حاول علاء الدين جاهداً أن يتابع يومه كأن شيئاً لم يكن، لكن ذلك لم يكن بالأمر السهل؛ فصباح هذا اليوم قد خبأ أدوات سحرية في أرض القصر حيث تم إعلان تحريم استخدامها... كلما انشغل بالعمل وكاد أن ينساهم سرت قشعريرة في جسده أعادته لنقطة الصفر، عند حلول المساء كان قد أنهك تماماً من كثرة التفكير فيهما.
- علاء، هلا أعدت هذه الجوالات للمخزن؟
- حاضر.
أضاف بصوت منخفض:
- يع...
حمّل علاء جوالات السماد النتنة نصف الفارغة على العربة الصغيرة ودحرجها أمامه للمخزن، في طريقه لمح ظل شيء ما يتحرك في إحدى شرفات القصر المطلة على الساحة الخلفية. فوراً انقبضت معدته وتخيل أن "نوا" يسبب مشكلة في الأعلى، رفع بصره ليرى بدور تلوح له بشدة.
ترك العربة خلفه وتقدم نحو الشرفة سائلاً:
- ما الأمر؟
- ششششش!!
أشارت بدور بأصبعها لتسكت علاء، عند اقترابه من الشرفة همست له- بأخفض صوت يمكن أن يسمعه:
- هل انتهيت من عملك؟
رد علاء هامساً:
- ليس بعد.
- إذن...
ترددت بدور لوهلة قبل أن تضيف ببطء:
- بعد أن تنتهي... هل يمكنك أن تزورني في غرفتي؟ لقد كان يومي عصيباً وأظن أنني أحتاج للحديث عن الأمر...
تفاجأ علاء للحظة، أحاب بعد أن حاول إخفاء ارتباكه:
- بالتأكيد! أنا طوع أمرك.
بدا على بدور الاحباط؛ فهي لم ترد الدردشة مع أحد الخدم، بل مع صديق. رسمت ابتسامة على وجهها وردت:
- شكراً، سأكون في انتظارك.
تابع علاء عمله ذلك المساء باستعجال واضح، قتل الفضول طارق الذي كان يراقبه وهو يتململ بنفاذ صبر.
- علاء الدين! ما الأمر؟
- أنا؟ لـ لا شيء.
صمت طارق وآثر التحديق بعلاء فقد كان نفيه للأمر بليداً جداً لدرجة أن طارق بات واثقاً من أنه يخفي شيئاً، مرت ثلاث ثوان طوال أحس فيها علاء بنظرة طارق تخترقه، قرر أن يجيبه قبل أن يجن جنونه:
- لقد طلبت الأميرة بدور أن أزورها بعد الانتهاء من العمل...
- أها!
ابتسم طارق بخبث. أضاف هامساً:
- هل أنا مدعوّ للزفاف؟
أنت تقرأ
المصباح الأسود
Fantasy[مكتملة] {الكتاب الأول من ثلاثية ليالي شهرزاد} جميعنا يعرف قصة علاء الدين والمصباح السحري. استغله ساحر ليجلب له المصباح، لكن "فصاحة" علاء الدين أغضبت الساحر الذي تركه في المغارة. تمكن علاء من العودة لمنزله ظافراً بالمصباح السحري بفضل مارد الخاتم وصا...