لقاء بعد فراق

1.2K 64 8
                                    

مر شهران على مكوث جوليا عند جدها وكانت سعيدة جدا معه واصبحت هي وجان اصدقاء فقد كانت تعمل مع جدها في المطعم وفي اوقات الراحة او عندما تنتهي من العمل كانت تذهب مع جان ليمرحا معا
كان اهل القرية جميعهم يحبونها فقد اصبح في غضون يومين جميع القرية يعرفونها ويحبونها كثيرا... لقد كانت سعيدة جدا في هذه القريه الصغيرة الرائعة وهي لاتفكر في الرجوع الى المدينة ابدا ولا تريد حتى ان تفكر بها لو قليلا.....
انهت جوليا عملها وخرجت الى منزل جدها مسرعة.... سوف يغضب كثيرا منها لقد وعدته بأن لا تتأخر على موعد الغداء.
جوليا: اظن ان جدي سوف يغضب كثيرا ، اتمنى الا اكون قد تٱخرت.
دخلت جوليا الى منزل جدها وذهبت مسرعة اليه... وعندما رأته جالس مع جان يحضر الطعام ابتسمت في سرها وقالت :لا يبدو انه قد لاحظ غيابي....  هذا جيد.
تقدمت جوليا من جدها وقبلته وقالت: مرحبا جدي...  هل جهز الطعام.... انا جائعة...
التفتت الى جان ونظرت اليه بتمعن انه يجلس هناك كعادته....  سرحت قليلا وقالت بنفسها :اتذكر بأن راين كان يجلس على مقعد الحديقة وكان دائما يقرأ بتمعن كان يبدو جميلا حقا.....  ياترى ماذا يفعل الان..  لابد انه قد تزوج الان وسعيدآ ايضاً..... آه لماذا افكر بهذا الآن..
تقدمت جوليا وجلست بجانب جان وحيته بابتسامة لطيفة.
جان: الن تشكريني..؟!
نظرت جوليا اليه بصدمة وقالت : على ماذا؟!
ابتسم وقال: لو انني لم الهي جدك لكان قد انتبه بأنكي تأخرتي مرة اخرى وكان سيعاقبكي.
ابتسمت جوليا وقالت : اوه.....  شكرا لك جان....  انت تساعدني كثيرا لا استطيع رد معروفك هذا .
صمتت قليلا ونظرت اليه وقالت : منذ ان اتيت وانت تساعدني وتقف بجانبي.....  انا اكره حقا جنس الرجال بجميع اشكالهم....  ولكني عندما تعرفت عليك اصبحت اشعر بأنهم ليسو كلهم متشابهين.....  كنت اعتقد بأني حقاً  فتاة لا احد ينظر اليها....  ولكن انت اثبت لي عكس هذا.... شكرا لك جان... شكرا لانك ارجعت لي ثقتي بنفسي....  انا حتى لا استطيع ان ارد لك معروفك.
نظر جان اليها وامسك يداها ولكنها سارعت وسحبتها منه بسرعة.
جان: هل هو رجل؟
جوليا: ماذا؟!
جان: هل هو رجل من فعل بكي هذا؟!
نظرت جوليا الى طعامها بحزن : اجل..  اظن هذا....  ولكن هذا ليس مهم ان هذا كان في الماضي وانا لا اريد التذكر حتى.
جان : اظن بأنه احمق...  او اظن بأنه لايرى...  كيف لشاب ان يراكي ولا يقع في حبكي...
جوليا : شكرا لك جان.
قاطع حديثهما صوت رنين هاتف جان فامسكه واجاب: مرحبا......  ماذا تريد......  نعم لقد كذبت في هذا وماذا في هذا.......... ماذا تقول!!.....  ولكنني كنت فقط اكذب وانت تعلم هذا......  اعلم ولكن الامر كان مجرد كذبة اخترعتها لكي انجو منهم ومن كلامهم.....  آه يالهي ماذا سأفعل.....  اسمع اغلق الان سوف احاول تدبير الامر.
اغلق جان هاتفه وقال : يالهي ماذا سأفعل الان.
اعاد نظره الى جوليا التي كانت تأكل وتنظر الى صحنها وقال: ماذا كنا نقول؟!
جوليا: كنت اشكرك على لطافتك معي،  وانني لا استطيع تسديد ما تفعله معي ابداً... لهذا اذا كنت تريد اي مساعدة لاتتردد وقلها لي سوف اقف بجانبك....  ففي النهاية انت ساعدتني.
