الفصل السادس

571 67 28
                                    


- علاء! هلا ناولتني المجرفة؟

- حاضر!

هرع علاء لإحضار المجرفة وناولها لطارق، كان الاثنان مشغولين بزرع شتلات حول حديقة القصر، لم تكن لعلاء خبرة بالزراعة لذلك اكتفى بالمراقبة وإحضار المعدات لطارق.

- حسناً، هذا يكفي هنا. فلنذهب لمحطتنا التالية.

- حاضر.

هم علاء برفع العربة ودفعها لكنه توقف.

- سيد طارق، هذه الشتول لا تكفي لذلك الحوض، صحيح؟

ألقى طارق نظرة على ما تبقى من الشتول.

- معك حق.

- سأذهب للمخزن لأحضر المزيد.

- جيد، سأسبقك للحوض.

دفع طارق العربة نحو الحوض الذي سيزرعون فيه بينما جرى علاء نحو المخزن، هناك حمّل عربة أخرى بالشتول وخرج، في طريقه تقدم نحوه شاب ارتدى جلباباً فاخراً، بدى عليه الوقار والرقي، تبعه رجل ذو هيئة صارمة بدى كحارسه الشخصي.

- صباح الخير.

حياه الشاب. حدق به علاء للحظات إذ بدى وجهه مألوفاً، فور تذكره هوية هذا الشاب انحنى علاء محرجاً.

- فخامة السلطان! أنا آسف! أقصد... صباح النور!

ابتسم السلطان ثم سأل:

- ما الأمر؟ لم تعتذر؟

لم يدر علاء بم يجاوب، هل يقول – بوقاحة – أنه لم يتعرف على حاكم سلطنته؟ أم يختلق عذراً؟ سهل السلطان عليه الأمر وغير الموضوع.

- هل أنت البستاني الجديد؟ علاء الدين؟

- نـ نعم!

- أهلاً بك هنا. ابذل كل ما بوسعك في الاعتناء بالحديقة، فهي واجهة القصر.

- حاضر!

تقدمت نحوهما فتاة ارتدت فستاناً لا يقل جمالاً عن جلباب السلطان، تبعها – هي الأخرى – حارس شخصي. حيت الفتاة السلطان:

- صباح الخير أخي خالد.

- صباح النور بدور.

التفتت نحو علاء وحيته بنفس الأسلوب الراقي الذي حيت به أخاها.

- صباح الخير.

انحنى علاء ورد عليها:

- صباح النور.

لم يحرج نفسه هذه المرة؛ فقد علم أنها الأميرة من حديثهما، لكن ما حيره هو أنه لم يدر بأن لإمارتهم أميرة، بل لم يسمع بها أبداً، لكن هذه الأميرة – لسبب ما – بدت مألوفة لعلاء.

المصباح الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن