أتألم كثيراً عندما يترائى لي أنه لا مخرج من بؤس حياتي هذه إلا بتركها ترحل، أحبها بكل ما أوتيت من نبض, أحبها عدد تصاعد أنفاسي الحارة في كل فجر وغسق, أحبها كما لم أحب حيّا في هذه الدنيا من قبل فكيف أدعها تودع قلبي لأول وآخر مرة؟ كيف أترك قلبي يموت ألف مرة قبل أن ينساها؟ كيف وهي لم تترك لي خياراً سوى التعمق في عشقها أكثر فأكثر، استيقظ كل صباح وأتأمل ما بداخلي وأشعر بأنني أهوي في فوهة لا نهاية لها أبتسم وعيناي غارقة تماماً في وحل لذيذ الشعور كثيف القوام ناعم الملمس وأقول "ببساطة إنه الحب" وأنهض بطمئنينه لن يُهجر قلبي أعلم ذلك، عقلي لا يعي الصواب لا يرى الحقيقة إنما يتبع مايملى عليه فحسب، كنا لا نخلد للنوم أبداً ما دام أحدنا مستيقظاً, كانت تُعاني من الأرق دائماً وكنت أسهر الليالي أتغزل بكل تفاصيل خَلقِها، لم أسأم أبداً من مداعبة شعرها أو تقبيل جبينها أو التلذذ بشفتيها المخملية أُصاب بالخدر عندما أقترب من عنقها رائحته شبيهة بالعنب الأسود، وهي لم تخجل من أن تداعبني حتى الموت أو تجعلني أصرخ أحياناً، لا أستطيع إخراجها من رأسي صوتها العذب مازال يعزف لحناً غريباً في أذني لم أتعرف عليه قط لكني أحببته، أرى صورة معلقة في ذهني كلما أغمضت عيناي لأنام عيناها الواسعتين بلونهما الرمادي بحاجبان بريئان أنفها النحيل جداً وكأن رساماً قد ابدعه وخداها الشاحبتان وتلك الشفة الممتلئة التي لا تتوقف عن الإبتسام، أحاول جاهداً أن لا أستمر في ذلك ولكنني أفشل أعي تماماً أن نسيانها أمر صعب ولكني أراه مستحيلاً كنت أخبرها كل يوم بأنها جميلة وبأنني أحبها ولم تتردد هي بإخباري كم تحبني ولن تدعني أفلت منها أبداً، الآن أفلتت هي وتركتني تعيس لباقي حياتي التي لا أعلم لها نهاية، جَعلت من كل ما هو حولي أسود لا أرى سوى الظلام، أستيقظ كل صباح وأشعر بقلبي يحترق عليها ألماً، من بعدها لم أشعر براحة في نومي ولا يقظتي وكأن حياتي انتُزعت مني عُنوة، كانت هي الخسارة التي لا تعوض، ليتنا رحلنا معاً لا أتمنى لها حياةً من دوني ولا لنفسي حياةً من دونها، لكان الموت رحمة لي لو أنني مت معها.
أنت تقرأ
نقطة.
Literatura Faktuككل شيء في هذه الحياة سيضمحل ويفنى إلى ذلك الحين سأكتب عنه وكأنه الأمل، لكان ذلك صحيحاً لو أنه عاد ولكن الحياة ليست عادلة للجميع، في النهاية سنموت جميعاً ولن يتبقى منا سوى الإيمان بالعودة مجدداً، قبل المنيّة وخلال الألم سأكتب حتى أنتهي وتُختم حياتي...