الفصل الأول

1.3K 104 51
                                    


- أمي؟ أمي! هل أنت بخير؟!

منع السعال العنيف السيدة عن الإجابة على ابنها، عندها قرر الفتى أن يحضر لها كوب ماء علّه يخفف من سعالها قليلاً، ركض بسرعة نحو المطبخ، رفع الغطاء عن الجرة الفخارية وغرف بعض الماء في كوب معدني صغير.

- أمي، خذي، اشربي بعض الماء.

أخذت أمه الكوب وشربت الماء ببطء، أخذت نفساً طويلاً وأطلقته، وضعت الكوب على الطاولة قربها وشكرت ابنها.

- شكراً لك يا علاء.

- العفو.

رد عليها علاء بابتسامة حاول جاهداً ألا تزول قبل أن يغادر الغرفة، لم يكن حال أمه يتحسن أبداً، كيف يتحسن وهم لا يملكون سوى الماء لتخفيف سعالها، حاول علاء جاهداً توفير المال لعلاجها لكن عمله لم يكن مربحاً، حتى أنه حاول العمل ككناس في قصر السلطان إلا أنه منع من دخول القصر وطرد قبل أن يفصح عن سبب مجيئه حتى.

عاد علاء إلى المطبخ لتحضير الإفطار، كان عادة ما يستيقظ قبل أمه ويعد الطعام ثم يغادر للعمل في دكان لبيع الخضروات، إلا أن اليوم حدث شيء مختلف: طرق أحد الباب قبل الشروق بقليل.

- أنا قادم!

صرخ علاء من المطبخ ثم ذهب ليفتح الباب، لم يبد الرجل خلف الباب مألوفاً البتة؛ لذا قلق علاء قليلاً.

- صباح الخير.

حياه الرجل بابتسامة لم يرتح لها، لكنه رد بأدب:

- صباح النور.

- هل يسكن علاء الدين هنا؟

- نعم، أنا هو.

سأل الرجل مستغرباً:

- تبدو أصغر مما توقعت، كم عمرك؟

- أنا في السادسة عشرة من عمري.

أضاف علاء:

- أرجوك تفضل بالدخول.

رفض الرجل الدخول بحجة أنه مستعجل، وطلب من علاء الدين أن يستمع لطلبه.

- أُدعى قاسم، وقد سمعت أنك تبحث عن عمل.

فرح علاء الدين كثيراً، نسي أن يرد للحظة من شدة الفرح. تمالك نفسه وأجاب:

- نعـ نعم! هذا صحيح!

- أريد أن يرافقني أحد في مهمة لجلب غرض معين من خارج المدينة، سأدفع لك خمسين درهماً ثمن مرافقتي.

أضاف قاسم:

- هل توافق على القدوم معي؟

أجاب علاء الدين بلا تردد:

- بالتأكيد!

- إذاً استعد بسرعة، سنغادر بعد الشروق بقليل.

أضاف:

- ولا تقلق بشأن الدواب، معي حصان إضافي.

أغلق علاء الدين الباب بعد ذهاب قاسم وركض نحو أمه فرحاً.

المصباح الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن