته الشمسية الداكنة ذات الماركة العالمية وقسمات وجهه الوسيم وبطوله الوقار وشعره الاسود المرفوع وكتفيه العريضين اللذان يثبتان مدى صلابتهما وقوتهما ، فقالت باندفاع : أنا اسفه يا فندم...حضرتك كويس ؟


نظر ادهم الى صدره حيث ان بدلته انكمشت قليلاً بسبب اصطدام مريم به ، فاخذ يرتبها دون ان يعير تلك التي تتحدث معه وتعتذر اي ذرة اهتمام... فقط كان الصمت حليفه ولكن ليس لوقتاً طويل ، فبعدما رتب هندامه رفع رأسه ببطء شديد ونظر إليها بعيونه التي تشبه عيون الصقر في حدتهما من تحت نظارته الشمسية ولكن عندما رآها شعر بشيء قد تحرك بداخله ولأول مرة منذ خمس سنوات قد رجف قلبه لمجرد انه رأى هذه الفتاة الجميلة ذات الشعر البني المموج والعيون العسلية البراقة كبريق النجوم وصاحبة البشرة النضرة ذات اللون القمحوي و شفتيها المرسومتين بأحمر شفاة باهت اللون كما لو انهما قطعتي حلوة وجسدها المنحوت وطولها الذي ينتهي الى مستوى صدره حيث انه كان اطول منها بكثير .

نزع نظارته الشمسية تلقائياً وأخذ يتمعن بها بتلك العيون الثاقبة التي ترهب الجميع بسوادها الحالك مما جعلها ترمش عدة مرات قبل ان تبتلع ريقها وتسأله مجدداً : حضرتك كويس ؟

لم يجيبها فقط استمر بالتحديق بقسمات وجهها الناعم بنظرات اربكتها مما جعلها تشيح بنظرها عنه ، وسرعان ما اعاد وضع النظارة الشمسية ليخفي بها عيناه وقال بصوت يغلبه الجمود والبرود : ابقي انتبهي المره الجاية وانتي بتجري والا هتعوري نفسك .

قال ذلك ثم تركها وغادر بكل بساطة ، اما هي فتنفست الصعداء عندما غادر وقالت بصوت اشبه للهمس : اما رجال غريب..بس يطلع مين يا ترى ؟

عند ادهم...

اتجه نحو المصعد ثم ضغط الزر ووقف ينتظر ...وبينما كان ينتظر نزول المصعد وضع يده على صدره وقال في سره : مالك يا ادهم ، ايه اللي حصلك بعدما قابلت البنت دي ؟

...حيث تعيش القصص. اكتشف الآن