نظر جان اليها وقال بعد تفكير : تستطيعين هذا.
جوليا : حقاً؟!  هل انت واقع في مشكلة.؟!
جان بحزن : اجل واريد منكي ان تساعديني فقط ليوم واحد.
ابتسمت جوليا وقالت: حسنا اذا،  سوف اساعدك..  ماذا تريد مني ان افعل؟!.
جان: كوني خطيبتي..
اختنقت جوليا ولم تستطيع التحدث فشربت كوبا من الماء وقالت : ماذا؟!.....
جان : في الحقيقة...  انا من عائلة ثرية ووالداي يريدان تزويجي من فتاة وانا لا اريد ولهذا قررت بأن اقول لهما بأنني قد خطبت فتاة...  اعتقدت بأنهم سينسون امري ولكن....  صديقي اخبرني الان بأنهم يحضرون غدا حفلة خطبتي انا وتلك الفتاة التي ليس لها وجود.....  ارجوكي ساعديني فقط لهذا اليوم... وبعدها سأفكر بطريقة لكي ابعد والداي عن هذا الامر...  ارجوكي ساعديني....
اشفقت جوليا عليه كثيرا وقبلت بعرضه.
جان :  اوه شكرا لكي كثيرا...
جوليا : ولكن لا اظن بأنني استطيع الذهاب الى المدينة فقد وعدت نفسي بالا اذهب هناك....  اخاف ان يعرفني احد....
جان : لاتقلقي....  لن يعرفكي احد.....  كوني على ثقة بهذا.
جوليا : حسنا اذا....  والان انا متعبة سوف اذهب للنوم... 
صعدت جوليا الى غرفتها ورمت نفسها على فراشها.....  انها مازالت تشتاق اليه كثيرا....  ايعقل ان تراه مجددا.
مازالت تذكر اول يوم رأته فيه كان وسيم للغاية....
كانت وقتها جالسة مع ساندي صديقتها منذ الطفولة عندما اتى هو من السفر....  لم يكن يراها او حتى يعلم من هي فقط صديقة شقيقته ولكنها عرفته كثيرا.
ذاك اليوم انها لا تستطيع نسيانه
ساندي: هاي انتي بماذا تفكرين.
جوليا بتلعثم: لما لم تخبريني بأن لديكي اخ؟
ساندي : وماذا في هذا...
جوليا : ما اسمه...  وكم عمره....  وماذا يعمل..؟!
ساندي: اوه يبدو انكي وقعتي في غرامه....  اسمه راين وهويكبركي بعشر اعوام وهو يترأس شركات والدي ويديرها في الخارج....
جوليا: يبدو وسيما جدا....!! 
ساندي : لا انصحكي بالتفكير به....  انه يخرج دائما مع النساء.... ويستبدلهن واحدة تلو الاخرة كما يستبدل فردة حذائه.... 
ولكن كلام ساندي لم يؤثر عليها بشيء  فقد اصبحت تلاحقه اينما كان واصبحت تأتي عند صديقتها كل يوم لتراه ولكنه لم يكن يراها او حتى يتحدث معها.....
كم كانت بلهاء وقتها ....مسحت جوليا دمعتها واستسلمت لنوم....
في اليوم التالي كان لجوليا كالجحيم ستعود الى تلك المدينة التي لطالما كرهتها بسببه وهاهي الان ستذهب اليها بقدميها...
استحمت جوليا بعد ارهاق طويب في العمل واخذت تفكر بماذا ترتدي في النهاية هذه حفلة خطوبتها وهذا يعني بأنها يجب ان تكون جميلة جدا...  بعد تفكير طويل اختارت جوليا فستان بدون اكمام وله فتحة صدر كبيرة ويصل الى ركبتيها كان لونه كلون بشرتها  وكان في المنتصف يشده حزام بني بدت جميلة جدا به....  الفستان فوق بالصورة 👆
وعندما انتهت من تزين نفساه وقفت على المرأة تنظر الى نفسها ... كانت مدهوشة حقا بدت جميلة جدا.....  انها المرة الاولى التي ترتدي فيها فستان وتضع المساحيق....  لو ان راين هنا وشاهدها ماذا كان سيقول عنها....  هل كان سوف يغير رأيها فيها....  ابتسمت وقالت هذا لايهم هو الان لا يهتم.
ذهبت وفتحت احد ادراجها وامسكت بتلك الرسالة المشؤومة....  قبل ان تستلم هذه الرسالة لاشك بأنها كانت حقا سعيدة...  انها تذكر جيدا ذاك اليوم التي تحدثت به لاول مرة مع راين كانت وقتها ذاهبة الى منزل صديقتها ولكن راين من فتح لها الباب.....
راين : اوه عذرا...  ساندي ووالدي ليسا هنا...  انهم في الخارج..
حزنت كثيرا لانها لن تستطيع مراقبته لهذا اليوم.
جوليا : آه...  حسنا...  اسفة على الازعاج... 
وعندما كانت تغادر..
امسكها من يدها وقال : انتظري !!!!
نظرت جوليا اليه بتعجب و احست بفرحة عارمة جراء لمساته وقالت: ماذا
راين: في الحقيقة انا جائع ولا استطيع الطهو جيدا....  ولا احد معي....  هل تستطيعين الطهو لي....
جوليا بنفسها : بالطبع واخيرا سأكون معه لوحدنا.
وافقت قائلة : يسرني هذا...
جلس راين بمكتبه بينما كانت جوليا تعد له الطعام لقد سألت ساندي قبل فترة ما اكلته المفضلة وهذا جيد.....  صنعت له الارز مع الدجاج وسلطة تعلمتها من والدتها انها ممتنة كثيرا لوالدتها فلولاها لما كانت تستطيع الطهي الان وعندما انتهت اعدت كعكة الشوكلا التي يحبها وحضرت عصير الرمان الذي يحبه واصبحت السفرة جاهزة وعنما كانت تضع اخر طبق اتى راين ونظر الى الطاولة وابتسم قائلا:  اهذا كله لاجلي
جلس وجلست هي من بعده وقالت: بالصحة واالعافية...  اتمنى ان ينال اعجابك....
تناول راين الطعام وعندما تذوقه بلذة اثنى عليها قائلا : لذيذ.....  يبدو انكي تؤامنين بالمقولة....  اقرب طريق لقلب الرجل معدته.....
جوليا محرجة : اوه....  ماذا تقصد...
راين : انا لا اعلم شيئاً  عنكي...  قولي لي القليل عنكي...
جوليا : امممم،  اسمي جوليا...  وانا صديقة ساندي المقربة وعمري سبعة عشر عاما.
راين: انا اكبركي بعشر اعوام.
جوليا : اجل ولكنك تبدو اصغر...
اقترب راين منها اكثر وقال : الن تسألي عن اسمي او اي شيء .
جوليا بتلعثم : اسمك راين التحقت بالجيش وعدت وانت الان في السابعة والعشرين من عمرك وتدير شركات والدك وانت تحب العزف على البيانو كثيرا وتحب ايضا قراءة القصص في الحديقة.
راين: تعلمين الكثير عني....  كيف ذلك...
جوليا : اجل....  ساندي اخبرتني بذلك...
راين :  وماذا اخبرتكي ايضا. 
جوليا : نصحتني ان ابتعد عنك....  لانك زير نساء ولانك تستبدل نسائك كحذائك....
ضحك راين بصوت عال...  وكادت جوليا ان يغمى عليها من جماله.
راين :  ولكنكي مع هذا لم تستجيبي لها بل كنتي تلاحقينني في كل مكان.
جوليا : اجل،  انا لا اصدقها.
اقترب راين منها اكثر حتى كادت جوليا ان يغمى عليها من شدة توترها.
راين : لماذا ... هل انتي معجبة بي؟؟!!!
احرجت جوليا كثيرا من هذا السؤال وقالت: لا.....
انزعج راين وابتعد عنها وقال: وبماذا تفسرين لحاقك بي....  هل انتي جاسوسة....؟؟!!
جوليا : بالطبع لا...  قصدت بأنني لست معجبة بك ولكننيي......  احبك. !!!!
ابتسم راين ولامس وجنتيها بيداه وقال: صغيرتي انتي لا تفهمين مامعنى حب...  ان ما تشعرين به مجرد اعجاب وسيزول مع الوقت صدقيني....  عندما تشاهدين اول شخص يقع في حبكي تنسينني...
جوليا: كلا....  سوف ابقى احبك والاحقك حتى تقع في حبي...
راين : الن تملي...  انا اكبر منكي بعشر سنوات.
جوليا : وان يكن....  انا احبك انت لا سنك ولا يهمني فارق العمر بيننا.
راين : حسنا....  انا لن امنعكي افعلي ما تريدين.
وابتسمت جوليا بخجل واضح. 
عادت جوليا بذاكرتها الى الرسالة التي بين يداها وجلست تنظر اليها بتمعن وتتذكر جيدا عندما اتى مارك واراها الرسالة كانت وقتها جالسة في الحديقة تنتظر راين ولكنه لم يأتي واتى مارك بدلاً عنه...
