الفصل الخامس :
انهــــال أوس باللكمات مجدداً على منسي الذي كان عاجزاً أمامه حتى عن الدفاع عن نفسه ، وبدى للحظة أنه قد فقد وعيه من شدة الضربات ، بينما تابعت تقى ما يحدث بنظرات مرعوبة ، وظنت أن ذلك الغريب الشرس سيقتل – لا محـــالة – ابن حارتها ، لذا فكرت سريعاً في أن تتدخل وتلهيه عمــا يفعل للحظات حتى يتمكن منسي من الفرار من براثنه ، و....
-تقى بصوت مختنق : حرام عليك هايموت في ايدك ، سيبوه بقى ! انت ايه !!
لم يعبأ بها أوس ، وظل ينفس عن غضبه في منسي الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الهلاك حتماً ...
لذا استجمعت تقى قدراً من شجاعتها الغائبة ، وركضت في اتجاه أوس الجاثي فوق منسي ثم قامت بضربه بكفي يدها بقوة كبيرة على ظهره ، مما جعله يستدير برأسه ناحيتها ورمقها بنظراته المحتقنة ، فتراجعت هي للخلف ، ونهض هو سريعاً عنه ، ثم اعتدل في وقفته ، وســـار في اتجاهها ..
أستندت تقى بظهرها على الحائط الملاصق لباب منزلها ، وحدقت في ذلك البغيض بنظرات مرتعدة ..
وقف أوس قبالتها ، ولم يرمش بطرف عينيه ، بل حدجها بنظرات قاسية متوعدة من مقلتيخ اللاتين تحولتا إلى جمرتين متقدتين ، ثم مـــد يده ناحية عنقها ليخنقها منه ، ولكنها أمسكت بكف يده بقبضتيها لتمنعه من الاقتراب منها أو حتى لمسها ، ثم قربت شفتيها من كفه ، وقامت بغرس أسنانها فيه وعضته بقسوة ..
ورغم تآلمه الذي ظهر على ملامح وجهه ، والدمـــاء التي بدأت تنزف منه ، إلا أنه لم يهتز للحظة ، وتركها تفعل ما تريد ، ثم وضع يده الأخــرى على رأسها ، وقام بجذبها بعنف من ذاك الحجاب الذي يغطي فروة شعرها ، لتصرخ هي متأوهة من الآلم و..
-تقى بصراخ عنيف : آآآآآه .. سيبني
-أوس وهو يصر على أسنانه في غيظ : ازاي تتجرأي عليا يا بنت الـ .....
في نفس التوقيت بدأ الجيران في التجمع على أثر صوت الصراخ والشجار العنيف ، وتدخل البعض منهم للحول بين أوس وتقى ، و...
-جار ما بنبرة قوية : سيب البت يا جدع انت
-جارة أخرى بعويل مرتفع : يا لهوي ، الحقونا يا ناس ، الراجل هيموتها
-جار أخـــر بضيق : كلموا رجالة الشارع يجوا يمسكوا الواد ده اللي طايح في الكل
-أوس بنبرة متصلبة ، ونظرات نارية : واد !!! انتو مفكرين إني هخاف ، يبقوا انتو مش عارفين أنا مين
ثم بدأ بالتشاجر معهم بعد أن أبعدت الجارة أم بطة تقى وادخلتها إلى داخل منزلها المتواضع ، وقام أحد الجيران بسحب منسي الملقى على الأرضية ، وحاول إفاقته ..
أنت تقرأ
✅ ذئاب لا تعرف الحب ©️ - الجزء الأول منال سالم
Romanceشابة صغيرة في مقتبل العمر، تعيش في مجتمع لا يرحم الضعيف، اتهمت والدتها بالسرقة ظلمًا، وحتى تظهر براءتها كان عليها الولوج لوكر أكثر الذئاب وحشية لإثبات براءتها، فهل الحمل الوديع سيجبر ذاك المفترس على الخضوع له؟ أم أنها بداية معاناة أبدية؟ #ذئاب_لا_تع...