الفصل الثالث عشر

4.1K 235 43
                                    

قصر اﻷمير محمد

كانت اﻷميرة فاطمة تنتظر رجوع ابنها بفارغ الصبر وهي تسير ذهابا وأيابا وعينها على باب غرفة المكتب ، ﻻحظ زوجها حالتها تلك وقال لها :
- أهدأي يا عزيزتي  فلقد ارسلت اسماعيل ليجلب الوليد الى هنا .
- لم اعد اتحمل لقد تأخرا كثيرا
فجأة طرق باب المكتب فأذن اﻷمير محمد للطارق بالدخول ، فتح الباب ودخل اسماعيل لوحده وهو ينحني احتراما ويقول :
- السﻻم عليكم ورحمة الله وبركاته
رد اﻷمير
- وعليك السﻻم يا اسماعيل و.....
قاطعته اﻷميرة فاطمة وهي تقول بلهفة :
- ولكن أين الوليد يا اسماعيل لماذا لم يأت معك .
حاول اﻷمير محمد تهدئة زوجته :
- على رسلك على اسماعيل يا فاطمة دعيه يخبرنا ما عنده .
فقال اسماعيل :
- لقد ذهبت عند اﻷمير و وجدته في غرفة السور يجمع حاجياته استعداد للرحيل يبدو أنه قد وجد عمﻻ .
قال اﻷمير محمد :
- وجد عمﻻ ؟ أي عمل ؟
- لم يخبرني عن عمله هذا يا موﻻي أﻻ أني أرسلت أحد الجنود لتعقبه دون أن يشعر و سوف تصلني اﻷخبار بعد قليل .
تجمعت الدموع في عيني اﻷميرة فاطمة وهددتها بمغادرة عينيها وقالت بأنكسار وهي تنهار على أحد المقاعد :
- ﻻ يريد رؤيتي ..وله الحق في هذا ..لماذا يلبي طلب امرأة طردته بأبشع صورة ( شهقت باكية و أردفت ) ﻻبد أنه يكرهني بشدة .
أشتد نحيبها مما أربك اﻷمير محمد واسماعيل الذي لم يعرف في تلك اللحظة ما عليه فعله فنظر الى اﻷمير محمد يستأذنه الخروج من المكتب أﻻ أن اﻷمير محمد قال بالرغم من أنهيار اﻷميرة المفاجئ :
- هل قال لك أن كان سيأتي أم ﻻ ؟
أجاب أسماعيل وهو يهز رأسه باﻷيجاب :
- نعم أخبرني أنه سوف يحضر الى هنا غدا ولم يستطع المجئ بسبب عمله الذي لم يخبرني عنه .
ألتفت اﻷمير محمد نحو زوجته وقال لها بعد أن أشار لاسماعيل باﻷنصراف :
- أ سمعت يا عزيزتي سوف يأتي غدا ﻻ داعي لكي تنهاري بهذا الشكل .
نظرت اﻷميرة الى زوجها بعيون باكية :
- أ حقا تعتقد ذلك ؟ ﻻ أدري يراودني شعور بأن الوليد ﻻ يريد رؤيتي أو حتى مسامحتي .
- ﻻ تقولي هذا الكﻻم فأنت تعلمين أن الوليد ﻻ يحمل ضغينة على أحد وأنت لست أي شخص أنت أمه أنت من حملت به وجئت به الى هذه الدنيا فكيف ﻻ يسامحك عندما يعرف أنك لم تكوني تعرفين الحقيقة وأن اﻷخرين أرادوا أن تفترقا ولكن الله شاءت حكمته أن تعرفي الحقيقة لكي يعود لك ابنك.
عندها فقط أبتسمت اﻷميرة فاطمة على أمل تلقى ابنها في الغد .

------------------------------------------------------

بيت الشهباء

وصل الوليد الى بيت من يعتقده تاجرا شابا في مقتبل العمر وقرع الباب ثم ما لبث أن فتح الباب ذلك الشاب المدعو نصر وسمح له بالدخول ،
خطى الوليد نحو بناية البيت مع نصر وهما صامتين ولم يكسر حاجز الصمت سوى وقع خطواتهما على الممر الممهد بحصى ناعمة من البوابة الرئيسية الخشبية الى باب البيت ، صعدا درجتن ووصﻻ الباب ثم ألتفت نصر وقال له :
- أنتظر هنا ريثما أعلم سيدي بوصولك فهو يريد أن يريك مكان أقامتك .
دخل نصر الى داخل البيت تاركا الوليد وحده فأخذ يتأمل المكان حوله فﻻحظ أن البيت يحتل موقع الوسط وحوله حديقة في طرفيه الشرقي والغربي ويحيط بهمم جميعا سور عال نسبيا يحمي البيت من المتطفلين وأثناء تأمله عاوده الصداع مرة أخرى و رأى صورا أكثر من التي سبقتها والتي رآها في السوق ولكنها مشوشة قليﻻ فقد رأى أنه يجلس مع فتاة ما و أمامه طعام كثير كان وجه الفتاة مألوفا لديه ولكنه لم يستطع تميزه أو حتى معرفته .
أغمض عينيه وهو يمسك رأسه ويتمنى لو يذهب عند ذلك الرجل ليعطيه ذلك الدواء .
ثم جاء صوت التاجر الشاب قائﻻ :
- لقد أتيت أخيرا حسبتك قد غيرت رأيك نظرا لتأخرك في المجيئ .

التاجرة البغدادية واﻻمير اﻻندلسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن