الليلة المفقودة

الفصل الرابع : مطلوب حياً فقط

ها هو ذا , صباح يوم الجُمعة , ليو يتثاءب في سيارته ينتظر ركوب مادلين التي تودع إيما .. لكي يقلها الى منزل إيما لتأخذ حقيبة سفرها .

بعد ركوب مادلين في المقعد الامامي طرقت إيما نافذة الباب وقالت : أجل أجل اذهبي ودعيني افسد منزل ليو كما اشاء .

نظر لها ليو : سأعود للمنزل بعد ان أقل مادلين الى المطار , اريد النوم لا تفسدي الاشياء .

ابتسمت وابتعدت : حسنا حسنا اذهبا وحسب , قبل ان ابكي هيا هيا .. لوحت بيدها ودخلت للمنزل .

حرك ليو السيارة : اتمنى ان لا تنتهي مناديل المنزل إثر دموعها .

سألت مادلين :لكن ليو هل حصل شيء البارحة ؟

اوقف ليو السيارة فجأة ونظر لها : هل أخبرتك إيما بشيء ؟

لا لم تخبرني لكن وجهك يخبرني بكل شيء

أكمل القيادة : لا لم يحصل شيء مهم , ولكن بماذا يخبرك وجهي الفاتن هاه ؟ أنني اجمل فتى على الاطلاق؟

نظراً للهالات السوداء اسفل عينيك وتعقيد حاجبيك المستمر , بالاضافة الى نعاسك .. انت لم تنم البارحة لأن هناك موضوع يشغل بالك .

تنهد : بالتأكيد هناك أشياء كثيرة تشغل بالي .. نظر لمادلين وخربش شعرها : لكن ليس بشأنك ايتها الصغيرة .

وصلا الى المطار ونزلا , قام ليو بجميع الاجراءات وقفت مادلين قبل الدخول الى صالة المغادرة : ألن تودعني ؟

لوح لها : لو امسكت بك لن أدعك وستؤنبني روح اختي للأبد

تظاهرت بالحزن : وانا ليس لدي خالٌ سواك

نظر له ليو : ماذا قلتي عني ؟

قالت مستفسرة : خ-خالي ؟

اخذت كلمة " خالي " تتردد في رأس ليو المبتسم بسعادة .

قالت مادلين : لا تحتضني بهذه الابتسامة فأنت تبدو منحرفاً

احتضنها ليو : ماذا افعل لقد قلتي كلمة السر , انتبهي لنفسك جيداً , كوني قوية , عندما يحصل شيء سيء تذكري دائماً .. ابتعد ونظر لها .. قالا معاً : أنني موجود دائماً معك .

ابتعد ليو وخربش شعرها , افترقا بعدها .. فكر ليو : هل اخبرتها انها ستقابل ايثان هناك ؟ تنهد : هااه من يهتم , سأذهب لأنام .

مضت تلك الساعات سريعاً , مادلين تقرأ كتاباً لأجاثا كريستي , لكي تفكر بحل قضايا اخرى .. تنظر لشعرها المصبوغ باللون البني المُحمر .. تتنهد : لقد قلت لإيما ان تجلب اللون القرمزي ..

قبل نزولها من الطائرة , ارتدت نظارتها وتوجهت مع التاكسي الى مركز شرطة روما .. اخذت نفساً عميقاً قبل الدخول , سألت رجل الاستعلامات بعد دخولها : اعذرني أين يمكنني ان اسجل اسمي لكي انضم للشرطة ؟