..............كانت جالسه علي مقعد في حديقه منزلها شارده .
يدها اليمني تحمل هاتفها .
و يدها اليسري تطرق علي يد المقعد التي تجلس عليه بتوتر.
تنتظر مكالمه او حتي رساله تطفئ شعله الخوف و التوتر بداخلها .
"سوف اتصل بك عندما اصل لا تقلقي"
كانت تطمئن نفسها بتذكرها اخر كلمات قالها لها في مكالمتهم الاخيره.
و لكنها ايضا كلمات مخيفه فلقد استغرق خمس ساعات و لم يتصل بها بعد .
كان جون في ذلك الوقت ذاهب مع اصدقائه الثلاث الي مدينه مجاوره ليست بالبعيده من مدينتهم.
يستغرق الوقت للوصول اليها ساعتين بالسياره ليس بالكثير.
اتصلت بسيلينا لتأتي لها.
علي امل ان تجعلها تفكر في شئ اخر . و لكن بلا جدوي فهي الاخري تأخرت .
بعد خمس دقائق شعرت كلارا بجلوس احد أمامها لتري سيلينا .عندما رفعت كلارا نظرها لسيلينا ، رأت سيلينا بأعين كلارا بريق خوف و مطالبه بالنجده .
ابتسمت سيلينا لكلارا ابتسامه دفيئه لتهدء من روعها و قالت لها "اعلم ! لا تخافي بالتأكيد نسي كعادته الاتصال بنا لا تحسيسينني و كأنكي لا تعرفينه كلارا"
تنفست كلارا بعمق .
هي تحب ذلك في سيلينا تعلم ما يحزنها دون ان تتفوه هي بكلمه .
دائما و ابدا حتي و ان لم يكن لديها اصدقاء فسيلينا هي من تعوضها دائما عن غياب الناس حولها .
عن غياب الحب في حياتها .
عن غياب الاصدقاء .
قالت كلارا "لا اعلم و لكن علي الأقل يفتح هاتفه و لكنه مغلق و هذا ما يزيدني قلقا .
"لا شئ يدعي للقلق فقط اريحي عقلك و لندعنا من هذا الحديث . كيف حالك؟"
كذبت .
سيلينا كذبت لم تكن بحال افضل من كلارا كانت خائفه قلقه علي صديقها .
عقلها في حاله حرب من التفكير .
و لكنها اختارت الصمت و ان تواسي صديقتها علي علم بأنها تريد من يواسيها ايضا .
اومئت كلارا رأسها ثم قالت "بخير"
تابعت سيلينا حاركتها التي تحولت فجأه .
اتسعت عيون كلارا و نظرت لسيلينا ثم قالت بأمل مفاجئ"لماذا لا تتصلي بوالد او والدت جون لنطمئن منهم لأن بالتأكيد هم علموا اي خبر عنهم لأنهم معهم جميع ارقام اصدقاء جون اليس كذلك ؟؟ وانا لن استطيع الاتصال لانك تعلمين مدي كرههم لي"
لم يكن الحب ساري في العائلتين الا بين اثنين فقطجون و كلارا .
و كان حبهما لبعضهما بالنسبه لعائلتهما جريمه .و بالتأكيد فكره كهذه جاءت ببال سيلينا و بالفعل قامت بالاتصال بهما .
"لقد فعلت و لكن قالوا لي ليس لديهم اي ارقام لأصدقاءه "
زفرت كلارا الهواء و لم تستحمل اكثر من ذلك .
فوقفت في ضجر و تعب .
لم يكن ذلك العامل الوحيد لخوفها و توترها و تفكيرها بل ايضا لتلك الابتسامات الغريبه و المخيفه من والدتها و ابيها الذين اخذوا يرسلوها اليها هذا الصباح.
و لتلك التساؤلات التي لم تعتادها عليهم عن جون و هل سافر و هل وصل...............الخ.
احسست بشئ تحاول اعينهما الفصح عنها و لكنها تجهلها .
افكارها مشتته .
و افكار غريبه تراودها و تخيلات تزيدها خوفا علي جون .
و لكنها تحاول الهروب من تلك الافكار.
و لكن بلا جدوي.
و لكن فجأه تذكرت تلك الكلمات"يكفي كلارا نحن نحذرك اشد حذر ان لم تفعلي ما نقول فسوف نبعدك عنه و لكن بطريقتنا نحن"
و لكنها ابعدتها بسرعه من تفكيرها .
و قبل ان تخطو اي خطوه اخري اوقفها رنين هاتفها .
نظرت له لتري اسم جون ينير الشاشه .
دق قلبها و نظرت الي سيلينا لتراها ترجوها بأعينها ان تجيب ليتخلصا من ذلك العذاب المرير .
فسيلينا كذبت مجددا علي كلارا.
لانه حين اتصلت بوالدي جون قالوا لها انهم اتصلوا بهم جميعا و جميعهم هواتفهم مغلقه .
لم ترد سيلينا ان تخيف كلارا فلم تقل لها.
تعلم انها كذبت عليها مرتين و لكنها تعلم لن تفيدها اذا قالت لها الحقيقه سوي انه سوف يزيد كلارا قلقا و تعب .

أنت تقرأ
The Loyalty Z.M
Ficção Adolescenteتائهه بين اروقه الماضي . ربحت حب و لكنه سلب منها بفعل القدر. مكبله بالقيود ليس بمقدورها الكثير لتفعله . و لكن النار التي بداخلها ان كانت حيه لتحول كل ما حولها إلي رماد. وعد يهدد تحركاتها. ألم يهدم روحها. زمن يلهث لسرعته و هي ما زالت تعيش في هيام الم...