مارك: لن يأتي....  لا تنتظري...
جوليا : ولكن لماذا...؟  ...هل اصابه مكروه؟؟
مارك : كلا....  سوف يتزوج...
نظرت اليه جوليا.: كلا انت تكذب،  اذهب من هنا..
نظر اليها وامسكها وهزها قائلا: استفيقي جوليا هو لا يحبك....  وانتي تعلمين هذا...  كفي عن اللحاق به كالمجنونة وانتي ترينه مع فتيات اخريات.....  انظري الى هذه الرسالة واقرئيها لقد بعثها راين لي.... اقرئيها وكفي عن جعل نفسكي اضحوكة...
امسكت جوليا الرسالة وفتحتها وقرأتها بصوت مخنوق : عزيزي مارك...  انا سوف اتزوج عن قريب من جميلتي هيارا لقد اكتشفت مقدار حبي لها واريد الزواج بها....  اريد فقط منك معروف...  انت تعلم تلك المدعوة بجوليا...  انا اريدك ان تأخذها بعيدا عني لا اريد رؤيتها في الزفاف يكفي مافعلته لي في حياتي بملاحقتها لي بوجهها الذي يشبه الجراذ.....  لهذا ارجوك ساعدني
                                                                      المخلص صديقك راين.
وانتبهت جوليا الى توقيعه اسفل الرسالة....  نعم انه توقيعه هو الذي كتبها بيديه...  قالت هذا وكانت تبكي بحرقة امسكت الورقة وذهبت مسرعة الى المنزل وهذا ماكانت تذكره من تلك الليلة المشؤومة......
اعادت جوليا الرسالة الى الدرج وازالت تلك الدمعة عن وجنتيها ونزلت الى جان الذي كان ينتظرها.
نظر جان اليها بذهول وامسك بيداها وقبلها باعجاب.
جان : تبدين حقا جميلة....  لاشك بأن الجميع سوف يحسدني اليوم.....
جوليا : وانت اليوم تبدو انيقا.
كان جان جذابا جدا ببدلته السوداء مع شعره الاشقر المصفف وعيناه الخضراء الجذابة...
وبعد ساعات قليلة وصلت جوليا وجان الى الحفلة ودخلو اليها تحت صدمة الجميع من رؤيتهم.
وقفت جوليا مع جان وهي ممسكة بيديه خائفة.
جان: لا تقلقي هكذا اريدكي قويه اليوم.
ابتسمت جوليا له
احدهم : عزيزي اشتقت اليك.
اقتربت امراة من جان واحتضنته ومن ثم نظرت الى جوليا وقالت: اذن هذه جوليا التي حدثتني عنها....  اوه عزيزي انها رائعة فعلا.....  من اين لك بهذا الجمال...  مرحبا عزيزتي انا والدة جان..
انحنت جوليا لها مبتسمة وقالت : سعدت بلقائك سيدتي..
امسكت بها والدته وقالت : عزيزتي قولي لي امي..... فأنا افضلها اكثر
ابتسمت جوليا وقالت : حسنا .... ا.... امي.
والدة جان : اوه لطيفة جدا.....  جان اذهب لترى ابن عمك انه غاضب جدا لانك لم تحدثه ولانه اخر من يعلم.
جان : اوه صحيح....  ابن عمي .. لقد نسيت سأذهب اليه...  تعالي معي جوليا سأعرفكي على خالي انه كأخي الاكبر. 
شردت جوليا ذهنها وهي ترى جان يعانق ابن عمه ولكنها لم تره جيدا ان ظهره ليس غريب عليها لماذا تشعر بأنها قد رأته من قبل.
جان : انظر .... هذه خطيبتي...
ادار ابن عمه وجهه الى جوليا وفي لحظة تمنى جوليا بأن تختفي من الوجود....  تمنت لو ان الارض تنشق وتبتلعها......
شدت بقوة على حقيبتها لكي لا تفكر بالهروب او حتى بالاختباء.

انا تعبت اكتير وانا بكتب بهاد الجزء مع انو ماحدا اعطاني اي تصويت منكو بس حبيت اكملو والي حب هاد الجزء بتمنى انو تتابعو وتحكولي شو فكرتكم ومين ممكن يكون الي شافتو جوليا وليه هي متفاجأة وخايفة وشو رح يسير
وستنو احداث احلى بالجزء الثالث.....

الحب مجرد كذبةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن