جميعنا في هذة الحياة نبحث عن ذلك الشخص الذي يستطيع أن يتفهمنا من نظرة عين.. من يستطيع أن يشعر بما يدور بداخلنا دون التبرير أو التفوه بالحديث !.. من يستطيع تضميد الجروح التي حاولنا مداواتها كثيراً !.. في هذه الحياة ستلتقي بشخص لا تنساه الذاكرة والعجيب أنه لن يكون ملكاً لك!.. ستُعجب به.. ستكون به جميع المواصفات التي قد تخيلها قلبك لعقلك ..سيكون أنت في مكان آخر.. ستعيش معه حياة مختلفة.. لن تستطيع أن تقترب ولا أن تبتعد! ..هو مرة حبيباً و مرة صديقاً و مرة.. غريباً !.. ستمضي الأيام و ستتمني أن تجد سبباً لتكرهه ولن تجد! ..تخشي التعلُق به وأنت فعلت حقاً !.. أحياناً ستظن أنه ملكاً لك لكنك ستقضي علي روحك بتنهيدة صامتة لتخبرها بأن كل هذا وهم إختلقته الذاكرة بسبب ذلك الإعجاب الأحمق الذي أدي بك لذلك الدرب المسدود.. قلبها يحترق بكل دقة ينبض بها.. قلبها ممتلئ بالجفاء والخوف.. ممتلئ بالإرهاق و الخذلان.. قلبها جُرح بعمق لا يستطيع المرء الإلتئآم منه.. تمنت لو أنها بكابوسٍ ما أو بحلم مزعج.. حتي أسوأ الكوابيس يمكن للمرء أن يستيقظ من غفوتها ولكن كيف للمرء أن يستيقظ من يقظته؟ ..هكذا كانت جوليانا.. سارت بحماس لمتاهة الحب دون أن تفكر بالمخرج!
.."خائفة.. خائفه واللعنة ! "
..
تحدثت بصوت متقطع ليضع الطبيب يده علي كَتفها مطمئناً إياها
" !أري أن هناك نتائج مذهلة ! فأنا أتذكر أنه لم يكن بمقدورك الحديث بالمرة السابقة"
" !أجل ولكن.. سئمت حقاً "
..لم تستطع جوليانا التماسك أمام الطبيب.. بكت كما لو أنها طفلة بسن العاشرة.. لم يجد الطبيب مفر سوي أن يعطيها مهدأ نصفي حتي يستطيع إستئناف عمله.. علي الأقل ستكون شبه واعية لما يحدث حولها !.. أرخت رأسها بعد أن شعرت بقليل من الهدوء.. إبتسم الطبيب عندما نظر إليها.. أشار للمرض بالإستئناف.. توجه الممرض إلي جوليانا وقام بإزاله الشاش الأبيض الذي يغطي تلك الأنابيب الصغيرة المتصلة بعنقها وقام بإيصالها بالأنابيب الكبيرة المتصلة بجهاز التنقية.. أحضر الممرض جهاز قياس ضغط الدماء و قام بمعاينة ضغطها ليجد أنه منخفض للغاية.. هرع و قام بإحضار محلول ملحي و علقه لها و إنتظر حتي فرغت زجاجة المحلول و من ثم عاود معاينة ضغط دمائها ليشير للطبيب بالإستئناف.. توجه الطبيب ناحية جهاز التنقية و بدأ بعملية سحب الدماء ..لم تمر سوي دقائق معدودة قبل أن تصبح جوليانا بعداد الموتي.. تذمر الطبيب كثيراً من حالتها تلك.. لم يري حاله بمثل صعوبة حالتها.. اطفأ الجهاز و هرع لتوصيل المغذي لها حتي تستفيق قبل أن تتجلط الدماء بداخلها.. فتحت عيناها ببطء لتشعر بكل شئ يدور حولها.. إرتجفت بفعل برودة جسدها و قطرات المياة المالحة المتجمعة علي جبهتها.. أمر الطبيب بإحضار غطاء سميك و محاوطة جسد جوليانا الهزيل به.. أدار الجهاز مرة أخري و بدأ عملية السحب أثناء مراقبتها خروج الدماء من عنقها لتتجمع بعد ذلك بتلك الحقائب البلاستيكية السميكة التي ينتهي الأمر بها لصندوق المهملات.. الثلاث ساعات الأولي لم تكن بالسهلة أبداً فلقد عانت كثيراً قبل أن تبدأ عمليه إدخال بلازما الدم إلي جسدها.. أوصل الطبيب أول كيس من الثمانية أكياس بلازما لتبدأ معاناة جديدة من نوع خاص.. شعرت بالبرودة القارسة تجتاح جسدها كما لو أنها موضوعه بإحدي ثلاجات الموتي.. أضافة إلي ذلك الشعور بالغثيان المميت شعرت بأن جسدها تخدر كُلياً..شعرت كما لو أن هناك قالب حديدي موضوع علي صدرها ليمنعه من الهبوط والصعود.. حاولت جاهدة أن تتنفس ولكن لم تستطع.. شهقت ببطء..

أنت تقرأ
Fate .."قَدَر" (مكتملة )
Фанфикلا شئ يحدث عبثاً..! داخل كل قدرِ سر..يُمهد الطريق لقدرِ آخر.. "قد تتواجد مشاهد يمكن أن ينزعج منها البعض" قراءة مُمتعه. "مكتملة" الرواية لها حقوق ملكية يُحاسب عليها.