الفصل السادس والثلاثون

106K 3.3K 548
                                    

الفصل السادس والثلاثون :

كانت الأيام تمر ثقيلة على أوس الذي ظل ملازماً لتقى في المشفى ، فهو لم يتركها للحظة واحدة .. بل كان يتابع بإهتمام مبالغ فيه كل صغيرة تخصها .. ورغم هذا كانت حالتها الصحية إلى حد كبير ثابتة ..

ولم يغفل أي طبيب عن دوره معها .. وكان بين الحين والأخـــر يعود للقصر ليبدل ملابسه ، ثم يرجع إليها مرة أخــرى ..

كما أمـــر رئيس طاقم التمريض أن يحضر له فراشاً أخراً ، ويضعه في نفس الغرفة ليكون دائماً بجوارها ..

وبالفعل امتثل هو له وأحضر الفراش ، وأسنده بجوار الجدار وعلى مقربة من فراشها ..

ولم يغادر هو غرفة العناية إلا عند الضرورة القصوى ..

كما تناثرت الأقاويل عن وجود علاقة خفية بين أوس الجندي وتلك الفتاة الغريبة بين العاملين بالمشفى ، ولكن لم يجرؤ أحــد على التحدث جهاراً عنهما ..

في حين تجاهل مهاب التعامل مباشرة مع إبنه أو حتى الإحتكاك به ، وفضل أن يتجنبه حتى لا ينبش في ذكريات الماضي التي جاهد ليبقيها في طي الكتمان ..

....................

وفي صباح يوم ما ، توقفت سيارة الشرطة أمــام مدخل المشفى ، وترجل منها عدد من رجـــال المباحث الجنائية ، ودلفوا إلى الاستقبال ، ثم بنبرة صارمة تسائل أحدهم بـ :

-تقى عوض الله موجودة في اوضة كام ؟

رمقهم الموظف بنظرات شبه مضطربة قبل أن يجيبهم بتردد بـ :

-مين حضراتكم ؟

-مباحث

قالها أحدهم بجدية شديدة وهو يتفحصه من رأسه لأخمص قدميه

ابتلع الموظف ريقه ، ثم نظر إليهم بتوجس قبل أن يجيبهم بحذر بـ :

-بس هي في العناية والزيارة ممنوعة عنها بأوامر من الدكتور وآآ..

-احنا اللي هانشوفها ونقرر

-بس آآ...

حدجه الضابط بصرامة قبل أن يقاطعه بغلظة بـ :

-فين مكانها ؟

-هي في الدور التالت غرفة 307

-يالا يا رجــالة

قالها أحدهم وهو يتحرك بخطوات ثابتة في اتجاه المصعد الموجود في نهاية الردهة الواسعة ، ولحق به البقية ...

............................

في نفس التوقيت إنتهى عُدي هو الأخــــر من إكمـــال الأوراق والعقود الخاصة بالتوكيل الإيطالي ، وقرر العودة إلى القاهرة لمباشرة أعمـــال المجموعة ..

✅ ذئاب لا تعرف الحب ©️ - الجزء الأول منال سالمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن