الفصل الخامس عشر

7.7K 330 164
                                    

بعد مرور عدة أيام

قصر اﻷمير محمد

كان اﻷمير يتمشى في حدائق القصر الجميلة بصحبة أخيه الغير الشقيق اﻷمير سعيد بعد أن دعاه الى تناول طعام الغداء في قصره .
رحب اﻷمير به و أخذ يسأل عن أحواله مع زوجته ريثما يجهز الغداء ، فليس سرا أن اﻷمير سعيد ﻻ يحب زوجته بل هو يمقتها بتعبير أدق وأنه أي اﻷمير سعيد قد تزوجها بسبب نفوذها .

وبعد أنتهاء وجبة الغداء طلب اﻷمير محمد من اﻷمير سعيد ان يتمشيا في حدائق القصر بحجة أنه - أي اﻷمير محمد - مشتاق الى أخيه فلم يجد اﻷمير سعيد مناصا من تلبية الدعوة فوافق على تلبية دعوة أخيه و ها هو اﻵن يتمشى مع أخيه اﻷكبر محمد .
و أخذا يتحدثان في شتى المواضيع من سياسة الدولة و الحكم و الحرب مع مملكة قشتالة في الشمال والتجارة والزراعة و غيرها حتى تطرق اﻷمير محمد الى الموضوع الذي من أجله دعا أخيه سعيد للقدوم عليه فقال لأخيه الأصغر :
- أخبرني يا سعيد هل تذكر أيام طفولتنا عندما كان والدنا اﻷمير الراحل يأخذنا معه لصيد الغزﻻن في الغابة ؟
تفاجأ اﻷمير سعيد بما قاله أخيه اﻷكبر فقد توقع أن يحدثه بشأن وﻻية العهد وليس عن ذكريات قديمة ، ومع ذلك أجابه:
- نعم أذكر ذلك وأذكر أننا استمرينا بالقيام برحﻻت الصيد تلك حتى بعد وفاته .
هز اﻷمير محمد رأسه باﻷيجاب وقال :
- نعم لقد فعلنا ذلك حتى ذلك اليوم المشؤوم يومها كنا في رحلة صيد وكنت مصطحبا معي ابني الوليد عندما كان صغيرا .
( كان اﻷمير محمد يقصد باليوم المشؤوم ذلك اليوم الذي تعرض فيه اﻷمير الوليد لمحاولة قتل عندما كان في الحادية عشرة من العمر قبل موت أخيه عبدالرحمن بعدة أشهر) .
رد اﻷمير سعيد :
- آه نعم ..ذلك اليوم ، أذكره جيدا يوم كاد الوليد يفقد حياته عندما حاول .. ماذا كان اسمه ... آه عجاف ، دفع الوليد من المنحدر لوﻻ عناية الله لكنا فقدناه في ذلك اليوم .
ألتفت اليه أخيه وقال :
- نعم لوﻻ عناية الله لكان الوليد ميتا ، أصدقني القول يا سعيد لقد سمعت أمرا ولقد استدعيتك اليوم ﻷعرف منك الحقيقة .
بدأت ضربات قلب اﻷمير سعيد باﻷضطراب فقال متسائﻻ :
- وما هو يا موﻻي ؟
- لقد سمعت أن ذلك النخاس عجاف تحت حمايتك هل هذا صحيح .
أنكر اﻷمير سعيد :
- ما الذي تقوله يا موﻻي ؟ كيف يكون ذلك ؟ وكيف تشك بي في هذا اﻷمر ؟
فقال اﻷمير محمد يجيبه :
- لست هنا اتهمك وخاصة بعد كل هذه السنوات التي مرت على تلك الحادثة ولكني البارحة رأيت رؤيا في المنام لم أفهم تفسيرها .
قال اﻷمير سعيد في نفسه مستغربا : ( رؤيا ؟) فقال له بصوت مسموع :
- خيرا أن شاء الله ما الذي رأيته ؟
أبتسم اﻷمير محمد فلقد بلع أخيه الطعم وقال
- البارحة وأنا أخذ قيلولة صغيرة وجدت نفسي في الغابة المجاورة للمدينة ورأيتنا أنا و أنت نطارد غزاﻻ ﻷصطياده فأذا بذلك النخاس يخرج خنجرا ويهوي بها على ظهرك و ﻷني لم أكن قريبا من المكان الذي تقفان فيه لم أستطع الوصول أليك وأمنع ما كان يحدث وعندما وصلت كان اﻷوان قد فات ...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Apr 17, 2017 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

التاجرة البغدادية واﻻمير اﻻندلسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن