الفصل الثامن :
بداخل مكتب أوس بمقر الشركة الرئيسي ،،،
حدق أوس في عيني تقى بنظرات تنتوي شراً لها ، في حين بادلته هي بنظراتها المذعورة ، وظلت ترمش لعدة مرات ..
كما كان صدرها يعلو ويهبط من الخوف ، وساقيها ترتجفان كالهلام ، ولكنها رغم هذا حاولت أن تبدو جامدة أمامه ..
وضع هو يده على طرف ذقنه ، وظل يحرك أصبعه عليها بحركة ثابتة أثارت إنزعاجها ، ثم تشدق بـ ...
-أوس متسائلاً بنبرة متصلبة : انتي هنا ليه بقى ؟
-تقى بتلعثم : آآ.. أنا .. أنا
-أوس بنبرة تحمل العنجهية : ايه ؟ القطة كلت لسانك ؟؟ هاتهتي كده كتير ؟
أخفضت هي عينيها في توتر ، وظلت تفرك أصابع كف يدها المتعرقة في ارتباك واضح ، و...
-تقى وهي تبتلع ريقها : أنا كنت .. عاوزة منك تتـ.. تـ...
ثم توقفت عن الحديث ، فحلقها قد جف تماماً ، وباتت الكلمات تخرج بصعوبة بالغة منه وكأنها تخشى هي الأخــرى مواجهته ..
تعجب عُدي مما يدور بين كليهما ، و..
-عدي متسائلاً بحيرة : دي مين دي يا أوس ؟
انتبهت هي لذاك الصوت الرجولي الأخــــر الذي يأتي من الخلف ، وسلطت عليه عينيها لتكتشف أن ذلك الفظ ليس بمفرده في المكتب ، فشعرت بنوع من الإطمئنان .. فهو لن يتجرأ على التعرض لها أمام هذا الشخص ..
لم يجبْ أوس على سؤال عدي ، بل أمــال رأسه لليسار تارة ولليمين تارة أخــرى ليتفحص تقى بنظراته الدقيقة ، بينما هربت هي من تأثير عينيه المخيفتين بالتحديق للأسفل .. لمح هو تلك الخصلة المتمردة من شعرها المختبيء خلف حجابها القاتم فأثــارت رغبته في أن يُعيدها لمكانها ، لذا فاجئها بتحريك يده في اتجاه وجهها ، فقفزت متراجعة للخلف في رعــب ، فابتسم هو بشراسة لها ، و..
-أوس ببرود هاديء : خوفتي ليه ؟ أنا كنت هـ...
-تقى مقاطعة بنبرة محذرة رغم تلعثمها : لو ..لو سمحت .. أنا .. مش واحدة من إياهم
-أوس وهو يبتسم ابتسامة متهكمة : واحدة من إياهم !! ممم.. هو انتي تطولي أصلاً ..
نهض عُدي من على المقعد ، وســـار في اتجاه أوس ، و...
-عدي بنبرة جادة : واضح إن وجودي هنا مالوش لازمة .. أنا طالع برا شوية وراجع
-أوس بهدوء زائد : خير ما عملت
مـــر عدي من جوار تقى ، ونظر إليها شزراً ثم سار مبتعداً للخــارج ..
هنا حل الخوف مجدداً على تقى ، فقد ظنت أن ذلك الشخص سيظل متواجداً إلى أن تنتهي هي من الحديث ، لكنها باتت بمفردها معه ، فمن الذي سيصده عنها إن تجرأ عليها ..
أنت تقرأ
✅ ذئاب لا تعرف الحب ©️ - الجزء الأول منال سالم
Romanceشابة صغيرة في مقتبل العمر، تعيش في مجتمع لا يرحم الضعيف، اتهمت والدتها بالسرقة ظلمًا، وحتى تظهر براءتها كان عليها الولوج لوكر أكثر الذئاب وحشية لإثبات براءتها، فهل الحمل الوديع سيجبر ذاك المفترس على الخضوع له؟ أم أنها بداية معاناة أبدية؟ #ذئاب_لا_تع...