حدث كل شيء في لمح البصر.
في لحظة كانت بدور في غرفتها ضاحكة سعيدة وسط جدال ومزاح مع علاء، وفي التالية كانت فرقة من الحراس تحيط بعلاء وتسحبه بعنف ليذهب معهم.
بعد وقت بدا لها كدهر- استوعب عقلها أن الحراس قد جاؤوا ليأخذوا منها صديقها المقرب الذي صار جزءاً مهماً من حياتها رغم دخوله فيها قريباً، دون أن تشعر قفزت من على السرير وأمسكت بقائد الحرس الذي كان يقيد يدي علاء.
- ما الذي تفعلونه؟! اتركوه على الفور!!
أبعدها أحد الحراس برفق بينما تابع القائد عمله كأنها لم تحدثه.
- لماذا تكبلونه؟! هو لم يفعل شيئاً!!
بعد الانتهاء من تكبيل علاء بدأ حارس آخر بدفعه أمامه نحو باب الغرفة.
علاء- الذي كان مصدوماً حد الشلل في البداية- بدأ يشك في أن للأمر علاقة بحيازته لأدوات ممنوعة، كان دائماً خائفاً من حدوث شيء كهذا، لكن مؤخراً- وعندما بدأت حياته في التحسن- نسي هذا الاحتمال تماماً، لعن سذاجته واعتياده على الأمان، ولعن كونه جباناً لم يفكر في طريقة للتخلص منهما.
لم يستطع النظر في عيني بدور التي تابعت الصراخ ومحاولة إقناع الحراس بتركه وشأنه؛ فهو في أعماقه علم أنه مذنب وأنه لا يستحق دفاعها عنه.
خرج علاء برفقة الحراس من الغرفة متبوعين ببدور التي لم تفقد الأمل في تغيير رأيهم، كيف تستطيع التوقف وهم يقودون صديقها بعيداً؟
- أنا أميرتكم ووريثة العرش ويحق لي أن أعرف سبب أفعالكم البربرية هذه!!!
- عزيزتي الأميرة.
تناهى إلى مسامعها صوتٌ أسرى القشعريرة في جسدها.
- كل ما نفعله يكون لأجل سلامتك.
التفتت نحو صاحب الصوت لتجده يرمقها بابتسامة مقيتة لم ترتح لها أبداً.
- جعفر!!
سارت نحوه بخطوات عنيفة ووجه مكفهر.
- ما معنى هذا؟! ما الذي فعله علاء حتى تعاملوه بهذه الطريقة؟!
- صديقك علاء قد تخطى حدوده.
أجابها جعفر ببرود، أضاف:
- تقرب من أميرة سلطنته وحثها على فعل أشياء خطيرة قد تؤذيها. هذا الفتى ليس هنا للترفيه عنك، سموك، بل للقضاء عليك.
- ما هذا الهراء الذي تتفوه به؟!!
- أرى أنه قد تمكن منك تماماً.
علق جعفر بابتسامة شامتة ودون ذرة قلق مفتعلة على وجهه النحيف. أضاف:
- ستشكرينني ذات يوم على هذه الخدمة.
أنت تقرأ
المصباح الأسود
Fantasy[مكتملة] {الكتاب الأول من ثلاثية ليالي شهرزاد} جميعنا يعرف قصة علاء الدين والمصباح السحري. استغله ساحر ليجلب له المصباح، لكن "فصاحة" علاء الدين أغضبت الساحر الذي تركه في المغارة. تمكن علاء من العودة لمنزله ظافراً بالمصباح السحري بفضل مارد الخاتم وصا...