الفصل السابع

477 68 21
                                    

- أتحس بالتعب؟ هل نتوقف؟

- ... لا.

- لا تكذب علي يا "نُوا"، يبدو التعب واضحاً على وجهك.

- أنا لست متعباً، أنا مارد... ولا يحق لي أن أشعر بالتعب...

ربت الرجل على رأس الصبي بلطف.

- هذا غير صحيح، بعد كل ما فعلته لأجلنا يحق لك أن تشعر بالإرهاق، بل يحق لك أن تطلب عطلة رسمية بإسمك لتخليد ما فعلت.

حدق الصبي بالرجل غير مصدق لما يسمع، لم يسبق له أن عامله شخص بهذا اللطف من قبل، طوال عمره كان مجرد شيء يتهافت الناس لإمتلاكه واستغلاله لمصالحهم الخاصة ثم رميه بعيداً، لكن...

- سيدي... أنا... أنا لا أستحق هذه المعاملة، أنا مجرد مارد مصباح...

انحنى الرجل وأمسك بكتفي الصبي.

- لا، لست مجرد مارد مصباح يا "نُوا"، أنت بطل، لولاك لتضورت هذه السلطنة جوعاً، لولاك كنا سنعيش فـ...

فجأة بدأ صوت الرجل وملامحة بالاختفاء شيئاً فشيئاً.

- سيدي...؟

بدأ الظلام يحيط بالصبي أسود الشعر من كل الجهات.

- سيدي؟! سيدي!!

بدأت الأرض تهتز بشدة تحت قدميه، حاول جاهداً أن يحافظ على توازنه لكنه سقط، فور سقوطه انشقت الأرض تحته وسقط في حفرة عميقة. عندها سمع صوتاً كرهه بشدة.

- اقتله! نفذ الأمر أيها المارد الغبي!

.............................

اقتلع هذا الصوت اللعين "نُوا" من حلمه بعنف، فتح عينيه ليجد نفسه في مكان مظلم وضيق نوعاً ما، جلس وأمسك برأسه وهو يحاول أن يسيطر على أنفاسه المتسارعة، عندها أحس بهزة قوية كفيلة بمنعه من الوقوف على قدمية باتزان.

تنهد بانزعاج ثم قال:

- لا بد أنني لا أزال في حقيبة ذلك الفتى.

استلقى مجدداً ثم أغمض عينيه، لم يكن هناك أي شيء ليفعله وهو حبيس مصباحه، اكتفى فقط بالنوم والتصنت على أحاديث علاء الدين و"روبي" كنوع من الترفيه.

- سيدي علاء الدين! ليس هناك داع للعجلة! قد يشك فيك الحراس!

تناهى إلى مسامعه صوت "روبي" وهي تحث علاء على الإبطاء، رد عليها علاء بقلق:

- علي أن أخرج من هنا! تستطيع الأميرة سماع صوتك يا "روبي"! قد يتم اتهامي باستخدام السحر إن اكتشفوا خاتمك ومصباح "نُوا" معي!

فتح "نُوا" عينيه مصدوماً، هل هم في قصر السلطان؟! مهلاً! هل هناك شخص في القصر يمكنه سماع صوت مارد ليس خادماً له؟!

المصباح الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن