الفصل الثامن

4.2K 244 26
                                    


ذهب الوليد واسماعيل للقاء أبي البراء الفاسي في بيته بعد صﻻة الظهر بحسب الموعد الذي بينهما ، وصﻻ الى البيت ثم طرق اسماعيل الباب الذي فتحه لهما أبو البراء بنفسه ، رحب الرجل بهما وأدخلهما الى الداخل ثم اغلق الباب وراءهما ، لم يﻻحظا أن أثنين من البصاصين التابعين لصاحب الشرطة كان يتعقبهما بأمر من صاحب الشرطة نفسه وبعد دخول الوليد واسماعيل أحدهما ذهب لمقر صاحب الشرطة ليخبره بالمستجدات منذ أن غادر الوليد الوكالة التجارية في الصباح الباكر وحتى دخوله مع اسماعيل لأحد البيوت .

في بيت أبو البراء الفاسي
جلس الرجﻻن في غرفة الضيوف ثم جاء أبو البراء حامﻻ صينية فيها أكواب نحاسية فيها شراب عرق السوس الذيذ الذي تشتهر به المدينة وقدمه لهما فأخذا كل واحد منهما كوبه وشرب منه قليﻻ  وجلس هو اﻵخر على أحد المقاعد ثم قال :
- أوﻻ قبل ما أبدا كﻻمي اسمعوني الصﻻة على سيدنا وموﻻنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ثم نقرأ معا سورة الفاتحة .

فقال الوليد واسماعيل بصوت واحد :
- عليه أفضل الصﻻة والسﻻم .
ثم قرأوا سورة الفاتحة وبعد اﻷنتهاء من قراءتها قال أبو البراء الفاسي :
- البارحة جئتما ألي بطلب وهو أرسال عدد من الفدائيين للقتال ضد مملكة قشتالة النصرانية وبعد أن غادرتما ذهبت لمكان التدريب خارج سبتة والتقيت بقائد الفدائيين وقد وافق على طلبكما وطلب اﻷمير محمد وسوف يرسل معكما الى اﻷندلس ثﻻثين فدائيا سيركبون السفينة معكما بصفتهم بحارة على متن سفينة تجارية والتي ستغادر بعد قليل متجهة الى اﻷندلس .
فرح كل من الوليد واسماعيل بهذه اﻷخبار وخاصة الوليد الذي قال
- بارك الله فيك والله أنك لنعم الرجل أنت  وﻻ أعرف ماذا أقول من شدة فرحي بأستجابتك لطلب اﻷمير محمد لقد كنت أعتقد أنك لن تلبي طلبنا بهذه السرعة وبهذا الشكل .
فقال أبي البراء
- ﻻ تقل هذا، التوفيق كله هو من عند الله عز و جل و هو الذي يسهل اﻷمور كلها .
فقال الوليد :
- وكيف سنعرف السفينة التي بها الرجال ؟
أجاب أبي البراء
- السفينة سيكون مكتوب على شراعها( توكلنا على الله ) .
فأجاب اسماعيل :
- أذن فلنتوكل على الله .
فقال أبو البراء :
- واﻵن عليكما الذهاب الى الميناء ﻷن السفينة سوف تبحر بعد ساعة كما تشير هذه الساعة
وأشار بيده نحو الساعة الرملية الموضوعة على رف خشبي بسيط مثبت على الحائط ؛ ثم قام الوليد واسماعيل ليودعا أبي البراء الفاسي وخرجا من البيت متوجهين نحو الميناء .

كان البصاص الذي نقل أخبار الوليد الى صاحب الشرطة قد عاد الى صاحبه الواقف قرب بيت أبي البراء الفاسي بعد أن نقل اﻷخبار واستلم تعليمات جديدة من صاحب الشرطة وقال لصاحبه بعد أن رجع :
-ها ماذا حدث؟ هل خرجا ؟
فقال الرجل اﻵخر :
- ليس بعد لم يخرجا من البيت
تنفس البصاص الصعداء فقد خاف أن يفقد أثرهما فيتعرض لعقاب شديد من صاحب الشرطة كما أخبره اﻷخير أن فقد أثرهما ،
ثم فجأة فتح الباب و خرج الوليد واسماعيل بعد أن ودعا صاحب البيت وسارا في الطريق عائدين الى الخان الذي أتيا منه والبصاص في أثرهما بعد أن أبلغ اﻷخر بالذهاب لمقر صاحب الشرطة لأبﻻغه ما أستجد من اﻷمور .

التاجرة البغدادية واﻻمير اﻻندلسيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن