الفصل الثلاثـــون

108K 3.3K 770
                                    

الفصل الثلاثون :

في المشفى الحكومي العام ،،،،،

وصـــل الشيخ أحمد ومعه رشيد إلى استقبال ذلك المشفى المجاني ليطمئنا على حالة العامل سيد الذي إحترق وجهه ..

تنحنح رشيد بصوت متحشرج قبل أن ينطق بـ :

-هاروح أدفع التذاكر يا شيخنا

-استنى يا بني

قالها الشيخ أحمد وهو يضع يده في جيب ( قفطانه ) ليخرج مبلغاً من المــال منه ، ثم مــد يده المتكورة نحوه ، ودس في كفه المــال ، وهو يتابع بـ :

-روح إدفع تمنهم بدول

ابتسم له رشيد قائلاً :

-كتر خيرك يا شيخنا

ثم إنصـــرف مسرعاً في اتجاه نافذة دفع تذاكر الدخــول للمشفى ، ولكن كان هناك صفاً طويلاً أمام النافذة ، فزفر في غضب ، وغمغم بـ :

-حتى دي كمان فيها طوابير ..!

.........

تعهد الشيخ أحمد بتحمل نفقات علاج العامل سيد من جيبه الخاص ، ولم يدخر وسعه في إبلاغ أهل الخير بمساعدة عائلته ، و الإنفاق عليهم ريثما يتعافى ..

أمسك هو بمسبحته بأطراف أصابعه ، وأخذ يحركها بثبات وهو يتمتم بخفوت ، ثم قرر أن يتجول في أروقة المشفى حتى يعود إليه سيد ، ولكنه توقف في مكانه حينما مرت عيناه على لافتة صغيرة أعلى جهة اليمين مدون عليها عبارة صغيرة فقرأها بصوت مسموع بـ :

-عنبر الكسور للرجــال .. ربنا يشفي ويعافي كل مريض ..

قرر الشيخ أحمد أن يدلف إلى داخل العنبر ليلقى نظرة سريعة على من فيه لعله يمد يد العون لمن يحتاج إلى ذلك .. شعر هو بغصة في حلقه ، وإنقباضة في قلبه بسبب حال معظم المرضى البائسين والمتواجدين على الآسرة الغير آدمية ..

تأسف هو كثيراً لرؤيتهم على تلك الوضعية ، ورجى الله أن يجعله سبباً في مساعدتهم

ثم رفع كفي يده بالدعاء لهم جميعاً ، وما إن إنتهى حتى مسح على وجهه براحتيه ، وتنهد في آسى ، وأطرق رأسه للأسفل وهو يحدث نفسه بـ :

-تولاهم يا رب برحمتك

ثم إستدار ليتجه للخـــارج ، ولكنه تسمر في مكانه حينما رأه أمامه مسجى على الفراش الجانبي وفي حالة يرثى لها .. ظن في البداية أنه شخص آخـــر ، فنظر له بتفحص شديد وبتمعن أكبر - وتعابير وجهه شبه مصدومة لرؤيته – ليتأكد من هويته .. ثم قال بنزق :

-عم عوض .... !

..............................

في منزل تقى عوض الله ،،،،

✅ ذئاب لا تعرف الحب ©️ - الجزء الأول منال سالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن