الفصل العاشر

412 71 49
                                    


دخل علاء بوابة القصر الرئيسية بخطوات كبيرة متحمسة، حيّا كل من قابله في طريقه إلى المخزن، في أقرب فرصة وجد فيها أنه غير مراقب أخفى المصباح والخاتم بين الشجيرات كما اعتاد خلال الأسبوعين الماضيين.

- صباح الخير سيد طارق.

- صباح النور يا علاء.

وضع علاء حقيبته بحذر على الطاولة، استغرب طارق من هذا؛ فعادة ما يرمي علاء حقيبته أرضاً كلما جاء.

- ماذا في حقيبتك اليوم يا علاء؟ لم أرك يوماً تعاملها بهذا الاحترام.

ضحك علاء ثم أخرج علبة نحاسية صغيرة قبل أن يجيب بسعادة:

- فيها طعام الغداء. لقد حضرت أمي ورق العنب.

- يسرني أن أمك في تحسن.

علق طارق بسعادة، أعاد علاء العلبة لداخل الحقيبة.

- وأنا أيضاً، لقد كانت النقود التي دفعت لنا في بداية هذا الشهر كافية لشراء أحد الأدوية التي تحتاجها.

- الحمد لله! أتمنى أن تشفى تماماً في القريب العاجل.

وضع علاء بعض الدلاء والرشاشات في عربة وخرج ليبدأ عمله، توقف أمام شرفة بدور التي كانت في انتظاره ليلقي تحية الصباح، حياها واتفقا على موعد زيارة أخرى ثم تابع طريقه.

دخلت بدور لغرفتها وأغلقت باب الشرفة، جلست على سريرها وبدأت بتسريح شعرها وهي تهمهم بأنشودة ما، منذ أن وعدها علاء بإخبارها عن خارج القصر كلما التقيا- صار مزاجها أفضل، لم تعد تحس أنها حبيسة القصر وتوقفت عن محاولات الهرب، عاد الأمر عليها إيجاباً في علاقتها مع أخيها ومستواها الدراسي، كما انها صارت منفتحة أكثر ودائمة الابتسام.

لم تخبر أحداً بهذا سوى مسرور، حارسها الموثوق الذي كتم السر كأنما لم يسمع عنه. أخبرته لأنه كان يراقبهما من على بُعد يوم صعدا البرج. بعكس أوامر السلطان بالحراسة المشددة على أخته- إلا أن مسرور كان يفسح المجال لبدور لتتنفس بحرية في بعض الأحيان، لذلك وافق على زيارات علاء المتكررة.

طرقت إحدى الخادمات الباب ثم فتحته، انحنت قائلة:

- سمو الأميرة، مائدة الإفطار جاهزة وفي انتظارك.

- سآتي فوراً.

.............................

لم يستطع جعفر اخفاء الابتسامة التي تسللت إلى ثغره، منذ يومين أخبره قاسم أنه رأى الأميرة بدور برفقة علاء الدين قبل أكثر من أسبوع خارجين من أحد أبراج المراقبة، وهو مكان من الواضح أن بدور- أو أي أحد ليس من الحراس- ممنوع من دخوله.

المصباح الأسودحيث تعيش القصص. اكتشف الآن