الفصل الأربعون :
في دار الرعاية الخاصة بالمسنين ،،،،
تلقت تهاني رعاية مكثفة خلال الفترة الماضية من أجل تحسين حالتها الصحية والنفسية ..
في البداية رفضت التجاوب مع العلاج ، أو حتى الإندمـــاج مع نزلاء الدار ، ولكن بالمثابرة وإصرار طبيبتها النفسية بدأت تستجيب تدريجياً ..
طرقت المشرفة على باب غرفة الطبيبة النفسية ( رجاء ) ، فسمحت لها بالدخول ، وإبتسمت لتهاني إبتسامة عذبة ، ثم أشارت لها بيدها لكي تجلس ، وقالت بصوت رقيق :
-اتفضلي ارتاحي هنا يا تهاني
بادلتها تهاني إبتسامة عادية ، وجلست على المقعد الجلدي الطويل – ذي اللون الأسود ، وضمت يديها معاً ، وأسندتهما على صدرها ، وأمالت رأسها نحو الطبيبة لتنظر لها ..
لم يخلوْ وجه الطبيبة من تلك الإبتسامة الرقيقة ، ولا من نظراتها الدافئة ، ثم تسائلت بصوت مألوف :
-ها ، جاهزة يا تهاني عشان نبدأ ؟
-أهـــا
-تمام .. عاوزاكي تسترخي خالص ، وتحكي زي ما إتعودنا عن اللي مضايقك وتاعبك ، وأنا هبدأ كالعادة بمين اللي خد منك عيالك ؟ وليه عمل كده
ابتلعت تهاني غصة مريرة في حلقها ، وأغمضت عينيها ، وحاولت أن تستسلم لذكرياتها الآليمة ..
أخـــذت هي نفساً مطولاً ، وزفرته بتثاقل ، ثم بصوت حزين أجابتها بـ :
-مهاب
...................................................
◘◘◘◘ وقفت تهاني مذهولة في مكانها غير مصدقة ما سمعته أذنها للتو .. جحظت بعينيها في صدمة ، وقالت بصوت مشدوه :
-مهـــــاب ...!
ترنح هو أمامه ، وألقى بثقل جسده على الأريكة ، ونظر لها من طرف عينه ، ثم تابع ببرود بـ :
-سبيني بقى أنـــام
ظلت تعابير وجهها مشدودة ، وقالت بتهور :
-إنت واعي للي عملته الوقتي ؟ إنت طلقتني للمرة التالتة !!!
أولها ظهره وهو ممدد على الأريكة ، وأغمض عينيه ، وقال بنبرة غير مهتمة :
-عادي
دارت تهاني حــــول الأريكة ، ووضعت يدها على ذراعه ، وهزته بعنف ، وهي تصرخ فيه بـ :
-لأ مش عادي ، انت ... انت ضيعتني !!
زفــــر هو بصوت عالي ، ثم إعتدل في جلسته ، ونظر لها شزراً ، وأردف بنبرة منزعجة بـ :
أنت تقرأ
✅ ذئاب لا تعرف الحب ©️ - الجزء الأول منال سالم
Romanceشابة صغيرة في مقتبل العمر، تعيش في مجتمع لا يرحم الضعيف، اتهمت والدتها بالسرقة ظلمًا، وحتى تظهر براءتها كان عليها الولوج لوكر أكثر الذئاب وحشية لإثبات براءتها، فهل الحمل الوديع سيجبر ذاك المفترس على الخضوع له؟ أم أنها بداية معاناة أبدية؟ #ذئاب_لا_تع...